قرابة أربعة مليارات دولار سنويا حجم الإنفاق على العطور بمنطقة الخليج التي تعد واحدة من أكثر مناطق العالم ولعا بهذه السلعة الكمالية.
لكن هذا الولع الخليجي ينصب في المقام الأول على العطور الشرقية العربية الأصيلة التي تعد من أغلى العطور في العالم.
يدخل في التركيبة الجوهرية لهذه النوعية من العطور عناصر أساسية؛ منها دهن العود والمسك والعنبر، وهي مواد استخدمها العرب في صنع عطورهم منذ أقدم العصور.
عادة ما تكون العطور والأبخرة التي تستخدم دهن العود -المستورد من دول مثل: الهند وإندونيسيا وكمبوديا- هي الأفخم والأغلى سعرا على الإطلاق، وذلك حسب خلطة العطر.
فدهن العود يباع بوحدة وزن تسمى "التولة" وتعادل اثني عشر غراما، ويبلغ سعرها أكثر من ثمانمئة دولار.
أخيرا يذكرنا خبراء العطور بأنه في وسع الإنسان -في المتوسط- تذكر أكثر من مئة ألف رائحة مختلفة مر بها طوال عمره.
ومن ثم، فإننا إن عشقنا عطرا ما فيمكن أن تكون لرائحته ذكرى في ماضينا.
باختصار فإن انتقاء العطور يعكس شخصيتنا بكل حاضرها وماضيها، أو هكذا يؤكد هؤلاء الخبراء.
قُرابَةُ أَرْبَعَةِ مِلْياراتِ دُولَارٍ سَنَوِيًّا حَجْمُ الإِنْفاقِ عَلَى العُطورِ بِمِنْطَقَةِ الخَلِيجِ الَّتِي تُعَدُّ واحِدَةً مِنْ أَكْثَرِ مَناطِقِ العالَمِ وَلَعًا بِهَذِهِ السِّلْعَةِ الكَماليَّةِ.
لَكِنْ هَذَا الوَلَعُ الخَليجيُّ يُنْصَبُّ فِي المَقامِ الأَوَّلِ عَلَى العُطورِ الشَّرْقيَّةِ العَرَبيَّةِ الأَصيلَةِ الَّتِي تُعَدُّ مِنْ أَغْلَى العُطورِ فِي العالَمِ. يَدْخُلُ فِي التَّرْكيبَةِ الجَوْهَريَّةِ لِهَذِهِ النَّوْعِيَّةِ مِنَ العُطورِ عَناصِرُ أَساسيَّةٌ؛ مِنْهَا دُهْنُ الْعُودِ والْمِسْكِ والْعَنْبَرِ، وَهِيَ مَوادُّ اسْتَخْدَمَهَا العَرَبُ فِي صُنْعِ عُطورِهِمْ مُنْذُ أَقْدَمِ العُصُورِ.
عادَةً مَا تَكونُ العُطورُ والْأَبْخِرَةُ الَّتِي تَسْتَخْدِمُ دُهْنَ الْعُودِ -المُسْتَوْرَدَ مِنْ دوَلٍ مِثْلِ الهِنْدِ وَإِنْدُونِيسْيَا وَكَمْبُودْيَا- هِيَ الْأَفْخَمُ وَالأَغْلَى سِعْرًا عَلَى الإِطْلَاقِ، وَذَلِكَ حَسَبَ خَلْطَةِ العِطْرِ. فَدُهْنُ الْعُودِ يُباعُ بِوَحْدَةِ وَزْنٍ تُسَمَّى "التّوَلَةَ" وَتُعَادِلَ اثْنَيْ عَشَرَ غِرامًا، وَيَبْلُغُ سِعْرُها أَكْثَرَ مِنْ ثَمانِمِئَةِ دُولَارٍ.
أَخِيرًا يُذَكِّرُنَا خُبَراءُ العُطورِ بِأَنَّهُ فِي وُسْعِ الإِنْسانِ -فِي المُتَوَسِّطِ- تَذَكُّرُ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ رائِحَةٍ مُخْتَلِفَةٍ مَرَّ بِهَا طَوالَ عُمْرِهِ.
وَمِن ثَمَّ؛ فَإِنَّنَا إِنْ عِشْقَنا عِطْرًا مَا؛ فَيُمْكِنُ أَنْ تَكونَ لِرائِحَتِهِ ذِكْرَى فِي مَاضِينَا.
بِاخْتِصَارٍ؛ فَإِنَّ انْتِقاءَ العُطورِ يَعْكِسُ شَخْصيَّتَنا بِكُلِّ حاضِرِها وَمَاضِيهَا، أَوْ هَكَذَا يُؤَكِّدُ هَؤُلَاءِ الخُبَراءُ.