تأنيث الصفات الوظيفية

الدكتور المختار أحمد

باحث ومدقق لغوي

شبكة الجزيرة الإعلامية

فلانة مديرة المؤسسة أم مديرها؟

يلاحظ في كثير من الكتابات إسناد أسماء الوظائف والصفات الدالة عليها إلى النساء بصيغة المذكر، وذلك لاعتقاد بعض الكتاب أن تأنيث هذه الصفات خطأ، حيث يقولون: مريم أستاذ مساعد في الجامعة، وفاطمة نائب في البرلمان، وهند استشاري أمراض النساء...

والحقيقة أن هذا الاستخدام قديم، حيث رأى بعض اللغويين أن الوظائف التي يغلب أن تسند إلى الرجال ينبغي بقاؤها بلفظ المذكر ولو أسندت إلى النساء، ولكن الأمر مجرد اجتهاد يستند إلى معيار غير لغوي. وقد عارضه بعض القدماء فدعا إلى مطابقة هذه الوظائف لمن يوصفون بها تذكيرا وتأنيثا وفقا للقواعد النحوية، وعلى ذلك تكون الجمل السابقة: مريم أستاذة مساعدة في الجامعة، وفاطمة نائبة في البرلمان، وهند استشارية أمراض النساء.

وقد تبنى هذا الرأي مجمع اللغة العربية بالقاهرة فأوجب المطابقة في هذا النوع من التراكيب.

ويؤيد هذا الرأي أن الحجة التي بني عليها لزوم التذكير (وهي غلبة إسناد الوظائف إلى الرجال) لم تعد مقنعة مع انتشار التعليم في صفوف النساء ومزاحمتهن الرجال في معظم الوظائف. هذا فضلا عن أن تأنيث الوظائف المسندة إلى النساء أوضح وأبعد عن اللبس وأكثر انسجاما مع قواعد المطابقة في اللغة العربية.

مدونات سابقة للكاتب