اتجاهات حديثة في تعليم العربية

5 /10/ 2017

كيف تبحث في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها (4 / 4)

تناولنا في الحلقات السابقة خطوات أساسية في البحث العلمي في مجال العربية للناطقين بغيرها وهي من أين تحصل على أفكار بحثية، وما مواصفات الموضوع المناسب، والقراءة حول الموضوعات المناسبة..  ثم كيف تختار المؤسسة التي سوف تدرس فيها والمشرف الذي سيرافقك في رحلة البحث وكيف تحدد معه موضوع الدراسة وكيف نكتب الخطة.. والدراسات السابقة من حيث أنواع الأوراق العلمية والموضوعات المطلوب تجميع دراسات حولها وأين تجد هذه الدراسات السابقة.. في هذه الحلقة الأخيرة نتحدث عن فهرسة المعلومات والاحتياطات التي على الباحث الأخذ بها والأدوات التي لابد أن يمتلكها ليسير بشكل ناجح في رحلته البحثية.

حادي عشر – فهرسة المعلومات:

قديما كانت المشكلة في الحصول على المعلومة، والمشكلة الآن في كثرة المعلومات وصعوبة التعامل مع هذا الطوفان المعلوماتي، ومن ثم فعليك فهرسة ما تحصل عليه من ملخصات ومواد ستفيدك في بحثك، وقم بعمل "مجلدات" على الحاسوب، يمثل كل مجلد منها مبحثا في بحثك، بحيث يسهل الرجوع إليه عند الحاجة، وفي كل فترة ستجد أن عليك إعادة الفهرسة بما يتناسب مع مسيرة البحث الذي قد تطرأ عليه العديد من التعديلات بزيادة خبرتك وكثرة تجاربك ونصائح أساتذتك وزملائك.

ثاني عشر - الاحتياطات:

أ - "لا تضع البيض كله في سلة واحدة". لا بد أن يكون عندك أكثر من نسخة للمواد البحثية التي تجمعها والفصول التي تنجزها، فقد يصيب حاسوبك أي عطب يأتي على كنزك البحثي، ووقتها لا بد أن ترجع للنسخ الأخرى على هاتفك أو قرص متحرك أو ذاكرة "فلاش ميموري" أو أي موقع من مواقع حفظ الملفات كموقع درايف على غوغل مثلا.. وبعض الباحثين يحفظ نسخة من بحثه لكنه ينسى أي الملفات أحدث، فيضيع جهده باستخدام ملفات يكتشف بعد ذلك أنها قديمة، ولذلك فعليك أن تؤرخ ملفاتك ولا تكتفي بالتاريخ الذي يضعه الحاسوب للملفات حتى تستطيع أن تعرف أيها أحدث.

ب- كثير من الباحثين ينسى أن يسجل بيانات المرجع الذي استعان به، أو يكتب المعلومات ناقصة، فلا بد أن تسجل اسم المرجع والكاتب والناشر ودولة النشر وتاريخه ورقم الصفحة، وتحتفظ بها تحت المعلومات التي نقلتها إلى أن تصل لمرحلة التنسيق فتكتب المراجع حسب نظام الجامعة أيا كان بنظام جمعية علم النفس الأمريكية أو شيكاغو أو جمعية اللغات الحديثة أو غيرها.

ج – حاول أن تقرأ وتتدرب على كيفية الاقتباس حتى لا تجد نفسك متهما بتهمة الانتحال -نقل نصوص من الغير دون إشارة- وأنت سليم النية. واعلم أن الجامعات تضع نسبا للاقتباس من الغير وأن لديها برامج تكشف الاقتباس وإذا زاد النقل عن نسبة معينة –تحددها الجامعة– فلن يمر بحثك للجنة المناقشة وسيطلب منك معالجة بحثك مرة أخرى لتقليل النسبة المقتبسة، ولذا أنصحك بأن تتعلم كيف تقتبس في بداية رحلتك البحثية.

