الإعراب

  • إخفاء النص

عرفنا في الدرس السابق أن أقسامَ الكلام هي: الاسمُ والفعلُ والحرف.

 لكن هل تكفينا معرفةُ أقسامِ الكلامِ لكي نركبَ جملةً سليمة؟

لا، لا؛ لأن اللغة العربية تمتاز بأن معظمَ كلماتِها تتغيرُ أواخرُها عند وضعِها في تركيبِ الجملة.  فكيف يكون ذلك؟ ولماذا؟

لنتابع هذه القصة أولا، ثم نتعرف على التفاصيل:  

زار سعيدٌ زميله خالدا ليراجعَ معه موادّ الامتحان، فاستقبل خالد سعيدًا وأكرمه وجلسا يتحدثان..

ثم قال خالدٌ لسعيدٍ: أيّ مادة نراجعُ اليوم؟

أجاب سعيدٌ: ينبغي أن نراجعَ كلَّ الموادّ التي لم نراجعْها من قبل، هيّا بنا، فالامتحان على الأبواب.

تأمّلوا جيّدًا كلمات هذه القصة.. هل وقع فيها تغييرٌ؟ وكيفَ ذلك؟

نعم، لاحظوا مثلا كلمةَ "سعيد":

فقد جاء آخرُ هذا الاسمِ مضمومًا في جملةِ "زار سعيدٌ زميله"؛ لأنه فاعل، والفاعلُ في العربية يكون مرفوعا، والعلامةُ الأساسيةُ للرفعِ هي الضمّة. 

وفي جملةِ "فاستقبل خالد سعيدا" جاء آخر "سعيد" مفتوحًا؛ لأنه هنا مفعولٌ به، والمفعولُ به في اللغةِ العربية يكون منصوبا، وعلامةُ النصب الأساسية هي الفتحة. 

أما في جملةِ "قال خالد لِسعيدٍ" فقد وُضعت كسرةٌ تحت الحرفِ الأخيرِ من "سعيد" عندما جاء قبلَه حرفُ الجر "اللام"، وعلامةُ الجر الأساسية هي الكسرة.

وإذا رجعنا إلى القصة السابقة مرة أخرى فسنجد أن الفعل المضارع "نراجعُ" اختلفت حركة آخره من جملة إلى جملة. 

فقد جاء مرفوعا في جملة "أيّ مادة نراجعُ؟"؛ لأن الأصل في المضارع أن يكون مرفوعًا، وجاء منصوبًا في جملة "يجب أن نراجعَ"؛ لأنه مسبوق بأداة النصب "أنْ"، ثم جاء مجزومًا في جملة "لم نراجعْها من قبل"؛ لأنه مسبوق بأداة الجزم "لمْ". 

إذن، من خلال الأمثلة السابقة نستنتج أن كثيرا من الكلمات العربية تتغيّر أواخرها عند وضعها في تراكيبَ مختلفة، كما نستنتج أن سبب هذا التغييرِ هو اختلاف وظائف الكلمات ومواقعها في الجملة العربية.

وهذا التغيير هو ما يسمَّى في النحو العربيّ "الإعراب"، ولا يكون تركيب الجملة العربية سليمًا إلا إذا راعينا هذا الإعراب.

والآن وقد فهمتم مسألة الإعراب، لعلكم تسألون: هل يظهر الإعراب في كل الكلمات العربية؟

 ولكي تعرفوا إجابة هذا السؤال تابعونا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.

 وحتى هذا الموعد دمتم في حفظ الله ورعايته.

 

* للاطّلاع على الترجمة ومزيد من القواعد والتدرّب على التمارين التفاعلية يمكنكم مراجعة هذا الدرس.