كيف أطوّر مهارتي في الكتابة؟

الدكتور خالد أبو عمشة

باحث وخبير لغوي/معهد قاصد بالأردن

1.      اقرأ كثيرا لتكتب جيَّدا

أهم استراتيجيات تطوير مهارة الكتابة محاكاة نماذج الكتاب العرب. وتعد نصوص القراءة بأنواعها السردية والوصفية والمقارنة والوظيفية والإبداعية والإخبارية والتعليمية والإرشادية.. إلخ. نماذج يجب على المتعلم محاكاتها وإنتاجها.

2.     قلّد كُتّابا أحببتهم

إن اكتساب اللغة محاكاة وتقليد في شتى المهارات. وتعد مهارة الكتابة من المهارات الغائبة في مناهج العربية للناطقين بغيرها بشقيها الوظيفي والإبداعي، لذلك ينبغي أن يتخير الدارس كاتبا أو مجموعة من الكتاب لكي يحاكيهم ويتعلّم أسلوبهم، وطريقة كتابتهم.

3.     اعتمد نظام التسويد والتبييض

تعود مشكلة ضعف الدارسين في الكتابة إلى أنهم لا يسيرون وفق خطة منهجية مرتبة، فغالبا ما يقوم المتعلم بأداء واجبه، وينظر فيه المعلّم، وربما يصحح بعض أخطاء الدارس، وهكذا تنتهي مهارة الكتابة، في حين ينبغي اتباع نظام التسويد والتبييض، والكتابة الأولى والثانية وربما الثالثة للموضوع الواحد. ولا أعتقد أن على مدرس العربية التصحيح المباشر للدارس بل التوجيه إلى الأخطاء بوضع نظام رموز لها، بحيث يكون التصحيح الكتابي جزءا من عملية الكتابة، لذلك ينبغي أن يعيد المتعلم الكتابة مصححة مرة أو مرتين أو أكثر، حتى يشعر المعلِّم بالرضى عنها.

4.     وظف الكلمات والقواعد التي تعلمتها في الكتابة

الدارس الذكي هو الذي يستطيع الربط بين كل ما يدرس، فالكلمات والتراكيب هي نواة مهارة الحديث، وأساس فهم المقروء والمسموع، وهي أداة الكلام. وفي هذا السياق فإن توظيف الكلمات القديمة والتراكيب المدروسة في مهارة الكتابة يساعد على إتقانها بسهولة ويسر.

5.     كن نفسك في الكتابة

سبق القول بضرورة محاكاة كبار الكتاب، لكن ذلك لا يعني أن تذوب شخصيتك في شخوصهم، بل يجب أن تكون أنت نفسك في كتابتك، خذ الإطار العام والهيكل، وكن نفسك في كتابتك.

6.     ابتعد عن النسخ واللصق

يعتقد بعض الدارسين بعدم أهمية مهارة الكتابة لذلك فإنهم يلجؤون إلى القص واللصق للقيام بالواجب بأقل الأضرار الممكنة من وجهة نظرهم. ومعلوم أن مهارة الكتابة تتطلب وقتا أطول وجهدا أكبر، وهو ما يؤدي إلى كفاءة أحسن، وفهم أعمق، وكفاية أفضل.

7.     احصل على تقييم نقدي

يتفق مديرو برامج الدراسات اللغوية بالخارج على أن أكثر ما يحتاجه المتعلم الحصول على تقييم نقدي حول مسيرته التعليمية وتطوره اللغوي. ويمكن القيام بذلك بطرائق مختلفة، لكن الأهم منها تخصيص وقت خاص لكل متعلم تتم فيه مناقشة تطور الطالب اللغوي، وتحديد بعض المهام للعمل عليها خلال الأسبوع الموالي. كما أدعو المعلمين والدارسين على حدٍ سواء إلى استخدام قوائم تقييم المهارة (Rubric)  لأنها أداة موضوعية في توفير التقييم النقدي.

8.     كوّن مخزونا جيدا من الأفعال والصفات وأدوات الربط الشائعة

يحمل الإنسان مشاعر وأحاسيس نحو أشياء كثيرة، والمفردات والتراكيب وأدوات الربط ليست بدعا في ذلك، فأحيانا يشعر الدارس بميله وحبه وحاجته لبعض الأفعال والتراكيب بحيث تكون قريبة من قلبه، ويقبل على تكراراها. وعلى كل حال يجب أن ينتقي دارس العربية ويكوِّن معجما خاصا به يشتمل على بعض الأفعال الرنانة، والتراكيب الفاتنة، وأدوات الربط الجميلة، التي تعكس صورة إيجابية عن كفاءة المتعلم اللغوية.

9.     ابحث واقرأ وضع خطوطا عريضة عن الموضوع أولا ثم اكتب

الدارس الجيد هو الذي يستعد لما يريد القيام به، لأن التحضير والاستعداد كفيل بإلقاء الضوء على الجوانب المخفية أو المظلمة من ذلك الموضوع، وتتجلى الحاجة لذلك في مهارة الكتابة التي تحتاج قبل الشروع فيها إلى قراءة مسبقة، وتحضير جيد للحصول على مخرج كتابي جيّد. وإياك عزيزي المتعلم والاندفاع في إنجاز المطلوب على حساب النوعية.

10.   لا تشعر بالخوف من مهارة الكتابة

يمثل القلق والخوف أحد أكبر الأسباب في تراجع مخرجات تعلّم اللغة العربية لغة ثانية أو أجنبية، القلق من الحديث والوقوع في الخطأ، والقلق من عدم فهم الآخرين للدارس بسبب لكنته أو سمات لغته، القلق من التعبير عن النفس كتابة، لاعتقاده برداءة ما يكتب وعدم قدرته على توصيل الفكرة.

وقد أثبتت الدراسات أن جل هذه الأفكار تمثل أوهاما ليس لها علاقة بأرض الواقع، وكل ما على المتعلم القيام به هو الشعور بالثقة وعدم القلق أو الخوف من القيام بالمهام اللغوية المختلفة من كتابة وغيرها، والتعلم من الخطأ إن وقع فيه.