السؤال :
هل يجوز أن يكون البدل مبدلا منه؟ وهل يجوز تعدد البدل والمبدل منه واحد؟
الجواب :
نعم، أجاز بعض النحاة الإبدال من البدل، وبناءً على ذلك أعربوا كلمة "أمَمًا" في قوله تعالى: "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا" بأنها بدل من "أَسْبَاطًا" التي هي بدل من "اثْنَتَيْ عَشْرَةَ".
كما أجاز بعضهم تعدد البدل، وبناءً على ذلك أعربوا "إِذْ" الثالثة في قوله تعالى: "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا". قال الزمخشري في الكشاف (2 / 272): "إِذْ يَقُولُ بدل ثان".
وانطلاقًا من هذين الحكمين (جواز الإبدال من البدل، وجواز تعدد البدل) أعرب الألوسي في روح المعاني (13 / 339) "مَنْ" في قول تعالى: "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ، هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ..."، فقال إنها "بدل من "كُلِّ" المبدل من المتقين أو بدل ثان من المتقين بناءً على جواز تعدد البدل والمبدل منه واحد".