وسط ظروف أمنية واقتصادية صعبة، تأسست جامعة مقديشو قبل عقدين في محاولة لسد الفراغ الذي تركته الحكومة المركزية المنهارة ولتولي زمام مبادرة التعليم العالي في البلاد.
الجامعة التي بدأت مشوارها بثلاث كليات فقط يدرس فيها بضع مئات، تحتفل بدخول عقدها الثالث.
وقد توسعت كليات الجامعة حتى أصبحت إحدى عشرة كلية تضم أكثر من ستة آلاف طالب في مختلف التخصصات العلمية.
عند افتتاح الجامعة، الوضع كان صعبا جدا. البعض كان يعتبر ما نقوم به نوعا من المغامرة، لكن المستحيل صار واقعا. نطمح لـلاستمرار ومواكبة متطلبات المرحلة.
محمد حسن من بين سبعة آلاف تخرجوا من الجامعة خلال العشرين سنة الماضية في ظروف يقول إنها كانت معقدة، ولمساعدة الجامعة في تأدية رسالتها التعليمية، يعمل فيها محاضرا وإداريا.
الجامعة في تلك الفترة تأسست في ظروف حربية صعبة، والآن نوعا ما، هناك توجه نحو الاستقرار. على الجامعة كذلك أن تعد نفسها للاستجابة على التحديات الجديدة.
الحصول على فرصة عمل يبقى مصدر قلق لخريجي الجامعات في الصومال.
ويروي أحمد، الذي تخرج من الجامعة عام 2016، قصة معاناته في البحث عن العمل قبل أن يحصل على وظيفة في شركة بمدينة مقديشو.
تعلمت في ظروف صعبة للغاية، وقد تحمل والدي كثيرا من المتاعب. استعصى علي الحصول على وظيفة. فكرت مليا وخطر لي وضع لافتة في أحد الشوارع الرئيسية فيها مؤهلاتي العلمية.
نحو مئة جامعة تنتشر في عموم البلاد يتزايد معها عدد الخريجين مع شح فرص العمل، فعددهم في عام 2017 فقط قارب اثني عشر ألف طالب وطالبة.
"من رحم المعاناة يولد الأمل" مقولة أثبتتها الجامعات في الصومال التي نجحت في مواصلة مسيرتها التعليمية وتخريج كوادر متعلمة تدير مؤسسات اقتصادية وتعليمية وإنسانية رغم المشاكل الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.