اصغط على زر الصوت للاستماع للقصيدة.
|
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ |
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَـــلِ |
|
فَتُوضِحَ فَالْمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها |
لِـمَا نَسَجَتْها مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ ... |
|
كَأَنِّيِ غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـــــوا |
لَدَى سَمُراتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ |
|
وُقُوفًا بِها صَحْبيِ عَلَيَّ مَطِيَّهُـمْ |
يَقُولُونَ لا تَهلِكْ أَسًى وتَجَمَّــــلِ |
|
وإنَّ شِفائِيِ عَبْرَةٌ مُهَراقَــــــــةٌ |
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ |
|
كَدَأْبِكَ مِن أمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهــا |
وجارَتِها أمِّ الرَّبابِ بِمَأْسَـــلِ ... |
|
أَلَا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ |
ولا سِيّمَا يَوْمٌ بِدارَةِ جُلْجُـــــــلِ |
|
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذارَى مَطِيَّتِي |
فَيا عَجَبًا مِنْ كَوْرِها المُتَحَمَّـلِ |
|
فَظَلَّ العَذارَى يَرْتَمِينَ بِلَحْمِها |
وشَحْمٍ كَهُدّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ |
|
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ |
فَقالَتْ: لَكَ الوَيْلاتُ إنَّكَ مُرْجِلِي |
|
تَقُولُ وقَدْ مالَ الغَبِيطُ بِنَا مَعًــا: |
عَقَرْتَ بَعِيرِي يا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ |
|
فقُلْتُ لَها: سِيرِي وأرْخِي زِمامَهُ |
ولا تُبْعِدِينِي مِن جَناكِ المُعَلَّــلِ ... |
|
أَفاطِمُ مَهْلًا بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ |
وإنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي |
|
وَإنْ كُنْتِ قَدْ ساءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ |
فَسُلِّي ثِيابِي مِنْ ثِيابِكِ تَنْسُـــلِ |
|
أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلِـــــــي |
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ |
|
وأنَّكِ قَسَّمْتِ الفُؤادَ فَنِصْفُــــــهُ |
قَتِيلٌ ونِصْفٌ فِي حَدِيدٍ مُكَبَّــلِ |
|
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلّا لِتَضْرِبِي |
بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ |
|
وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُهـــا |
تَمَتَّعْتُ مِن لَهْوٍ بِها غَيْرِ مُعْجَلِ |
|
تَجاوَزْتُ أحْراسًا إلَيْها ومَعْشَرًا |
عَلَيَّ حِراصًا لَوْ يُسِرُّونَ مَقْتَلِي ... |
|
فَقالَتْ يَمِينُ اللهِ ما لَكَ حِيلَـــــةٌ |
وما إنْ أَرَى عَنْكَ الغِوايَةَ تَنْجَلِي |
|
خَرَجْتُ بِها أمْشِي تَجُرُّ وَراءَنَا |
عَلَى أثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ ... |
|
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غَيْرُ مُفاضَــــةٍ |
تَرائِبُها مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ ... |
| تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أَسِيلٍ وتَتَّقِـــي | بِناظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ |
|
وجِيدٍ كَجِيدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفاحِــشٍ |
إذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلا بمُعَطَّـــلِ ... |
|
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ |
عَلَيَّ بِأنْواعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِــــــي |
|
فَقُلْتُ لَهُ لَـمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــــــهِ |
وأَرْدَفَ أَعْجازًا ونَاءَ بِكَلْكَــــلِ |
|
أَلا أَيُّها اللَّيْلُ الطَّويلُ أَلَا انْجَلِ |
بِصُبْحٍ وما الإِصْباحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ |
|
فَيا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كَأَنَّ نُجُومَـــهُ |
بِكُلِّ مُغَارِ الفَتْلِ شُدَّتْ بِيَذْبُــــلِ |
|
كَأنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ في مَصَامِها |
بِأَمْراسِ كَتَّانٍ إلَى صُمِّ جَنْدَلِ ... |
|
وقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُناتِها |
بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــــــلِ |
|
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًـــــــا |
كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ ... |
|
لهُ أَيْطَلَا ظَبْيٍ وسَاقَا نَعَامَـــةٍ |
وإِرْخَاءُ سِرْحَانٍ وتَقْريِبُ تَتْفُــــلِ ... |
|
أَصاحِ تَرَى بَرْقًا أُرِيكَ وَمِيضَهُ |
كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـــــــــلِ ... |
|
كَأَنَّ أَبانًا فِي أَفانِينِ وَدْقِــــــــــهِ |
كَبِيرُ أُناسٍ فِي بِجادٍ مُزَمَّــــــلِ |
يمكنكم متابعة دراسة مقاطع من هذه القصيدة مصحوبة بإيضاحات وتمارين عبر هذا الرابط: قفا نبك
المصدر:
ديوان امرئ القيس
دار صادر، بيروت 1421هـ/2000م
ص: 29
التسجيل بصوت الأستاذ عارف حجاوي
من مختارات كتابه "أول الشعر"/ دار المشرق 2016
ص: 18.