حكاية الثعلب مع الذئبLa fable du renard et du loup

Langue générale | Intermédiaire 2
  • إظهار التشكيل

قالت شهرزاد:

بلغني أيها الملك السعيد أن ثعلبا وذئبا ألفا وكرا فكانا يأويان إليه، وكان الذئب للثعلب قاهرا، فاتفق أن الثعلب أشار على الذئب بالرفق وترك الفساد.

فغضب الذئب وقال للثعلب: لا علاقة لك بالكلام في جسيمات الأمور، ثم لطمه لطمة خرّ منها مغشيا عليه!

فلما أفاق تبسم في وجهه واعتذر إليه، ولكنه عزم على الانتقام منه.

ثم إن الثعلب ذهب يوما إلى كَرْم فرأى في حائطه ثُلْمة فأنكرها، فلما دنا منها إذا هي حفرة عظيمة حفرها صاحب الكرم ليصيد بها الوحوش!

فانطلق مسرعا إلى الذئب وقال له: إن الله سهل لك الأمور بلا تعب ولا مشقة!

فأقبل الذئب ماشيا يريد الدخول إلى الكرم فوقع في الحفرة، فنادى الثعلبَ:

يا أبا الحُصين لا تحقد عليّ فمن قدر وعفا كان أجره على الله!

فقال الثعلب: هل نسيت تجبّرك وعتوّك؟

فرد الذئب: يا أبا الحصين لا تؤاخذني بسابق الذنوب، فالعفو من الكرام مطلوب!

ثم جعل يبكي وينتحب، فرقّ له الثعلب، ووقف على شفير الحفرة وأدلى ذنبه ليتعلّق به الذئب فيخرج من الحفرة!

ولكن الذئب جذبه بعنف حتى صار معه في الحفرة!

ففرح الذئب وقال للثعلب: لا بد أن أعجّل قتلك قبل أن ترى قتلي!

فرد عليه الثعلب: لا تعجل عليّ بالقتل فتندم، فأنا وأنت في منزلة الهلاك والموت، وما ينجينا إلا أن تنهض قائما، فأقف على رأسك وأقفز من الحفرة، ثم آتيك بما تتعلق به لتنجو!

فقال الذئب: لست بقولك واثقا!

فقال الثعلب: إن سوء الظن ليس محمودا في كل حال، وينبغي أن تثق بي فإني لست جاهلا بحوادث الدهر، والأمر أضيق من أن نطيل فيه الكلام!

 فقال الذئب: إني مع قلة ثقتي بوفائك سوف أقبل ما أشرت به!

 ثم انتصب واقفا ورفع الثعلبَ على كتفيه، فوثب الثعلب وخرج من الحفرة!

 فناداه الذئب: يا خليلي لا تغفل عن أمري ولا تؤخر خلاصي!

فضحك الثعلب وقال: أيها المغرور؛ رأيتُ البارحة في منامي أنني أرقص في عرس، فقصصتها على المعبر فأوّلها بأني أقع في ورطة ثم أنجو منها؛ فهذا تأويل رؤياي!

وأنت تعلم أيها المغرور الجاهل أني عدوُّك فكيف تطمع في إنقاذي إياك مع ما سمعتُ من غلظ كلامك؟

وكيف أسعى في نجاتك وقد قال العلماء إن في موت الفاجر راحة الناس وتطهيرا للأرض!

ولولا مخافة أن أحتمل من الألم في الوفاء لك ما هو أعظم من ألم الغدر لتدبرت في خلاصك!

فلما سمع الذئب كلام الثعلب عض على كتفه ندما!

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح!

 

المصدر:

ألف ليلة ولية (طبعة سعيد علي الخصوصي)

ج 2 ص 29-34 (بتصرف).

قواعدGrammaire

الْفِعْلُ الْمُضارِعُ

تَعْرِيفُه:

هُوَ فِعْلٌ يدلُّ عَلَى حدَثٍ يَقَعُ فِي وَقْتِ التكلّمِ أَوْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، أو للتَّعبير عن حَقِيقَةٍ عَامَّةٍ.

صِياغَتُه:

يُؤْخَذُ الْفِعْلُ الْمُضارِعُ مِنَ الفعلِ الْمَاضِي بِوَضْعِ أَحَدِ حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ (وَهِيَ: أ - ن - يـ - ت) فِي أَوَّلِهِ مَعَ تَغْيِيرٍ فِي حَركاتِهِ.

مِثال: كَتَبَ/يَـكْتُبُ.

إعْرَابُه:

يَكُونُ الْفِعْلُ الْمُضَارِعُ مَرْفُوعًا مَا لَمْ تَسْبِقْهُ إِحْدَى أَدَوَاتِ النَّصْبِ (أنْ، لَنْ، كَيْ، حَتَّى، لَامُ التَّعْلِيلِ...) أَوِ الْجَزْمِ (لا النَّاهِيَة، لَمْ، لَامُ الْأَمْرِ...).

عَلَامَاتُ إعْرَابِه:

الرَّفْعُ بِالضَّمَّةِ: (فَأَقْبَلَ الذِّئْبُ مَاشِيًا يُرِيدُ الدُّخُولَ إِلَى الْكَرْمِ) أَوْ بِثُبُوتِ النُّونِ فِي الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ (أَلِفَا وَكْرًا وَكَانَا يَأْوِيَانِ إِلَيْهِ).

النَّصْبُ بِالْفَتْحَةِ: (يَنْبَغِي أَنْ تَثِقَ بِي، وَالْأَمْرُ أَضْيَقُ مِنْ أَنْ نُطِيلَ فِيهِ الْكَلَامَ).

الْجَزْمُ بِالسُّكُونِ: (يَا أَبَا الْحُصَيْنِ لَا تَحْقِدْ عَلِيَّ).