دعم استقرار العراق ووحدة أراضيه وعمليته السياسية، إلى جانب دعم عمليات البناء والإعمار والاستثمار، فضلا عن دعم الاعتدال ومحاربة التطرف، هذا ما خرج به المشاركون في مؤتمر برلمانات دول جوار العراق الذي عقد في بغداد لأول مرة. ستة برلمانات ممثلة برؤسائها حضرت اجتماعات المؤتمر، باستثناء رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني.
-"لا نريد مصلحة الدولة الفلانية أو الدولة الفلانية. العراق طلع من محنة كبيرة جدا. وبصراحة، وقوف الدول عموما كان بسيطا باتجاه العراق. نحن نأمل، إن شاء الله، من الدول العربية والدول الإقليمية بأن يكون لها دور بالعراق وأن يكون دورا إيجابيا، لأن البعض كان دوره غير إيجابي، بصراحة".
أشار رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، في كلمته خلال المؤتمر إلى أن العراق بصدد إبرام شراكات استراتيجية مع دول الجوار. وقد أكد الحلبوسي أيضا بأن التعاون بين الدول المشاركة في المؤتمر سينعكس إيجابا على أمنها واستقرارها.
-"لم يعد العراق قلقا تجاه فكرة المحاور والانحياز. بل إنه اليوم بصدد بناء شراكات إستراتيجية واعدة مع جميع دول الجوار دون حرج من طرف أو محاباة لآخر".
طالب أعضاء في البرلمان العراقي بوضع آليات قانونية وخطة زمنية لتنفيذ ما خرج به المؤتمر، وسط وعود بتكرار أعمال المؤتمر سنويا.
رغم أن حاجة العراق قد تكون أكبر من مؤتمر برلمانات دول جواره، إلا أن مراقبين يرون فيه نقلة نوعية إيجابية لعلاقاته بمحيطه التي طالما شهدت توترات سياسية وأمنية.
دَعْمُ اسْتِقْرَارِ الْعِرَاقِ وَوَحْدَةِ أرَاضِيهِ وَعَمَلِيَّتِهِ السِّيَاسِيَّةِ، إلَى جَانِبِ دَعْمِ عَمَلِيَّاتِ الْبِنَاءِ وَالْإعْمَارِ وَالاسْتِثْمَارِ، فَضْلًا عَنْ دَعْمِ الاعْتِدَالِ وَمُحَارَبَةِ التَّطَرُّفِ، هَذَا مَا خَرَجَ بِهِ الْمُشَارِكُونَ فِي مُؤْتَمَرِ بَرْلَمَانَاتِ دُوَلِ جِوَارِ الْعِرَاقِ الَّذِي عُقِدَ فِي بَغْدَادَ لِأَوَّلِ مَرَّة. سِتَّةُ بَرْلَمَانَاتٍ مُمَثَّلَةٌ بِرُؤَسَائِهَا حَضَرَتْ اجْتِمَاعَاتِ الْمُؤْتَمَرِ بِاسْتِثْنَاءِ رَئِيسِ الْبَرْلَمَانِ الْإيرَانِيِّ، عَلِي لَارِيجَانِي.
-"لا نُرِيدُ مَصْلَحَةَ الدَّوْلَةِ الفُلانِيَّةِ أَوِ الدَّوْلَةِ الفُلانِيَّةِ. العِراقُ طَلَعَ مِنْ مِحْنَةٍ كَبِيرَةٍ جِدًّا. وبِصَراحَةٍ، وُقُوفُ الدُّوَلِ عُمُومًا كانَ بَسِيطًا بِاتِّجاهِ العِراقِ. نَحْنُ نَأْمُلُ -إنْ شاءَ اللهُ- مِنَ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ والدُّوَلِ الإِقْلِيمِيَّةِ أَنْ يَكُونَ لَها دَوْرٌ بِالْعِراقِ وأَنْ يَكُونَ دَوْرًا إِيجابِيًّا، لِأَنَّ البَعْضَ كانَ دَوْرُهُ غَيْرَ إِيجابِيٍّ، بِصَراحَةٍ".
أشَارَ رَئِيسُ مَجْلِسِ النُّوَّابِ الْعِرَاقِي، مُحَمَّد الْحَلْبُوسِي، فِي كَلِمَتِهِ خِلَالَ الْمُؤْتَمَرِ إلَى أنَّ الْعِرَاقَ بِصَدَدِ إبْرَامِ شَرَاكَاتٍ اسْترَاتِيجِيَّةٍ مَع دُوَلِ الْجِوَار. وَقَدْ أكَّدَ الْحَلْبُوسِي أيضًا بِأَنَّ التَّعَاوُنَ بَيْنَ الدُّوَلِ الْمُشَارِكَةِ فِي الْمُؤْتَمَرِ سَيَنْعَكِسُ إيجَابًا عَلَى أمْنِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا.
-"لَمْ يَعُدِ الْعِرَاقُ قَلِقًا تِجَاهَ فِكْرَةِ الْمَحَاوِرِ وَالانْحِيَازِ. بَلْ إنَّهُ الْيَوْمَ بِصَدَدِ بِنَاءِ شَرَاكَاتٍ إسْترَاتِيجِيَّةٍ وَاعِدَةٍ مَعَ جَمِيعِ دُوَلِ الْجِوَارِ دُونَ حَرَجٍ مِنْ طَرَفٍ أوْ مُحَابَاةٍ لِآخَرَ".
طَالَبَ أعْضَاء فِي الْبَرْلَمَانِ الْعِرَاقِيِّ بِوَضْعِ آلِيَّاتٍ قَانُونِيَّةٍ وَخُطَّةٍ زَمَنِيَّةٍ لِتَنْفِيذِ مَا خَرَجَ بِهِ الْمُؤْتَمَرُ، وَسْطَ وُعُودٍ بِتَكْرَارِ أعْمَالِ الْمُؤْتَمَرِ سَنَوِيًّا.
رَغْمَ أنَّ حَاجَةِ الْعِرَاقِ قَدْ تَكُونُ أكْبَرَ مِنْ مُؤْتَمَرِ بَرْلَمَانَاتِ دُوَلِ جِوَارِهِ، إلَّا أنَّ مُرَاقِبِينَ يَرَوْنَ بِهِ نُقْلَةً نَوْعِيَّةً إيجَابِيَّةً لِعَلَاقَاتِهِ بِمُحِيطِهِ الَّتِي طَالَمَا شَهِدَتْ تَوَتُّرَاتٍ سِيَاسِيَّةً وَأمْنِيَّةً.