النحو العربيّ للنّاطقين بغير العربيّة

النَّحو الذي نقدِّمه للأجانب الذين يدرسون العربيَّة لُغةً ثانية، يجب أن يكون مغايرًا لما نقدِّمه لأبناء اللُّغة، من حيث طريقةُ العرْض والتَّنظيم، والكمِّيَّة، والنَّوعية؛ وهذا لأنَّ طبيعة الطَّلبة تَختلف تمام الاختِلاف من جوانبَ كثيرة، كالخبرة، والقدرة اللغويَّة، والبيئة اللغويَّة والاجتماعيَّة، والأهداف التعلميَّة.

فالطَّالب الأجنبيَّ ليس لديْه قدرة لغويّة كافية كما يملكها ابن اللغة، ولذلك نحن بحاجة إلى أسلوب، وطرق تتناسب مع هؤلاء الذين يتعلمون اللغة العربية، كما أنه ينبغي لنا أن نضرب صَفْحًا عن بعض التّقسيمات النّحويّة الّتي لاتعود بالنّفع على متعلّمي العربيّة، وسنقف عند بعضها في مقالة أخرى.

طرق تدريس النّحو

أوّلًا: الطّريقة القياسيّة:

وهي من أقدم طرق التّدريس، وقد احتلّت المكانة الكبرى لحِقْبَةٍ من الزّمن، وتستند على ما يسمّى بالقياس الاستدلاليّ، وتنطلق هذه الطريقة من الكلّ إلى الجزء، ويكون عَرْض القاعدة على النّحو التّالي:

1. يستهل المدرّس الدرس بذكر القاعدة.

2. يذكر بعض الأمثلة التي تنطبق عليها.

3. التّطبيق مع الطلّاب على القاعدة لترسيخها، وتثبيتها.          

مميِّزاتها:

من مميّزات هذه الطّريقة أنّها سهلة التّنفيذ، ولاتحتاج إلى مجهود عقليّ كبير، كما أنّها لاتحتاج إلى وقت طويل.

عُيُوبُها:

من عيوب هذه الطّريقة أنّها تعوِّد الطالب على المحاكاة، وتُضعِف لديه قوّة الابتكار في الفكر والرّأي، أَضِفْ إلى ذلك أنّها سريعة النّسيان؛ لأنّ الطّلاب لم يبذلوا جهدًا في استنباطها، وتبدأ من الصّعب إلى السهل مخالِفةً بذلك قوانين التّعليم التي تنادي بالتّدرّج.

 

ثانيًا: الطّريقة الاستنباطيّة:

وقد برزت هذه الطّريقة نتيجة للاعتراض على الطّريقة القياسيّة، وتقوم على أساس علم النّفس التّرابطيّ، بمعنى أن المتعلِّم يتعلَّم الخبرات الجديدة في ضوء خبراته القديمة، وتنطلق هذه القاعدة من الجزء إلى الكلِّ، وتكون على النّحو التَّالي:

1. يستهلّ المعلم الدّرس بالأمثلة، ويطلب قراءتها قراءة صامتة، ثم يناقشها مع طلّابه.

2. يطلب المعلِّم من طلَّابه استنتاج القاعدة من الأمثلة، ويقدّم لهم العون ليصل بهم في نهاية المطاف إلى القاعدة الصَّحيحة.

3. التّطبيق على القاعدة التي تمَّ استخلاصها من الأمثلة، وهنا يعزَّزُ الفهم، وتستخدم القاعدة في مواقفَ جديدة.

مميِّزاتها:

تساعد الطالب على تنمية تفكيره، وتُكسبه الثّقة بالنّفس، وتجذب انتباه الطّالب، وتجعله يتغلّب على الشّرود الذّهنيّ.

 عُيُوبُها:

تحتاج إلى وقت طويل، ولا تصلح للصغار لقيامها على التسلسل المنطقي، كما أنّها لا تصلح لتدريس الموادّ التي لا تحتوي على قوانين وقواعد، كالتّاريخ، والأدب.

ثالثًا: طريقة النَّصِّ الأدبيِّ :

وجاءت هذه الطريقة لتتفادى عيوب سابقتها، ولأنَه يجب أن نتعامل مع اللغة بِعَدِّها نصًّا متكاملاً، لابِعَدِّها جملاً. وهذه الطّريقة هي الأنجع، والأنجح في تعليم قواعد اللغة العربية، ونوصي بها، وتكون على النّحو التّالي:

1. تقديم نص كامل للمتعلم، في نسيجه القاعدة المستهدفة.

2. استخراج مجموعة من الأمثلة الموجودة في النّصّ الّتي تحتوي على القاعدة، ومناقشتها.

3. استخراج القاعدة من الأمثلة.

4. التّطبيق على القاعدة، وتثبيتها.

رابعًا: الطَّرِيقَةُ العَرَضِيَّةُ:

ويرى معتنقو هذه الطريقة أنّه لا داعي إلى تخصيص دروس للقواعد، وبإمكان الأستاذ أن يلقِّن طلَّابه قواعد اللُّغة من خلال النُّصوص التي  يقف عندها، وأن يكتفي بتدريب التَّلاميذ على الأساليب العربيَّة نطقًا، وفهمًا، وكتابةً، ويرى هؤلاء أن متعلِّم اللغة كالطِّفل يتعلَّم ما يسمع، ويحاكيه ويحسن استخدامه دون أن يتعلَّم القواعد، ومعلوم أن اللغة كانت قبل أن تُقَعَّدَ القواعد، وأرى أن هذه الطريقة تحتاج إلى زمن طويل لتكوين العادات اللغويَّة السَّليمة لدى المتعلِّمين.

خَامِسًا: طريقةُ حلّ المشكلات:

وفي هذه الطَّريقة يقوم المعلِّم بملاحظة الأخطاء المشتركة بين طلَّابه، ورصدها، ثم يناقش الطُّلَّاب، ويبيِّن لهم أسباب الوقوع في الخطأ، ويمكن أن تتلخَّص خطوات هذه الطَّريقة بمايلي:

1. تحديد المشكلة.

2. الرَّبط بين عناصر المشكلة، وخبرات المتعلِّم السَّابقة.

3. ذكر الحلول المفترضة.

4. إيجاد الحلول الممكنة للمشكلة.

5. تجريب هذه الحلول.

6. تعميم النتائج التي تَوَصَّل إليها المتعلِّم، ونقلها إلى مواقف جديدة.

مدونات الكاتب