الفلافل والشاورما والمنسف في تدريس المفردات

الدكتور خالد أبو عمشة

باحث وخبير لغوي/معهد قاصد بالأردن

إن تدريس المفردات اللغوية للناطقين بغير العربية فنّ وذوق كما هو الحال في صناعة الفلافل والشاورما والمنسف التي يحبها ويعشقها ويهيم بها الأردنيون.

ويأتي عنوان هذه المقالة من فكرة تدريسية تبنيتها منذ زمن بعيد في التدريس تساعد الطلبة على الارتقاء بمفرداتهم اللغوية وتنميتها لكي تتناسب طردياً مع الارتقاء في مستويات الدراسة، وهو جانب قلّ أن يهتم به معملو العربية.

ففي مجال تعليم اللغات الأجنبية هناك علاقة طردية بين المفردات والمستويات وهي ذات العلاقة بينها أي المفردات ومستويات الكفاءة. وكانت قد تبدت لي هذه الفكرة أثناء تدريس فصل دراسي اتسم دارسوه بضعف الذخيرة اللغوية وعدد المفردات، واقتناع بعضهم بأن معرفة كلمة "حضر" على سبيل المثال تغني على معرفة كلمة جاء وأتى، وهو لا شك وهْم لا يمكن القبول به إذا كان الطالب في المستوى المتوسط وعلى مشارف المستوى المتقدم، فإذا استطاع المتعلم ضبط نفسه في معرفة كلمة واحدة من أصل ثلاث فإنه لا يستطيع ذلك مع المتحدثين الذي سيفرضون لغتهم على المتعلم وانطباعاتهم عن مستوى المتعلم ولغته.

وخلاصة القول أنه لا يعقل أن أقبل من طالب في المستوى المتقدم على سبيل المثال إذا وقع في الحب وأراد أن يعبر عن مشاعره وأحاسيسه الرقيقة تجاه محبوبته أن يقول "أحبها" إذا كان لا يستطيع عنها بعداً ولا عن ذكرها توقفاً، فعليه أن يقول: أعشقها بل أهيم بها. وكذلك الحال إن كان يتحدث عن المنسف بحيث لا يستطيع أن يمر أسبوع دون أن يعب منه عبًّا كحالتي، فعندئذ لا أظن أن كلمة الحب تُجْزئ في هذه الحالة.

هذا وقد وجدتها فرصة لتنمية المفردات بطريقة ماتعة مشوقة ليس عبر السؤال عن مترادفات أخرى أغني بها قاموس المتعلم أو معجمه اللغوي بل بوضع بعض الفروق اللطيفة في استخدام بعض المفردات، ولقد أضحت عادةً عند المتعلمين في البحث عن الفروق الدلالية بين الكلمات وأصبح ديدناً لهم أن يسألوا لدى تعلّمهم كلمات معينة: ما الشاورما منها وما المنسف؟

ألا ينبغي لمتعلم العربية أن يفرق بين استخدامات إطلاقاً، وقطعاً، والبتة، كلما ارتقى في سلّم الكفاءة؟ وألا ينبغي أن يعرف مستويات الدلالة بين شرح وأبان؟

بالله علكيم ألا تعتقدون لو أنكم سمعتم كما سمعت من إحدى طالبتي في سؤالي الأول لها حدثيني عن نفسك، فقالت: مسقط رأسي كذا، وترعرت في مدينة كذا.. أن هذه المفردات منسفيّة بامتياز توصل إليك رسالة واضحة بأن المتعلمة تنتمي إلى المستوى المتقدم بل ربما المتميز، وأنها لو قالت: ولدت في مدينة كذا، ونشأت في مدينة كذا لما استطعنا أن نحدد مستوى بعينه لها.

وهذه قائمة ببعض الأمثلة التي تمثل مستوى الفلافل ومستوى الشاورما ومستوى المنسف.

فلافل

شاورما

منسف

حضر

جاء

أتى

أحب

عشق

هام بـ

إطلاقاً

قطعاً

البتّة

شرح

بيّن

أبان

بالنسبة لـِ

بخصوص

حيال

سعادة

فرح

سرور

متفق

منسجم

متآلف

مفرك

مزور

مزيف

متشدد

متعصب

متزمت

عجب

دهشة

ذهول

خرب

دمّر

أتلف

أزمة

ضائقة

عُسر

نحو

تجاه

إزاء

إلا

باستثناء

عدا

غالٍ

قيّم

نفيس

شجع

حثّ

حفّز

أخبر

أعلم

أطلع على

علاقة قوية

علاقة متينة

علاقة وطيدة

 مدونات سابقة للكاتب