مقاطعة "بابنا" في شمال غربي بنغلاديش غير بعيدة عن خط الاستواء. بالنسبة إلى العديد من القرويين هنا يبدأ اليوم مع شروق الشمس. كوثر حسين واحد منهم وهو في الصف الثالث، ومدرسته مميّزة للغاية؛ إذ لا يتعين عليه السير بعيدا للوصول إلى المدرسة. فمدرسته تمرّ لاصطحابه في قريته، لكن أولا لديه وجبة إفطار لتناولها.
- أسرعي، سنتأخر عن المدرسة.
- أنا جاهزة.
هناك ستة مواسم في بنغلادش، الربيع، الصيف، الرياح الموسمية، الخريف، أواخر الخريف، والشتاء.
على الرغم من أن الوقت الآن يصادف الرياح الموسمية أو موسم الأمطار إلا أن قطرة لم تهطل منذ أيام، والموسم أكثر جفافا من المعتاد.
- عندما تمطر السماء يصعد الماء إلى هنا. لحسن الحظ الطقس جيد ويمكننا العبور من هنا.
عادة ما تُغْمَر الكثير من الطرق في موسم الأمطار، حيث يصبح مستحيلا على كوثر وبقية أطفال القرية الذهاب إلى مدرسة عادية، لذا تم بناء مدرسة "شيب يولاي" على متن قارب.
- قلت لك إننا سنتأخر. لقد وصل البقية. بسرعة، أسرعي قبل أن تصل المدرسة.
في الثامنة والنصف من كل صباح تمر المدرسة العائمة لاصطحاب كوثر وأصدقائه. يقف الفتيان والفتيات في طوابيرَ منفصلة كما هو معتاد بين المسلمين الملتزمين.
- تأتي المدرسة إلى منزلنا مباشرة وتنتقل من قرية لأخرى. تأخذ الطلاب ولا تبدأ الدروس إلا حين يصبح الجميع على متنها.
- هذه المدرسة هي السبيل الوحيد لتحقيق أحلامنا. بهذه الطريقة يمكننا الوصول إلى الجامعة.
- يضم صفي ثمانية وعشرين طالبا، الفتيات إلى اليسار والفتيان إلى اليمين.
عادة ما يوضع الفتيان والفتيات هنا في فصول دراسية منفصلة، أما على القارب فيسمح لهم بالدراسة معًا.
مُقاطَعَةُ "بابنا" فِي شَمالِ غَرْبِيِّ بَنْغَلادِش غَيْرُ بَعِيدَةٍ عَنْ خَطِّ الِاسْتِوَاءِ. بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْعَدِيدِ مِنَ الْقَرَوِيِّينَ هُنَا يَبْدَأُ الْيَوْمُ مَعَ شُرُوقِ الشَّمْسِ. كَوْثَرُ حُسَيْنٍ واحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ فِي الصَّفِّ الثّالِثِ، وَمَدْرَسَتُهُ مُمَيَّزَةٌ لِلْغَايَةِ؛ إِذْ لا يَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ السَّيْرُ بَعِيدًا لِلْوُصُولِ إِلَى الْمَدْرَسَةِ. فَمَدْرَسَتُهُ تَمُرُّ لِاصْطِحابِهِ فِي قَرْيَتِهِ، لَكِنْ أَوَّلًا لَدَيْهِ وَجْبَةُ إِفْطارٍ لِتَناوُلِها.
- أَسْرِعِي ، سَنَتَأَخَّرُ عَنِ الْمَدْرَسَةِ.
- أَنَا جاهِزَةٌ.
هُنَاكَ سِتَّةُ مَواسِمَ فِي بَنْغَلادِش، الرَّبيعُ، الصَّيْفُ، الرّياحُ المَوْسِميَّةُ، الخَريفُ، أَواخِرُ الخَريفِ، والشِّتاءُ.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الوَقْتَ الْآنَ يُصَادِفُ الرّياحَ الْمَوْسِمِيَّةَ أَوْ مَوْسِمَ الأَمْطَارِ إِلَّا أَنَّ قَطْرَةً لَمْ تَهْطِلْ مُنْذُ أَيّامٍ، وَالمَوْسِمُ أَكْثَرُ جَفافًا مِنَ الْمُعْتادِ.
- عِنْدَمَا تُمْطِرُ السَّماءُ يَصْعَدُ الْمَاءُ إِلَى هُنَا. لِحُسْنِ الْحَظِّ الطَّقْسُ جَيِّدٌ وَيُمْكِنُنَا العُبُورُ مِنْ هُنَا.
عادَةً مَا تُغْمَرُ الكَثِيرُ مِنَ الطُّرُقِ فِي مَوْسِمِ الْأَمْطَارِ؛ حَيْثُ يُصْبِحُ مُسْتَحِيلًا عَلَى كَوْثَرٍ وَبَقيَّةِ أَطْفالِ القَرْيَةِ الذَّهابُ إِلَى مَدْرَسَةٍ عادِيَّةٍ، لِذَا تَمَّ بِناءُ مَدْرَسَةِ "شيب يولاي" عَلَى مَتْنِ قارِبٍ.
- قُلُتُ لَكِ إِنَّنَا سَنَتَأَخَّرُ. لَقَدْ وَصَلَ الْبَقيَّةُ. بِسُرْعَةٍ، أَسْرِعِي قَبْلَ أَنْ تَصِلَ الْمَدْرَسَةُ.
فِي الثّامِنَةِ والنِّصْفِ مِنْ كُلِّ صَباحٍ تَمُرُّ المَدْرَسَةُ العائِمَةُ لِاصْطِحابِ كَوْثَرٍ وَأَصْدِقَائِهِ. يَقِفُ الْفِتْيانُ وَالْفَتَيَاتُ فِي طَوابِيرَ مُنْفَصِلَةٍ كَمَا هُوَ مُعْتادٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الْمُلْتَزِمِينَ.
- تَأْتِي الْمَدْرَسَةُ إِلَى مَنْزِلِنَا مُباشَرَةً وَتَنْتَقِلُ مِنْ قَرْيَةٍ لِأُخْرَى، تَأْخُذُ الطُّلّابَ، وَلَا تَبْدَأُ الدُّرُوسَ إِلَّا حِينَ يُصْبِحُ الجَمِيعُ عَلَى مَتْنِهَا.
- هَذِهِ الْمَدْرَسَةُ هِيَ السَّبِيلُ الوَحِيدُ لِتَحْقِيقِ أَحْلامِنَا. بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ يُمْكِنُنَا الوُصُولُ إِلَى الجامِعَةِ.
- يَضُمُّ صَفِّي ثَمانِيَةً وَعِشْرِينَ طالِبًا، الفَتَياتُ إِلَى اليَسارِ وَالفِتْيَانُ إِلَى اليَمِينِ.
عادَةً مَا يُوضَعُ الفِتْيانُ وَالفَتَياتُ هُنَا فِي فُصُولٍ دِراسِيَّةٍ مُنْفَصِلَةٍ، أَمَّا عَلَى الْقارِبِ فَيُسْمَحُ لَهُمْ بِالدِّرَاسَةِ مَعًا.