مبادئ في تدريس مهارة الاستماع

الدكتور خالد أبو عمشة

باحث وخبير لغوي/معهد قاصد بالأردن

-          البدء في تدريس مهارة الاستماع منذ اليوم الأول

حظيت مهارة الاستماع باهتمام كبير خلال العقدين الماضيين عكس ما كان سائداً في العقود السابقة، ورحم الله ابن خلدون حين قال إن "السمع أبو الملكات".
وتكاد تجمع كل نظريات اكتساب اللغة الثانية على ضرورة أن تحظى مهارة الاستماع بمكانتها التي تستحقها بين المهارات الأخرى. وهذا الاهتمام يجب أن يبدأ منذ اليوم الأول من برنامج تعليم العربية خاصة في ظل فقر السلاسل العربية في دروس الاستماع.

-          الاعتماد على النصوص الأصيلة

أضحت النصوص الأصيلة في تعليم اللغات الأجنبية عموماً والعربية على وجه الخصوص مطلباً أساسياً وضرورياً، وذلك لكونها تعكس اللغة الحقيقية بمفرداتها وتراكيبها وسياقاتها الثقافية وغيرها، وهي ضرورة من ضرورات المذهب الاتصالي في تعليم اللغات الأجنبية. وإن الثورة التكنولوجية قد مهدت الطريق أمام الدارسين والمدرسين في توفير المواد السمعية البصرية المناسبة عبر كبسة زر واحدة.

-          التركيز على الطلاقة والدقة بحسب هدفك

ينبغي المراوحة في موضوعي الطلاقة والدقة بناء على مجموعة من العوامل، الهدف والمتعلم وثقته بنفسه، وصعوبة الاستماع نفسه، بحيث ينبغي أن يتخذ المعلم القرار المناسب بناء على ظروف كل درس، وينبغي أن تتساوى طلاقة المتعلم ودقته كلما تطور مستواه اللغوي صعوداً في الكفاءة، وينبغي أن يكون ذلك عبر تدريبات ذات معنى ومغزى، ويمكن أن يراوح الأستاذ فيها بين التدريبات المكيانيكية والتفاعلية.

-          التصحيح وتوفير تغذية راجعة

أضحت التغذية الراجعة مطلباً أساسياً في البرامج اللغوية، وخاصة التصحيح والتغذية الراجعة الفردية التي أثبتت جدواها أكثر من التصحيح والتغذية الراجعة الجماعية التي تمثل الحد الأدنى في هذا المجال. وهي ضرورية جدًّا في مهارة الاستماع.

-          حفز الدارسين وتنمية دافعيتهم الداخلية

الدافعية تلعب دوراً كبيراً في التقدم اللغوي للدارس، وينبغي للمعلم أن يقوم بحفز المتعلمين وإيقاظ جذوة دافعيتهم نحو التعلم، حيث يمكن لهذه الثقة والدافعية الداخلية أن تضاعف من عملية التعلم خاصة في دورها في تشكيل التوجه الإيجابي نحو اللغة وأهلها.

-          التأكيد على العلاقة بين الاستماع والمحادثة

ينبغي الربط بين المهارات المختلفة لكونها تشكل جميعاً وحدة عضوية واحدة، وإنما يكون تدريس المهارة في شكل منفصل من باب التأكيد عليها وتخصيصها ببعض الوقت من أجل تطويرها وصقل جوانبها، وترتبط مهارة الاستماع بعلاقة عضوية مع مهارة المحادثة لكونها الوجه الآخر لها، فهما وجهان لعملة واحدة كما يقولون.

-          العمل على تطوير إستراتجيات الاستماع

اتسم تعليم العربية في الأونة الأخيرة بتركيزه على الإستراتيجيات التي تنمي كل مهارة من المهارات، وهذه أهم الإستراتيجيات التي ينبغي العمل عليها في أثناء تدريس مهارة الاستماع:

o      البحث عن الكلمات المفتاحية

o      الإشارات غير اللغوية التي تساعد عن الكشف عن المعنى

o      التنبؤ بما سيقوله المتحدث من خلال السياق والموضوع

o      التخمين

o      طلب التوضيح

o      ملء الفراغات

-          التدرج في بناء مهارات الاستماع

إن تطوير مهارات الاستماع لا يكون دفعة واحدة، ولذلك ينبغي لمعلم الاستماع التخطيط التدريجي في المهام والوظائف التي تقوم الواحدة منها على الأخرى، فالتخطيط الشمولي والكلي يساعد المعلم والمتعلم على تحقيق الأهداف الكلية لمهارات الاستماع ووظائفها، فهي كدرجات السلم وحلقاته كل واحدة تقود إلى الأخرى.

-          الاستماع التكاملي: من الكليات إلى الجزئيات ومن الجزئيات إلى الكليات أو الجمع بينهما

يقوم تدريس الاستماع على ثلاثة مذاهب: الأول يقوم على الانتقال من العام إلى الخاص (أو الانتقال من الكليات إلى الجزئيات)، والثاني من الخاص إلى العام (أو الانتقال من الجزئيات إلى الكليات)، والثالث الجمع بينهما في الدرس الواحد. وكلها مذاهب متداولة، وعلى المعلم أن يتخذ واحداً منها أو تجريبها كلها واستحسان ما راق له منها بناءً على نتائج دراسة المتعلمين.

 مدونات سابقة للكاتب