أقام قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة إسطنبول ورشة علميّة حول تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عبر الشبكة الدولية في الفترة من 27 إلى 29 مايو 2020. وشارك في هذه الورشة نخبة من الباحثين ورؤساء الجامعات ومراكز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وعرضوا تجارب مؤسساتهم في هذا المجال وأوراقا بحثية بيّنوا فيها المشاكل والتحديات التي واجهتهم ومقترحات يمكن أن تساهم في حلها.
وخلصت الورشة إلى مجموعة من النتائج والمقترحات يمكن تلخيصها بالآتي:
- يُعدُّ التعليم الإلكتروني ضرورة مُلحّة في زمن الحروب وحالات النزوح والهجرة داخل المخيمات والحظر الصحي، كما يستفيد منه ساكنو المناطق النائية الذين حُرموا من التعليم نتيجة بُعدهم المكاني عن الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية؛ لذلك يمكن تطوير هذا النوع والاستفادة منه كي لا تحرم أعداد كبيرة من التعليم.
- ينبغي أن ينطلق إنشاء المنصات التعليمية من رؤية واضحة تراعي هدف الطالب من التعلُّم، وتنطلق من إطار مناسب من الأطُر المعتمدة في تعليم اللغات؛ لذلك ينبغي إعادة بناء قراءة أدبيات تعليم اللغات على أساس: ما الذي يجب أن نُدرِّسه؟ وكيف نُدرِّسه؟
- تمثّل الاختبارات وكيفية إجرائها وتنوعها كاختبارات التكلم والكتابة والتعبير التحدي الأكبر؛ لأن غالب الاختبارات التي تجرى من نوع "اختيار من متعدد"؛ ومن ثم يصعب التأكد من صدقها للمهارات الكتابية ومهارات التكلم، بالإضافة إلى صعوبة المحافظة على سلامة إجرائها؛ لذلك ينبغي البحث عن المنصات والأدوات التي تضبط الاختبار لكي يكون موثوقا به ومعتمدا، كما ينبغي تدريب الطلاب على أنواع جديدة من الاختبارات تتلاءم مع التعليم السحابي مثل الإجابات المفتوحة أو إجراء تقرير أو بحث... إلخ.
- يوجد عدد من المنصات التي تحقّق أمانا أكثر من غيرها في الاختبارات يمكن الاستفادة منها؛ إذ يمكن لتلك المنصات التعرُّف على صورة الطالب المُمتحَن للتأكد من أنه هو نفسه المسجّل لدى المؤسسة، كما تقوم عند بدء الاختبار بإيقاف متصفح الإنترنت عن حسابات الطالب في المواد التي لها علاقة بموضوع الاختبار.
- يعاني كثير من الأساتذة والمدرسين من ضعف تفاعل الطلاب والمتعلمين مع المدرس في النقاش والحوار الذي يدور خلال الدرس، وهذا يعود لأسباب نفسية تجعل الطالب يحجم عن المشاركة في الدرس مما يستدعي قيام أساتذة علم النفس التربوي ببحث المشكلة، كما ينبغي إنشاء مراكز للدعم النفسي تدرس أسباب عزوف كثير من الطلبة عن الدروس التي تقام عبر الشبكة الإلكترونية.
- في مجال التعليم السحابي يمكن الاستفادة من لغة الإعلام والمنصات التعليمية التي تعتمد هذه اللغة استفادةً كبيرة في تعليم العربية لما لها من تأثير في المتلقّي، فهي مشوّقة ومثيرة وتلبّي رغبات جمهور كبير من متعلّمي العربية، كما أنها لغة تواصلية تقرّب الفصحى إلى الجمهور. ويمكن الاستفادة في هذا الصدد من منصّة الجزيرة لتعلّم العربية التي تعتمد لغة الإعلام بخمسة مستويات.
- يمكن الاعتماد على التعليم السحابي في الدراسات العليا في مرحلة كتابة البحوث والرسائل والأطروحات خاصة للطلبة الذين يسكنون محافظات بعيدة لكي تخفّف عن الأستاذ والطالب أعباء التنقّل.