ثالث عشر - عُدَّة الباحث

اللغة الإنجليزية والبحث العميق على الإنترنت والقراءة السريعة وشبكة العلاقات، أدوات مهمة لأي باحث وبدونها قد لا تستطيع أن تحقق ما تأمل.  فبدون الإنجليزية يصعب أن تنجز شيئا رائدا في تعليم العربية للناطقين بغيرها، وهذا ليس شعورا بالنقص ولا بـ"عقدة الخواجة" ولكن لأن البحث العلمي في تعليم الإنجليزية يسبق العربية بأعوام كثيرة ومن ثم فمن الضروري أن ترى ماذا أنجز الآخرون وتبني عليه، وحتى لا تظنني متحاملا على بني قومي أضرب لك مثالا: في الوقت الذي توصي فيه المؤتمرات -منذ ثلاثين عاما وحتى آخر مؤتمر انعقد هذا العام2017م- بإعداد اختبار كفاءة لغوية عالمي في تعليم العربية فإن اختبار الكفاءة في اللغة الإنجليزية TOEFL  نشر للمرة الأولى في بدايات الستينيات ويمتحن فيه سنويا أربعة ملايين إنسان واختبار IELTS يمتحن فيه قرابة مليونين.. وفي الوقت الذي نسعى فيه لدراسة فعالية استخدام الحاسوب في فصول اللغة فإن غيرنا يبحث في تصحيح المقالات الإنجليزية آليا! ولذلك يصعب أن تبحث في هذا المجال دون الاستفادة مما أنجزه باحثو الإنجليزية.

ولا يمكن أن تصل لتلك البحوث القيمة دون قدرة على البحث العميق على الإنترنت والسعي –أحيانا- للحصول على النصوص الكاملة لتلك البحوث بأكثر من طريقة.

العدة الثالثة هي القراءة السريعة، فستقابل معلومات كثيرة لا يمكن أن تقرأها كلمة كلمة ولذا فلا بد أن تتعلم إستراتيجيات القراءة السريعة التي تمكنك من قراءة صفحات كثيرة في أوقات قصيرة.

ستحتاج إلى كتب وتحتاج إلى رأي باحثين آخرين وستحتاج إلى تحكيم أدوات دراستك لدى الخبراء وستحتاج إلى دخول مؤسسات لإجراء دراسات ميدانية، كل هذا يتطلب منك شبكة علاقات تسهل مهامك وتفتح لك العديد من الأبواب وأفضل مكان لبناء هذه الشبكة هو حضور الفعاليات البحثية كحلقات البحث والندوات والمؤتمرات المتخصصة، ولا تنس نية "طلب العلم" في كل ما تفعل وعاهد الله أن تبذله فيما يفيد وتعطيه لتلاميذك يوما ما.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

25 /9/ 2017

كيف تبحث في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها (3/ 4)

تناولنا في الحلقتين السابقتين خطوات أساسية في البحث العلمي في مجال العربية للناطقين بغيرها وهي مصادر الأفكار البحثية، ومواصفات الموضوع المناسب، والقراءة حول تلك الموضوعات المناسبة..  ثم كيف نختار المؤسسة التي سوف ندرس فيها والمشرف الذي سيرافقنا في رحلة البحث وكيف نحدده معه موضوع الدراسة وكيف نكتب الخطة..

وفي هذا المقال سوف نتحدث عن الدراسات السابقة.

ثامنا – الدراسات السابقة "الموضوعات"

وأنت تكتب خطتك تحتاج للاطلاع على جهود الباحثين في الموضوعات المرتبطة ببحثك، وحتى تحدد ما الذي يجب أن تبحث فيه عليك بتجزئة عنوان بحثك إلى موضوعات فمثلا لو قلنا "منهج مقترح لتعليم العربية لأغراض دبلوماسية "فهذا العنوان يتضمن موضوع "منهج اللغة الأجنبية" وموضوع "العربية لأغراض خاصة" و"العربية لأغراض دبلوماسية" ومن ثم فعليك أن تبحث عن الدراسات المتعلقة بهذه الموضوعات الثلاثة. وإذا قلنا "بناء اختبار محوسب للكفاءة في العربية بوصفها لغة أجنبية" هذا العنوان يتطلب منك البحث في الدراسات المتعلقة بــ"الاختبارات اللغوية" و"اختبارات الكفاءة العربية وغير العربية" و"الاختبارات المحوسبة".

