إستراتيجيات التعلم 2 / 2

الدكتور أحمد حسـن

أستاذ اللغة العربية المساعد بجامعة بورصا ألوداغ التركية

تطبيقات إستراتيجيات التعلم المباشرة في اللغة العربية* [1]

نتابع في هذا المقال حديثنا حول إستراتيجيات التعلم، فنستعرض تطبيقات يمكن للطالب أن يوظفها في تعلم اللغة العربية، ويمكن للمعلم أن يستخدمها في التعليم كذلك. حيث نبدأ كل إستراتيجية بعنوان جانبي يتضمن اسم الإستراتيجية، والمهارات التي يمكن أن تدعمها، ثم نقدّم شرحا مختصرا من خلال  أمثلة تطبيقية على واقع اللغة العربية. وقد تم الاكتفاء بعرض بأهم الإستراتيجيات المباشرة؛ أولا لأنها أكثر الإستراتيجيات المستخدمة من قبل الطلاب، وثانيا لأنها تتصل بالجوانب المعرفية أكثر من الإستراتيجيات غير المباشرة التي تهتم بالجوانب الوجدانية والاجتماعية، وثالثا لأن المقام لا يتسع لعرض كل الإستراتيجيات، والغرض الرئيس هو دعم الطالب والمعلم بما ينفعهما في عمليتي التعليم والتعلم.

*  الإستراتيجيات التذكرية:

   تهتم بتخزين واسترجاع المعلومات، وتتكون من الإستراتيجيات الآتية:

1- التصنيف في مجموعات (استماع وقراءة): عرضت على طالبك في درس الفاكهة والخضراوات الكلمات الآتية: (برتقال، جزر، عنب، كوسة، تفاح)، فاطلب منه أن يصنف الكلمات في جدولين، أحدهما مذكر والآخر مؤنث، أو أن يصنف الفاكهة في جدول، والخضراوات في جدول آخر.

- عرضت في درس فصول السنة الكلمات الآتية: (صيف، خريف، شتاء، جميل، ربيع، حار، دافئ، معتدل، غائم)، فاطلب من الطالب أن يصنف الكلمات بحسب الموضوع إلى مجموعات كالآتي: (الربيع: معتدل، جميل. الشتاء: ممطر، غائم... إلخ). وهكذا في كل الدروس التي تتضمن حقولا دلالية أو أسرا لغوية (أي كلمات من أسرة واحدة تندرج تحت موضوع واحد).

- عرضت في درس الضمائر الكلمات الآتية: (هو، أنتم، هن، نحن)، فاطلب من طالبك أن يصنف الضمائر بحسب الموضوع إلى مجموعات: (المفرد، المثنى، الجمع) أو ( المذكر، والمؤنث) أو (المتكلم، الغائب، المخاطب).

- عرضت في درس الظرف الكلمات الآتية: (أمام، وقت، هناك، أمس)، فاطلب من طالبك أن يصنفها بحسب المكان والزمان.

2- التداعي والتفصيل (استماع وقراءة): عرضت في درس الأسرة الكلمات الآتية: (أب، جدّ، عمّة...)، فاطلب منه أن يستدعي الكلمات المكملة ( أمّ، جدّة، عمّ...)

- عرضت في درس "أدوات الصف" الكلمات الآتية: ( مكتب، باب، سبورة)، فاطلب منه أن يربط بين هذه الكلمات ومتمماتها: ( كرسي، مفتاح، قلم)، فيقول: (الكرسي للمكتب، والمفتاح للباب، والقلم للسبورة).

3- وضع الكلمات في جمل (كل المهارات): عرضت في درسك الكلمات الآتية: (استيقظ، نوم، المدرسة، الحافلة، ركب، الساعة)، فاطلب من طالبك أن يضع أكبر عدد من هذه الكلمات في جملة أو جملتين أو قصة قصيرة مثل: (استيقظت من النوم الساعة السادسة، ثم ركبت الحافلة وذهبت إلى المدرسة).

4- التصوير (الاستماع والقراءة): إذا درَّست كلمة "ثلاجة" وعرضت صورتها، فإن الطالب سيستحضر إحساسه بالبرد.

- عندما تعلم طالبك كلمات جديدة اطلب منه أن يكتبها في دفتر أو مكان معين، لأن الكلمة عادة تثبت بثبات مكانها، ويتذكرها بمكانها، فهو يقول في ذهنه: "هذه الكلمة في دفتري على اليمين".

