جامعة إسطنبول تقيم ندوة لموقع تعلم العربية

عقد قسم اللغة العربية بكلية الآداب ومركز الفارابي للدراسات والبحوث والتطبيقات في جامعة إسطنبول بالتعاون مع إدارة موقع الجزيرة لتعلُّم العربية ندوة تعريفية بموقع الجزيرة، وقد رحّب الأستاذ الدكتور عبد الله كيزلجيك مدير مركز الفارابي ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة إسطنبول بالمشاركين، وشكر الأستاذين المحاضرين الأستاذ الدكتور المختار أحمد والأستاذ الدكتور سليمان العميرات، وقال إنّنا نطمح لعقد شراكات وتنظيم ندوات وبرامج مع المؤسسات التي تُساهم بتعليم العربية وتطوير لغة طلبتنا.

وبدأت الندوة بتعريف مُقتضب بأهمية التعلُّم الذاتي قدمه الدكتور عبد الجبار محمد الغريري أستاذ اللغة العربية بجامعة إسطنبول، أوضح فيه أهمية لغة الإعلام في تعلُّم اللغة العربية؛ لأنها تتميزُ بفصاحتها واتساعها وتنوعها وسهولة توفرها والحصول عليها، ولأنها لغة عصرية متداولة في حياتنا اليومية، ويمكن المتعلِّمَ الانغماسُ فيها انغماسا تاما، كما أنها لغة تجمع المتحدثين العرب؛ لأنّ الأغلب الأعم يفهمها ويتداولها؛ لذلك يمكن لهذه اللغة أن تكون اللغة الموحّدة التي تجمع المتحدثين بالعربية عوضًا عن اللهجات المحلية.

وقد وفرت منصة الجزيرة لتعلُّم العربية خدمة جليلة لمتعلمي العربية ومعلميها إذ إنها أتاحت إمكانية التعلُّم الذاتي الذي يمكّن الطالب والمتعلّم من تطوير لغته حسب المستويات اللغوية وفق الإطار الأوروبي في تعلُّم اللغات (CEFR)؛ إذ تحوي السلاسل التعليمية المتوافرة على المنصة نافذة للغة الإعلام ونافذة للّغة العامة، وكلّ منهما تحوي موادّ متنوّعة في المستوى المبتدئ الأدنى A1 والمبتدئ الأعلى A2 والمتوسط الأدنى B1 والمتوسط الأعلى B2 والمتقدم C1. 

محتويات الموقع
عرض المشرف على موقع الجزيرة لتعلُّم العربية الأستاذ الدكتور المختار أحمد محتويات الموقع وبيّن أن المنصة أنشئت وجرى تطويرها لتقدّم للمتعلمين موادّ تعليمية تفاعلية تساعدهم على تعلّم اللغة العربية.

ثم عرض فيلمًا قصيرا يوضّح عمل المنصة وكيفية الاستفادة منها، ثم استعرض محتوى المنصة، فبيّن أن النافذة الأولى وهي لغة الإعلام تحوي مئات من المواد التعليمية المتنوعة المسموعة والمقروءة، ويمكن تتبع الدروس المنشورة فيها عبر قائمة المستويات المنسدلة من أعلى الصفحة.

وأشار الأستاذ المختار أحمد إلى أنّ المواد التعليمية الإعلامية مأخوذة كلها من شبكة الجزيرة (من نشراتها الإخبارية وبرامجها وتقاريرها ومقالاتها)؛ لأنها تمثّل النموذج الأفضل للعربية المعاصرة الفصيحة.

 

ثم انتقل لعرض نافذة اللغة العامة، فأوضح أنّ موادّها تشمل سلاسل للمبتدئين تقدم دروسًا في تعليم الأصوات والحروف العربية، ودروسًا في لغة التواصل يؤلفها خبراء في التعليم وفقًا لمعايير دقيقة ثم يزوّدها المصمّمون بالوسائط اللازمة. كما تحوي هذه النافذة موادّ للمستويات المتوسطة ونصوصا أدبية للمستويات المتقدمة مُنتقاة من كتابات الأدباء المتقدمين مثل الجاحظ وابن المقفّع وكتابات المعاصرين مثل طه حسين ومصطفى الرافعي وأحمد أمين، وتضمّ كذلك نصوصًا من عيون الشعر العربية القديم والحديث.

أما نافذة "مجتمعنا" فيجد فيها المتعلم قسم "فيديوهات" الذي ينشر مقاطع فيديو للمعلمين والمتعلمين يتحدّثون فيها عن خبراتهم ونشاطاتهم في تعلُّم العربية وتعليمها، وهو من الأقسام المهمة إذ يضم الكثير من المواد التي يستفيد منها المتعلمون كما يمكن لأيّ متعلم إرسال مادة فيديوية مصوّرة لتكون ضمن المواد المتاحة في المنصة. وقسم "مدونات" المخصّص لتقارير ومقالات يكتبها المعلمون والخبراء حول قضايا ونشاطات تعليم اللغة العربية. ويستفيد من هذه المدوّنات المعلمون والمتعلمون والباحثون على حدٍّ سواء. كما تحوي هذه النافذة أيضًا قسم "أسئلة وأجوبة" الذي ينشر أسئلة المتعلمين اللغوية وإجابات فريق الموقع عنها. 

خدمات الموقع
ثم استعرض الأستاذ المختار أحمد الخدمات المتنوّعة التي يوفرها موقع الجزيرة لتعلم العربية وفي مقدّمتها:

خدمة "اختبر مستواك" التي تقدم اختبارات إلكترونية متعددة تساعد المتعلمين على معرفة مستوياتهم؛ إذ يمكن للطالب أن يجري اختبارا لنفسه ويستعرض نتائجه التفصيلية ليعرف جوانب قوته وضعفه في اللغة العربية من خلال هذا الاختبار.