والسؤال الذي يسأله الباحث "أنا وجدت دراسات سابقة بالفعل لكن لا أعرف ماذا أفعل بها"!!!

عليك أن تبحث عن منهجية تعامل الباحثين مع مشكلات بحوثهم، ما الإجراءات التي ساروا عليها في الإجابة عن أسئلتهم البحثية، وكيف صاغوا الفروض البحثية، وما الأدوات البحثية التي استخدموها وكيف قننوها "الصدق والثبات"، وما النتائج التي توصلوا إليها وكيف ستفيدك في بحثك، وما التوصيات التي أوصوا بها والتي يمكن أن تدعمك في التأكيد على أهمية دراستك. ولا تقصر قراءتك على التلقي بل لابد أن يكون لك رؤية نقدية فيمكن أن ترى أن المنهجية غير سليمة أو أن العينة غير مناسبة للبحث أو أن التحليل الإحصائي به خلل أو أن النتائج غير منطقية، ولو كان هناك تشابها كبيرا بين دراسة ما ودراستك فعليك أن توضح ما الجديد الذي ستأتي به ولم تأت به الدراسة السابقة.

كما أن من أهم الأشياء التي نعثر عليها في الدراسات السابقة المراجع التي استند إليها الباحثون السابقون لأنك ستحتاجها في بحثك أيضا، وأقترح عليك القراءة عن "كيف نتناول الدراسات السابقة".

تاسعا – الدراسات السابقة "الأوراق العلمية"

هناك أنواع من الأوراق العلمية الأساسية التي تستند إليها الدراسات السابقة وهي رسائل الماجستير والدكتوراه، والمقالات العلمية المنشورة في الدوريات العلمية، وبحوث المؤتمرات، وتستمد كل ورقة مما سبق قوتها من اسم الباحث ونوعها والجهة الناشرة. فبعض المؤتمرات شديدة الضعف ولا تستحق النظر إلى سجلاتها، وبعض الدوريات شديدة الأهمية وتنشر أوراقا عالية القيمة، ومن الجدير بالذكر أن على باحث العربية أن يهتم بالدراسات المنشورة بلغات أخرى خاصة اللغة الإنجليزية، فالباحث في "تصميم منهج للعاملين في القطاع الطبي" مثلا عليه أن يرى ماذا أنجز الآخرون في تحليل الاحتياجات اللغوية للعاملين في هذا القطاع بغض النظر عن لغتهم. كما أن الورقة العلمية كلما كانت حديثة كلما كانت أهم، إلا إذا كان الباحث يقوم بدراسة تاريخية أو دراسة مسحية لمجال ما. وليس لازما الحصول على كل النصوص الكاملة للدراسات السابقة إلا إذا كانت قريبة الصلة جدا بموضوع البحث، وأحيانا يكفي الاطلاع على الملخص للاستفادة من الدراسة.

عاشرا– الدراسات السابقة "المصادر"

فإذا حدد الباحث الموضوعات التي يريد جمع المعلومات عنها فعليه أن يصل إليها في مصادرها، وقد جرت العادة على زيارة مكتبات الدراسات العليا، وفي ظل أن بعض هذه المكتبات تغلق في بعض دولنا العربية الساعة الثانية ظهرا، وأن بعضها يخلو من ماكينات التصوير فعلى الباحث أن يوسع من دائرة بحثه كالأمم المتحضرة بالاعتماد على قواعد بيانات البحوث العلمية.. وقد فوجئت بأن بعض الباحثين يحصلون على درجة الدكتوراه دون أن يعرفوا ما هي قواعد بيانات البحوث!! هذه القواعد هي عبارة عن فهرس ضخم للدوريات العلمية وتقدِّم للجمهور الملخصات، وتسمح للمشتركين بالاطلاع على النصوص الكاملة.

