Langue des médias | Intermédiaire 2
رغم كل الفوائد التي تصب في صالح سرعة الوصول إلى المعلومة، فإن أضرارا صحية ناجمة عن الاستخدام المفرط للإنترنت قد تدمر بنية أدمغتنا، كما يحذر خبراء من خطر كثرة المعلومات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة على صحتنا.
فإذا كنت تقضي وقتا طويلا في استخدام الإنترنت، فإن ذلك سيترك تأثيرا سلبيا في دماغك؛ إذ أشارت دراسة حديثة -نُشرت في مجلة الطب النفسي العالمي- إلى أن كثرة استخدام الإنترنت تغير من طريقة عمل أدمغتنا، بحيث تصبح الذاكرة ضعيفة ويقل التركيز.
ولإجراء هذه الدراسة طُلب من مئات المشاركين القيام باختبارات مختلفة للذاكرة، بالإضافة إلى تمارين إدراكية، كما أُجريَت فحوص على أدمغهم.
وخلص الباحثون إلى أن الإنترنت يغير بنية وقدرات العقل البشري؛ إذ يمكن أن يسبب تغيرات مزمنة وحادة في مجالات معينة من الإدراك، مما ينعكس على تركيزنا وذاكرتنا وتفاعلنا الاجتماعي، وفق المشرفين على الدراسة.
وظائف الدماغ
وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن كثرة استخدام الإنترنت تؤثر فعليا في العديد من وظائف الدماغ. فعلى سبيل المثال فإن التدفق الكبير للدعوات والإشعارات الصادرة عن الإنترنت تجعل اهتماماتنا مشتتة باستمرار، ويضعف قدرتنا على التركيز في أمر واحد، بحسب أوضحه الدكتور جوزيف فيرث من جامعة ويسترن سيدني في بيان صحفي.
وعلاوة على ذلك يوفر لنا الإنترنت وبواسطة نقرة واحدة فقط، كمًّا هائلا من المعلومات في أي وقت، وهو ما يغير طريقة تخزيننا وتقديرنا للمعلومات، كما جاء في موقع "هايل براكسيس نت".
ولا يقتصر ضرر الإنترنت على البالغين فقط بل يشمل الأطفال أيضا، وقد حذر المشرفون على هذه الدراسة من إهمال الأطفال للأنشطة الضرورية لنموهم، مثل العلاقات الاجتماعية والحركة، وانشغالهم معظم الوقت بالأجهزة الذكية.
واليوم هناك مجموعة من التطبيقات والبرامج يمكن للآباء استخدامها، لتساعدهم على التحكم في الوقت الذي يقضيه أطفالهم مع الإنترنت أو هواتفهم الذكية.
كما ينصح الخبراءُ الآباءَ بالتحدث باستمرار مع أطفالهم حول تأثير العالم الافتراضي فيهم لتجنّب الأضرار التي قد تحدث لهم لاحقا، مثل الإدمان أو التنمر الإلكتروني.
وللتقليل من الأضرار الناجمة عن الاستخدام المكثف للإنترنت ينصح الخبراء بتنمية الوعي الذاتي وتقليل الأنشطة على الإنترنت خاصة في المساء.
رَغْمَ كُلِّ الفَوائِدِ الَّتِي تَصُبُّ فِي صالِحِ سُرْعَةِ الوُصولِ إِلَى المَعْلُومَةِ، فَإِنَّ أَضْرَارًا صِحّيَّةً ناجِمَةً عَنِ الِاسْتِخْدامِ المُفْرِطِ لِلْإِنْتَرْنَت قَدْ تُدَمِّرُ بِنْيَةَ أَدْمِغَتِنا، كَمَا يُحَذِّرُ خُبَراءُ مِنْ خَطَرِ كَثْرَةِ المَعْلُومَاتِ الَّتِي توَفِّرُها التِّكْنُولُوجْيَا الحَديثَةُ عَلَى صِحَّتِنَا.
فَإِذَا كُنْتَ تَقْضي وَقْتًا طَوِيلًا فِي اسْتِخْدامِ الإِنْتَرْنت، فَإِنَّ ذَلِكَ سَيَتْرُكُ تَأْثِيرًا سَلْبِيًّا فِي دِماغِكَ؛ إِذْ أَشَارَتْ دِراسَةٌ حَديثَةٌ -نُشِرَتْ فِي مَجَلَّةِ "الطِّبِّ النَّفْسيِّ العالَمِيِّ- إِلَى أَنَّ كَثْرَةَ اسْتِخْدامِ الْإِنْتَرْنت تُغَيِّرُ مِنْ طَرِيقَةِ عَمَلِ أَدْمِغَتِنَا؛ بِحَيْثُ تُصْبِحُ الذّاكِرَةُ ضَعيفَةً وَيَقِلُّ التَّرْكيزُ.