- ينبغي وضع ضوابط لأعداد الطلبة والمتعلمين في الغرفة الصفية عبر التعليم السحابي؛ لأنّ كثرة الأعداد تؤثر سلبًا على مدى الاستفادة من الدرس وتقلّل من مشاركة الطلبة وكفاءة التعليم.
- إنّ العالم اليوم يعيش تجربة فريدة وتعاني المؤسسات التعليمية والأفراد الراغبون في التعلم من صعوبات كبيرة؛ لذلك ينبغي التعاون تعليميا على غرار التعاون الصحي الذي حدث في ظلّ جائحة كورونا ولا بدّ من مدّ يد العون للدول والمؤسسات وتبادل الخبرة والتجارب في هذا المجال وعدم احتكارها.
- يواجه كثير من الطلبة مشكلات في الشبكة الدولية نتيجة رداءة الخدمة أو انقطاعها مما يستوجب أن يكون الأستاذ مرنًا في إمكانية إعادة الاختبار للطالب الذي انقطعت عنه خدمة الشبكة وإعادته مرة ثانية له وربما ثالثة، وعلى المدرسين والأساتذة تهيئة عدة نماذج من الاختبارات لهذا الغرض.
- يعاني كثير من الطلبة من صعوبة الوصول إلى المواد الدراسية التي يوفرها الأستاذ لطلابه؛ لذلك ينبغي أن يُمكّنَ الطالب ويدرّب على الوصول إليها بيسر.
- لا يمكن الاستغناء عن التعليم التقليدي كلّيًّا لأنه هو الأصل في مضمار التعليم، والتعليم السحابي (عن بعد) حالة استثنائية.
- كثير من المعلمين والمدرسين يقدّمون المناهج الدراسية التي أعدت للتعليم التقليدي وبعض جوانب تلك المناهج لا يلائم التعليم عن بعد؛ لذلك ينبغي التهيؤ والبدء بإعداد مناهج دراسية تتواءم مع التعليم السّحابي.
- في هذا النوع من التعليم ينبغي إدامة التواصل مع الطالب ويمكن استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الجانب.
- أقرّ عدد كبير من الطلبة بأنهم يشعرون بالضجر والمَلل من الدروس؛ لأنهم لا يشاركون فيها ولا يتواصلون مع أساتذتهم بشكل جيد؛ لذلك ينبغي تنويع الوسائل والمواد وعدم الاقتصار على طرح المعلومات والتحدث لفترات طويلة بل ينبغي إشراك الطالب بشكل فعّال وكذلك تنويع المواد والتمرينات والطرائق.
كما ينبغي إعادة النظر في وقت الدرس لكي يكون ملائما ولا يكون طويلا يؤدي إلى الملل ويمكن أن تكون 45 دقيقة للدرس الواحد وقتا مثاليا.
- أشار عدد من المدرسين إلى حاجتهم وحاجة طلبتهم إلى دورات تقنية للتدرّب على استعمال التكنلوجيا الخاصة بالمنصات والوسائل التعليمية وطرائق التدريس عبر التعليم الإلكتروني السحابي.
- لفت بعضُ المشاركين الانتباهَ إلى ضرورة أن يقوم المُدرّس بتصحيح الواجبات اليومية البيتية، وأن يقوم باختبارات يومية أو أسبوعية للطلبة.
- على المؤسسات التعليمية بمختلف مسمياتها العملُ على توفير خدمة الشبكة للطالب والمعلم بأسعار معقولة بالتعاون مع شركات الاتصالات.
- ينبغي أن تقوم المؤسسات التعليمية بإجراء استبيانات لطلبتها وأساتذتها، والتعرّف على مدى استجابة الطلبة للبرنامج ومدى توافقهم معه، والتعرف على ما فيه من ثغرات فيه وما يواجههم فيه مشاكل.
- تطوير نظام الامتحانات لتكون متوافقة مع النظام الجديد.