- عرضت في درسك كلمة "حضارة"، وشرحتها، فاطلب من الدارسين أن يرسموا ما يخطر ببالهم حول هذه الكلمة، فمنهم من سيرسم صورة "الأهرامات"، ومنهم من يرسم مكانا تاريخيا، وحينئذ لن ينسى هذه الكلمة لأنه تصورها بصورة من إنشائه.

5- خرائط ذهنية (استماع وقراءة): ستعرض موضوعا عن الأسرة في درس استماع، فمهّد للدرس برسم شجرة (خريطة ذهنية) تتفرع منها العائلة.

   ستعرض في نص استماع أو درس قراءة الكلمات الخاصة بدرس المهن والأعمال، فاطلب من الدارسين أن يكملوا الرسم أو الجمل بالأفعال المناسبة: (السائق يسوق، والخباز....، والمعلم....).

6- كلمات مفتاحية (استماع وقراءة): يحاول طالب أمريكي أن يحفظ كلمة "فول"، فيحاول ربطها بكلمة في لغته ولتكن"fool" التي بمعنى أحمق، فهو كلما أراد أن يقول "أريد فولا" سيتذكر "fool"، وهذه إستراتيجية لا دخل للمعلم فيها، ولكنك تعرفه بها، فتقول لطالبك عند تعليمه مفردة جديدة: هل تشبه هذه المفردة في تلفظها  أي مفردة لكلمة في لغتك، ستجده يستدعيها بنفسه.

7- السجع (استماع- قراءة-تكلم): تحاول أن تربط بين الكلمات التي بينها سجع، وليس ضروريا أن تكون في الدرس نفسه، فربما تكون متناثرة بين الدروس.

   مثال: عندما تدرس له كلمة (ثمين) بمعنى (غالٍ)، تقول له: هذه الكلمة تشبه في السجع كلمة (سمين)، حتى يستطيع أن يربطها ويحفظها بهذا السجع.

  مثال آخر: أن تشبه كلمة (شبورة) الجديدة عليه بكلمة قديمة قد درسها سابقا مثل: (سبورة)، ومثلها: (عاب- عاد)، (عويل، طويل)، (سماء، ماء).

8- المراجعة (كل المهارات): راجع مع طلابك المفردات الجديدة بانتظام، فابدأ المراجعة في بداية الدرس التالي، وفي اختبار قصير نهاية الأسبوع، وفي الاختبار الشهري، وعلمهم أن يداوموا على مراجعة الكلمات بعد حفظها على فترات منتظمة كالآتي: (15 دقيقة - ساعة - 3 ساعات – يوم – يومان – أسبوع - أسبوعان).

9- التمثيل (استماع وقراءة): علّم طلابك الأفعال الماضية والمضارعة بالتمثيل، اشرح كلمة "أَجلِسُ" بأن تحضر كرسيا وتجلس، وكلمة "آخذ" بأخذ شيء، وجملة "افتح النافذة" بأن تفتح النافذة، ثم اطلب منهم أن يصدروا الأوامر بعضهم لبعض وينفذوها، وهكذا تطور لديهم الاستماع، وفي الوقت ذاته يحفظون المفردات في سياق ذي معنى.

10- الكروت (استماع وقراءة وكتابة): كوّن بطاقات بحيث تكون الصورة على الظهر، والكلمة على وجه البطاقة، وبعد أن تكرر الكلمات اقلب البطاقات، ثم أظهر الصور فقط، واسأل عن مدلولاتها اللفظية، مثال: أن تكتب على وجه البطاقة كلمة "طبيب"، وعلى ظهرها صورة طبيب، ثم تفعل هذا في باقي البطاقات، وتبدأ في عرضها على الدارسين منتظمة، ثم تخلطها وتعرض الصور عشوائيا، وعليهم أن يتذكروا شكل الصورة مع اسمها... وهكذا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:
* هذا المقال مقتبس من كتاب الأساس في أساليب تدريس المهارات اللغوية لغير الناطقين بالعربية (أحمد حسن محمد علي. (2021). ط1. أنقرة، دار سون تشاك. ص: 115- 120. 

1. أكسفورد، ربيكا.(1996). إستراتيجيات تعلم اللغة. ترجمة: السيد محمد دعدور، مكتبة الأنجلو المصرية. ص 67-77. وقد أجريت بعض التعديلات للأمثلة بما يناسب تعليم العربية.