وَلِإِجْرَاءِ هَذِهِ الدِّراسَةِ طُلِبَ مِنْ مِئاتِ المُشَارِكِينَ الْقِيَامُ بِاخْتِباراتٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلذَّاكِرَةِ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى تَمارينَ إِدْرَاكِيَّةٍ، كَمَا أُجْرِيَتْ فُحوصٌ عَلَى أَدْمِغَتِهِمْ.
وَخَلَصَ البَاحِثُونَ إِلَى أَنَّ الْإِنْتَرْنت يُغَيِّرُ بِنْيَةَ وَقُدْراتِ العَقْلِ البَشَريِّ؛ إِذْ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ تَغَيُّراتٍ مُزْمِنَةً وَحادَّةً فِي مَجالاتٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ الْإِدْراكِ، مِمَّا يَنْعَكِسُ عَلَى تَرْكيزِنَا وَذاكِرَتِنَا وَتَفاعُلِنَا الِاجْتِماعيِّ، وَفْقَ المُشْرِفِينَ عَلَى الدِّراسَةِ.
وَظائِفُ الدِّمَاغِ
وَأَظْهَرَتْ نَتائِجُ الدِّراسَةِ أَيْضًا أَنَّ كَثْرَةَ اسْتِخْدامِ الْإِنْتَرْنت تُؤَثِّرُ فِعْلِيًّا فِي العَديدِ مِنْ وَظائِفِ الدِّمَاغِ. فَعَلَى سَبيلِ المِثَالِ فَإِنَّ التَّدَفُّقَ الكَبِيرَ لِلدَّعَوَاتِ والْإِشْعاراتِ الصّادِرَةِ عَنِ الإِنْتَرْنت يَجْعَلُ اهْتِماماتِنَا مُشَتَّتَةً بِاسْتِمْرارٍ، وَيُضْعِفُ قُدْرَتَنَا عَلَى التَّرْكيزِ فِي أَمْرٍ واحِدٍ، بِحَسَبِ ما أَوْضَحَهُ الدُّكْتُورُ جُوزِيف فيرَث مِنْ جامِعَةِ وِيسترن سِيدْنِي فِي بَيانٍ صَحَفيٍّ.
وعِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ يوَفِّرُ لَنَا الإِنْتَرْنت بِوَاسِطَةِ نَقْرَةٍ واحِدَةٍ فَقَطْ، كَمًّا هَائِلًا مِنَ المَعْلُومَاتِ فِي أَيِّ وَقْتٍ، وَهُوَ مَا يُغَيِّرُ طَريقَةَ تَخْزِينِنَا وَتَقْدِيرِنَا لِلْمَعْلُومَاتِ، كَمَا جَاءَ فِي مَوْقِعِ "هايل براكسيس نت".
وَلَا يَقْتَصِرُ ضَرَرُ الإِنْتَرْنت عَلَى البَالِغِينَ فَقَطْ بَلْ يَشْمَلُ الأَطْفالَ أَيْضًا، وَقَدْ حَذَّرَ المُشْرِفُونَ عَلَى هَذِهِ الدِّراسَةِ مِنْ إِهْمالِ الْأَطْفالِ لِلْأَنْشِطَةِ الضَّرُورِيَّةِ لِنُمُوِّهِمْ، مِثْلَ الْعَلاقاتِ الِاجْتِماعيَّةِ والْحَرَكَةِ، وَانْشِغالِهِمْ مُعْظَمَ الوَقْتِ بِالْأَجْهِزَةِ الذَّكيَّةِ.
والْيَوْمَ هُنَاكَ مَجْموعَةٌ مِنَ التَّطْبِيقَاتِ والْبَرامِجِ يُمْكِنُ لِلْآبَاءِ اسْتِخْدامُها لِتُساعِدَهُمْ عَلَى التَّحَكُّمِ فِي الوَقْتِ الَّذِي يَقْضِيهِ أَطْفالُهُمْ مَعَ الإِنْتَرنت أَوْ هَوَاتِفِهِمْ الذَّكيَّةِ.
كَمَا يَنْصَحُ الخُبَراءُ الْآبَاءَ بِالتَّحَدُّثِ بِاسْتِمْرارٍ مَعَ أَطْفالِهِمْ حَوْلَ تَأْثيرِ العالَمِ الِافْتِراضيِّ فِيهم لِتَجَنُّبِ الأَضْرارِ الَّتِي قَدْ تَحْدُثُ لَهُمْ لَاحِقًا، مِثْلَ الإِدْمانِ أَوِ التَّنَمُّرِ الإِلِكْتِرونيِّ.
وَلِلتَّقْلِيلِ مِنَ الأَضْرارِ النّاجِمَةِ عَنِ الِاسْتِخْدامِ الْمُكَثَّفِ لِلْإِنْتَرْنت يَنْصَحُ الخُبَراءُ بِتَنْميَةِ الوَعْيِ الذّاتيِّ وَتَقْلِيلِ الأَنْشِطَةِ عَلَى الإِنْتَرْنت خاصَّةً فِي المَساءِ.