أخطاء متعلمي العربية الأجانب وأسبابها

أخطاء متعلمي العربية الأجانب وأسبابها

الأخطاء اللغوية عبارة عن أداء المتعلم اللغوي الذي يخالف نظام اللغة العربية أو قواعدها الصوتية والصرفية والنحوية خاصة عندما يمارس مهارتي الكلام والكتابة. ومن حيث القواعد اللغوية تنقسم الأخطاء إلى الأخطاء الصوتية والصرفية والنحوية.

الأخطاء الصوتية تتمثل عادة في النطق غير الصحيح بالأصوات العربية وكلماتها وجملها. ويرتكب المتعلم هذا النوع من الأخطاء عندما ينطق نطقا غير سليم بالأصوات العربية التي لا مقابل لها في لغته مثل الثاء والحاء والخاء والعين والغين والصاد والضاد والطاء والظاء والشين والقاف. أو عندما  ينطق نطقا  منبورا بالمقطع غير المنبور من الكلمة أو يهمل النبر عند النطق بالمقطع المنبور منها. أو عندما يضع التنغيم غير السليم عند النطق بالأنماط المعينة من الجمل أو يضع مفصلا صوتيا في موقع غير صحيح بين كلماتها. 

أما الأخطاء الصرفية فيرتكبها المتعلم الأجنبي عندما يستعمل الكلمات في الجملة على الأوزان أو القوالب الصرفية التي لا تناسب سياق المعنى المراد، كأن يقول أو يكتب المتعلم الجمل التالية:

·       "أتقدم لكم في هذه الحلقة درسا جديدا" (بدلا من "أقدم لكم في هذه الحلقة درسا جديدا").

·       "هذه الطريقة فعالية لتعليم مهارة الكلام" (بدلا من "هذه الطريقة فعالة لتعليم مهارة الكلام"). 

·       "ينقسم المعلم الطلبة إلى مجموعات" (بدلا من "يقسم المعلم الطلبة إلى مجموعات)"

وأما الأخطاء النحوية فيقع فيها المتعلم عندما يصدر جملة لا تمثل العلاقة بين كلماتها تركيبا صحيحا، كأن يقول أو يكتب المتعلم الجمل التالية:

·       "قدرة الطلاب في التكلم بالعربية" (بدلا من "قدرة الطلاب على التكلم بالعربية").

·       "في هذا الكتاب ثلاث أبواب" (بدلا من "في هذا الكتاب ثلاثة أبواب").

·       "السيارة لونها بيضاء" (بدلا من "السيارة لونها أبيض"). 

إلى جانب هذه الأنواع ثمة نوع آخر من الأخطاء التي يقع فيها المتعلم كثيرا أثناء تعلمه العربية لغة أجنبية وهو الأخطاء المعجمية أو الأخطاء في اختيار الكلمات، كما في المثال الآتي:

·       "يفعل المتعلم أخطاء لغوية كثيرة" (بدلا من "يرتكب المتعلم أخطاء لغوية كثيرة").

·       "المربي يشير الطلاب إلى الخير" (بدلا من "المربي يوجه الطلاب إلى الخير").

·       "الوسائل محتاجة جدا في التعليم" (بدلا من "الوسائل مهمة جدا في التعليم"). 

والمتعلم الأجنبي يرتكب هذه الأخطاء لعدة أسباب منها تأثره السلبي بلغته الأولى. وتحدث الأخطاء لهذا السبب عندما يستخدم المتعلم اللغة العربية على ما يعتاد عليه في لغته الأولى، كأن يقول أو يكتب المتعلم الإندونيسي الجملة "نعبد إلى الله" (بدلا من "نعبد الله") أو الجملة "ندعو إلى الله" (بدلا من "ندعو الله") لأن الفعلين "عبد" و"دعا" يقابلان في الإندونيسية الفعلين “beribadah” و  “berdo’a” اللذين يتعديان بـ “kepada”  الذي يقابل في العربية حرف إلى. أو أن يأتي بجملة "أريد أتعلم اللغة العربية " (بدلا من "أريد أن أتعلم اللغة العربية") لأن الأفعال في اللغة الإندونيسية يمكن وضعها في الجملة متتالية بدون حرف فاصل بينها كما في الترجمة الإندونيسية للجملة السابقة “Saya mau mempelajari bahasa Arab”. أو أن يأتي بأخرى "أشعر السعادة" (بدلا من "أشعر بالسعادة")، لأن الفعل "شعر" يقابل في الإندونيسية “merasa”  الذي يتعدى مباشرة بدون حرف.

ومن أسباب الأخطاء التعميم المبالغ فيه. وهو أن يطبق المتعلم القاعدة الجديدة التي درسها على كل الكلمات والجمل من مختلف السياقات، كأن يقول أو يكتب "جاء الأستاذون" بدلا من "جاء الأساتذة" لأنه يفترض أن كلمة "الأستاذ" تجمع على "الأستاذون" بزيادة الواو والنون مثل الكلمات "المسلم"، "المعلم"، "المؤمن" وغيرها من الكلمات التي مر بها في درس جمع المذكر السالم.

ومن أسباب الأخطاء أيضا الجهل بقيود القاعدة.  وهو أن يطبق المتعلم القواعد التي درسها على الكلمات أو الجمل التي لا تحكمها أو التي تستثنى منها كأن يقول "في مكةِ المكرمةِ" بدلا من "في مكةَ المكرمةِ" لأنه يظن أن الاسم "مكة" مجرور بحرف الجر ويجر بالكسرة مثل عامة الأسماء ولم يعرف أنه من الأسماء غير المنصرفة التي تجر بالفتحة.

وهذان النوعان الأخيران من الأخطاء يعدان من الأخطاء المرحلية وهي الأخطاء اللغوية التي يرتكبها متعلم اللغة العربية عند استعماله الكلمات أو الجمل التي تخضع للقواعد اللغوية التي لم يمر بها أو لم تصل إليها دروسه أو التي هي من مستثنيات القواعد التي درسها. وتحدث هذه الأخطاء عندما يحكم المتعلم تلك الجمل والكلمات بما لا يناسبها من القواعد التي درسها من باب القياس والتعميم.

هذه الأنواع المختلفة من الأخطاء توحي بأن تعلم اللغة العربية لغة أجنبية عملية معقدة ومتعددة الأبعاد وقد تحدث من خلالها أخطاء لغوية متنوعة. فعلى المعلم أن يهتم بذلك ويعلم العربية بطرق تقلل ما يؤدي بالطلاب إلى ارتكاب الأخطاء. ومنها التركيز على القواعد اللغوية التي تختلف فيها اللغة العربية عن لغة المعلم، وعدم تأجيل معالجة المستثنيات من القواعد، وتقديم القواعد المزدوجة مثل التركيبين الاسمي والفعلي بطريقة يوضح بها أحدهما الآخر.  

 

خادم لغة القرآن الكريم

نصرالدين إدريس جوهر

الجامعة الإسلامية الحكومية سونن أمبيل بإندونيسيا.