والخطوة الأولى للاطلاع على البحوث هي البحث في المحرك العلمي لغوغول Scholar أو أي موقع مماثل له ستظهر لك النتائج المرتبطة بالعبارات المفتاحية لبحثك، وعند الضغط عليها ستقودك الروابط لقاعدة البيانات، فتطلع على الملخص وإن أردت الاطلاع على النص الكامل فعليك الدخول من خلال بيانات اشتراك جامعاتك، حيث تشترك الجامعات في بعض هذه القواعد –لا كلها – بما يسمح لك بالوصول لكنوز العالم.

كما أن هناك بعض قواعد البيانات العربية مثل "دار المنظومة" و"المنهل" وغيرها، وهناك موقع "شمعة" للبحوث التربوية العربية الذي لا يتطلب اشتراكا.

وفي مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها عليك بزيارة -عبر الإنترنت- لمكتبات الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ومكتبة معهد الإمام محمد بن سعود، ومكتبة معهد المدينة المنورة لتجد ملخصات لمئات من رسائل الماجستير والدكتوراه في تعليم العربية للناطقين بغيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18 /9/ 2017

كيف تبحث في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها (2/ 4)

 تناولنا في الحلقة السابقة خطوات أساسية في البحث العلمي في مجال العربية للناطقين بغيرها وهي كيف نحصل على أفكار بحثية، وما مواصفات الموضوع المناسب، والقراءة حول تلك الموضوعات المناسبة.. وفي هذه الحلقة نواصل رحلتنا مع الاستعداد للبحث في هذا المجال.

رابعا- اختيار الجامعة:

 انتشرت في الآوانة الأخيرة دكاكين لمنح الدرجات العلمية، وسمعنا عن شهادة دكتوراه تُمنح في ستة أشهر بمناقشة صورية ومجموعة صور لاستلام الشهادة، وعند البحث تجد أن هذه الجامعة وهمية وهي مجرد "دكان" في دولة ما وغالبا لا تستطيع أن تصل لمقرها الأصلي، وللأسف شهادات هذه الجامعات عندما تحصل عليها لا تستطيع أن تعمل بها لا في بلد المؤسسة نفسها ولا في بلدك؛ لأنه لا أحد يعترف بها، وإلى أن يكتشف ذلك يكون صاحب الدكان حصد له عدة ملايين من الدولارات ولا عزاء لعشاق الألقاب. ولذلك عليك بالالتحاق بمؤسسات معروفة ويفضل أن تسأل في وزارة التعليم في بلدك عن الاعتراف بهذه المؤسسة التي تنوي الالتحاق بها.. وإذا كانت المؤسسة معترفًا بها في بلدها الأصلي فيمكن عادة السير في إجراءات المعادلة في بلدك.. وبعض الدول تشترط أن تُقِيمَ في الدولة التي منحتك الشهادة عدة أشهر وأن يُثبت ذلك في جواز سفرك، فانتبه لكل ذلك حتى لا تضيع وقتك ومالك.

خامسا –اختيار المشرف:

المشرف المثالي هو الذي لديه خبرة بموضوع بحثك ولديه وقت للقراءة ويمكن التواصل معه بسهولة ويقبل المناقشة والحوار ولديه إنجازات في البحث اللساني، وعمل في التدريس داخل صفوف غير الناطقين بالعربية، وهذا المشرف بتلك المواصفات وجوده أشبه بوجود العنقاء والخل الوفي، فمن الصعب أن تعثر عليه، فلو كان متميزا بهذا الشكل فلن تجد لديه وقتا للقراءة، وقد تنتظره لأسابيع أو شهور لكي يقرأ جزءًا من بحثك. ومن ثم فعليك أن تفاضل بين المشرفين وتختار الأقرب لتخصصك والأكثر خبرة بحثية كأولوية وتصبر على باقي الخصائص إن لم تكن متوفرة فيه. أما إذا كنت تدرُس في كلية من التي توزع الطلاب على المشرفين دون مراعاة لاختيار الطالب فالله معك، حيث سيتطلب ذلك جهدا مضاعفا للتأكد من الخطوات التي تسير عليها من أساتذة آخرين خارج نطاق الإشراف الرسمي وهذا أمر ليس سهلا وإن كان متاحا إن استطعت تكوين شبكة علاقات في المجال وهو ما سنوضحه لاحقا.