خدمة "تشكيل" وهي خدمة لتشكيل النُّصوص يمكن من خلالها تشكيل النص بالحركات بدرجة عالية من الدقة، وهي مفيدة للمتعلمين والمعلمين والإعلاميين؛ إذ تساعدهم على تشكيل الكلمات والنصوص التي يعرضونها أو يستعملونها في دروسهم وبرامجهم.

وهناك خدمة "سل الأستاذ" التي تمكّن المتعلّم من إرسال أيّ سؤال في اللغة العربية ليجيب عنه فريق الموقع وينشر السؤال والإجابة معًا ليستفيد منهما جمهور الموقع فضلا عن صاحب السؤال.

كما تضمّ المنصة نافذة "القاموس" وهي خدمة مُعجمية تبيّن معاني المفردات وتحوي عددا كبيرا من المواد المعجمية.

وفي ختام عرضه أشار الأستاذ الدكتور المختار أحمد إلى أنّ إدارة المنصة عاكفة على إنتاج نسخة جديدة من الموقع سيتم فيها ضبط أكبر للمستويات التعليمية وفق المعايير العالمية، وتزوَّد بمزيد من الوسائط والتقنيات التعليمية التفاعلية.

من أهداف الموقع التعريف بالثقافة الإسلامية والعربية
وتناول عرض الدكتور سليمان العميرات شرحا لكيفية الاستفادة من نوافذ المنصة وخدماتها التي سبق أن أشار إليها الأستاذ المختار أحمد؛ إذ بيّن الأستاذ الدكتور العميرات كيفية الدخول إلى هذه النوافذ والخدمات والاستفادة منها، مشيرا إلى أنّ المنصة تقدِّم خدماتها مجانا للمتعلمين خدمة للعربية ومحبيها، وأنّ المنصة تسعى للمساهمة بنشر العربية ومساعدة الراغبين في تعلُّمها بالعالم كما تهدف إلى التعريف بالثقافة الإسلامية والعربية.

وأشار إلى أنّ عام 2021 سيشهد انطلاق المنصة بحُلّة جديدة، وسيتم تفعيل صفحات المنصة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل؛ تويتر وإنستغرام ويوتيوب.

وأوضح أنّ واجهة المنصة تتيح استعمال اللغة الوسيطة بثلاث لغات حاليا هي اللغة التركية والإنجليزية والفرنسية، وتدرس إدارة الموقع إضافة لغات أخرى خاصّة لغات المناطق التي يقبل سكانها على تعلّم العربية.

هل المنصة مُصمّمة للمعلمين أم للمتعلمين؟
هذا السؤال الذي يتردد كثيرا في أذهان مستخدمي المنصة أجاب عنه الأستاذ العميرات قائلا إنّ الطالب الذي يروم الاستفادة من دروس المنصة بإمكانه ذلك من خلال دروس الموقع المنشورة والتواصل مع فريق المنصة من خلال نافذة "سل الأستاذ" وسيحصل على الإجابة عن سؤاله، وفي الوقت ذاته يستطيع المعلم الاستفادة من المواد المتوفرة في المنصة بالاستعانة بها في إعداد دروسه أو تقديم دروسها مباشرة أمام طلابه، فهي منصة للمتعلم والمعلم معًا.

وأشار إلى أنّ السلاسل المعروضة في نافذتي "لغة الإعلام و"لغة عامة" تصلح لأن تكون منهاجا يدرسه طلاب الجامعات التركية في الصفوف التحضيرية خاصة، كما يمكن أن يستفيد منها طلاب المدارس الثانوية، وبيّن أنّ الغرض من استعانة الموقع باللغة الوسيطة هو مساعدة من يتعلمون تعلّمًا ذاتيا على فهم دروس الموقع.

ولفت إلى أنّ مهارة الاستماع احتلت مكانة بارزة في مواد الموقع؛ وذلك لأهميتها وحاجة المتعلمين إليها، ولأنها من المهارات التي لا تلقى مساحة كافية في أغلب الوسائل والمناهج التعليمية.

أما في مجال الاختبارات فأشار إلى وجود اختبارات لتحديد المستوى واختبارات عامة يطلقها الموقع بين فترة وأخرى بالإضافة إلى اختبارات قصيرة في نهاية الدروس المعروضة، وهذه الاختبارات تظهر نتيجة الطالب بمجرد الانتهاء من إجرائها كما تحدّد الأخطاء التي وقع فيها.

ويمكن للمعلمين الاستفادة من هذه الاختبارات كما يمكن للمتعلمين التدرُّب عليها والاستفادة منها، والاختبارات المتقدّمة نافعة للطلاب الذين يرغبون بدخول امتحان YDS و YÖKDIL.

وحثّ المعلمين والباحثين على الاستفادة من المدونات المعروضة في الموقع التي تعرض تجارب زملائهم المعلمين وقصص نجاحهم، وأشار إلى إمكانية مشاركتهم لقصص نجاحهم وتجاربهم للاستفادة منها وتعزيز التجارب الناجحة والتنبيه على الأخطاء والهفوات والثغرات التي تعتري البرامج التعليمية.

كما حثّ على الاستفادة من نافذة الفيديوهات التي يرسلها المعلمون والطلاب، وأوضح أنها تتضمن تجارب ونصائح من المدرّسين، ومواقف ومشاعر يقدمها الطلبة حول الموضوعات التي تشغلهم بالإضافة إلى الأنشطة اللغوية.

مدونات أخرى للكاتب