العَرَبُ في جَزِيرَةِ مَدَغَشْقَرArabs in the island of Madagascar

  • إخفاء النص
  • إظهار التشكيل

السيد عباد درويش مواطن من مدغشقر، أصوله يمنية، قبل حوالي 120 عاما غادر جده وبعض رفاقه صنعاء، ركبوا سفينة شقوا به عُبَابَ البحر حتى وصلوا مدغشقر. قبلهم بقرون عِدّة وصلَ عربٌ آخرون إلى هذه الجزيرة.

- "هناك جُزُرٌ يمكنُ الوصول إليها بعد رحلة ساعتين بقَارِب سريع، في هذه الجزرِ هناك بيوتٌ ومقابرُ عربية تعود إلى القرن الثامن الميلادي".

واحد من آخر البيوت المبنية على طراز عربي في مهجانجا غرب مدغشقر  يهدم ليبنى مكانه بيت حديث.
أقواس وأبواب لا تختلف كثيرا عما يوجد في  بلدات ومدن اليمن وعمان، اضطلع العرب بدور مهم في تاريخ مدغشقر، وأسسوا أول الإمارات في بلد لم يكن يعرف أي تنظيم سياسي.

في المسجد الذي يصلي فيه السيد عبّاد يفتخر أغلب المصلين بأصلهم العربي. اختلط العرب بالآسيويّين والأفارقة وذابوا في النسيج الديمغرافي للبلد، تشير الدراسات إلى أن سبع قبائل في مدغشقر أصولها عربية.

- "أجدادي أصولهم عربية من مسقط، هاجروا إلى مدغشقر قديما واستقروا هنا في مهجانجا".

دومينيك أرموند يفتخر هو أيضا بأصله العربي، لا يدق دومينيك حبوبا للحصول على دقيق، إنه يدق لحاء شجر لصنع ورق يسمونه ورق الأنتمور، أو الورق العربي، لهذا الورق قصة يرويها الأجداد للأحفاد.

- "العرب هم من اخترع هذا الورق، فقد غرقت سفينة كانوا يحملون على متنها نسخا من القرآن،  جنوب غرب مدغشقر، وفكروا في كتابة القرآن قبل نسيانه".

كان العربُ يطبخون لِحَاء شجرة تدعى "هافونا" ثم يدقونه وبعد أن يصير عجينا يفرشونه على أوراق الموز، بعد ذلك يُنْشَرُ تحتَ أشعةِ الشمس حتى يجف. اليوم تصنع من هذا الورق تحفٌ تذكارية يشتريها السياح الأجانب.

رغم تغير الأحوال ما زال سكان مدغشقر يُقَدِّسُونَ ما كان يكتب على هذا الورق. يسمون هذه الكتابة "سوراب"، وهي إشارة إلى سور القرآن الكريم.

كان العرب قبل قرون ينفردون بمعرفة القراءة والكتابة في مدغشقر، علَّموا السكان الآخرين الكتابة، فأصبحت اللغة الملغاشية تكتب بالخط العربي، بقي الأمر على هذا الحال حتى القرن التاسع عشر الميلادي، اليوم تكتب لغة مدغشقر باللاتينية لكنها تَعِجُّ بالكلمات العربية.

تحية السكان في مدغشقر حتى الآن هي السلام عليكم، وأسماء أيام الأسبوع السبعة عربية، أما الحرف العربيّ فيتقصر استعماله على أسماء بعض المحلات التجارية وواجهات المساجد والأضرحة.

عبر هذه الشواطئ على خليج الموزمبيق وصل أوائل العرب إلى مدغشقر، ليسهموا خلال قرون من الزمن في الحياة السياسية والاقتصادية والدينية لهذا البلد.