سادسا – تحديد الموضوع:

ستقابل المشرف وتعرض عليه عدة أفكار بحثية وترتبها حسب ميولك، واحرص على الإيجاز، وحاول أن تعرض كل فكرة فيما لا يزيد عن نصف صفحة، الفكرة في سطرين مع سؤال البحث الرئيس وأهمية هذا البحث. وكن مستعدا لأسئلة المشرف "هل لديك فكرة عن هذا الموضوع؟ هل هناك دراسات سابقة فيه؟ من أين ستأخذ العينة؟ ما فائدة هذا الموضوع؟".. وعندما يقول لك المشرف المتخصص "إن هذا الموضوع صعب أو غير مفيد أو مستهلك" فهو لا يتحداك ولا يريد أن يحرم البشرية من إبداعاتك أو يحقد على نبوغك المستقبلي، بل الأغلب أنه تعرض لهذا الموضوع من قبل ويرى أنه من غير المناسب أن تتورط فيه.

سابعا – كتابة الخطة:

الخطة هي تعريف ببحثك والخطوات التي سيسير عليها، ويختلف ترتيب عناصر الخطة من مؤسسة لأخرى وأحيانا بعض المؤسسات تطلب تقديم فهرس البحث، وأخرى تزيد إرفاق الدراسات السابقة بالخطة، وبغض النظر عن ترتيب العناصر، فأي خطة ينبغي تشتمل على مقدمة وتعريف بأهمية البحث ومشكلة البحث ومجتمع البحث وسؤال البحث الرئيس والأسئلة الفرعية وأدواته وأهدافه والمصطلحات الرئيسة له، والخطوات التي سيسر عليها. واحرص أن تكون مشكلة البحث وأسئلته واضحة ومحددة حتى لا تجد نفسك في بحر بلا شطآن.

وللحديث بقية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

10 /9/ 2017

كيف تبحث في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها (1/ 4)

بينما كان أستاذي د. رشدي طعيمة - رحمه الله- جالسا يقرأ ما زعمت أنه خطة الماجستير، كنت أتنزه بين أرفف مكتبته، فقال رحمه الله مازحا: هل قرأت هذه الأوراق التي أعطيتها لي؟ قلت: "طبعا يا أستاذنا.. لكن بعد ما قرأتها شعرت أنها خواطر". فضحك وقال: "جيد أنك تعلم.. أنا شعرت كأنك كتبت مقالا لجريدة".. جلست إلى جواره وقلت له:"أستاذنا لقد قرأت ثلاثة كتب في مناهج البحث بالإضافة لدراستي لها في الدبلوم التربوي الخاص لكن لا أعرف لماذا لم تخرج الخطة بشكل سليم!!" .. فضحك رحمه الله وقال: "لو قرأت كتابا عن السباحة هل تستطيع أن تسبح؟" .. فقلت: لا طبعا.. فقال أستاذنا: "هكذا البحث العلمي لابد أن تبحث حتى تتعلم البحث".

***

دائما أسمع من الباحثين عبارات مثل " أنا تائه".. "لا أعرف هل اخترت موضوعا مناسبا أم لا".. "هل خطتي للبحث سليمة؟" .. "هل من الممكن أن تختار لي موضوعا للماجستير؟".. وهكذا إلى هذه النوعية من الأسئلة التي تشير إلى ضبابية الرؤية..