الروابط اللفظية.. أنواعها واستخداماتها

الدكتور المختار أحمد

باحث ومدقق لغوي

شبكة الجزيرة الإعلامية

يستخدم النظام التركيبي في اللغة العربية أنواعا كثيرة من الروابط اللفظية بين عناصر الكلام، بعضها يربط بين الكلمات والجمل وبعضها بين الفقرات.
وكثيرا ما يرتبك الكتاب والمتحدثون في استخدام هذه الروابط فيخطئون أو يخلطون.
وهذه أهم الروابط اللفظية والحالات التي تستخدم فيها:

* روابط العطف والاشتراك
وهي حروف تربط بين المفردات والجمل التي تشترك في الحكم على نحوٍ مّا، وأهم أغراض استخدامها:

-          الدلالة على الاشتراك العام في الحكم، وتستعمل لها الواو مثل: جاء زيد وعمرو.

-          الدلالة على الترتيب والتعقيب (وقوع الحدث الثاني بعد الأول مباشرة باتصال وتتابع) وتستعمل لها الفاء مثل دخل الأستاذ فوقف له الطلاب.

-          الدلالة على الترتيب مع التراخي والتفاوت (وجود مدة زمنية بين الحدثين، أي وقوع الحدث الثاني بعد الأول غير متصل به) وتستعمل لها "ثم" مثل: زرع الفلاح ثم حصد.

-          الدلالة على التخيير والإباحة أو الشك، وتستعمل لها "أو" مثل: اقرأ كتابا أو صحيفة.

-          طلب التعيين، وتستعمل له "أم" مثل: أتريد ماء أم عصيرا؟

-          الإضراب (العدول عن حكم إلى آخر)، وتستعمل له "بل" مثل: قدم زيد بل خالد.

-          الغاية وتستعمل لها "حتى" مثل: قدم الحجاج حتى المشاة.

-          الاستدراك وتستعمل له "لكن" مثل: ما جاء زيد لكن أخوه.


روابط الاستثناء 

وتستعمل أدوات الاستثناء للدلالة على أن المستثنى لا يشمله الحكم أو الموقف العام المذكور قبل أداة الاستثناء مثل: حضر الطلاب إلا زيدا/ أتصفح المواقع ما عدا الإباحية منها...

ومن أكثر هذه الأدوات استعمالا: إلا، وغير، وسوى، وعدا.


روابط التعليل

 وهي أدوات تستعمل لبيان السبب والعلة، فتدل على أن سبب وقوع الحدث أو الغرض منه. ومن هذه الأدوات:

 -لام التعليل، مثل: سافرت للتعلم.

-"كَيْ"، مثل: يبادر الصحفيون بنشر الأخبار ليحققوا سبقا صحفيا.

 وقد تسبق "كَي" باللام مثل: يبادر الصحفيون بنشر الأخبار لكَي يحققوا سبقا صحفيا.

 - الباء، مثل قول الله تعالى "فَكُلاُّ أخَذْنَا بِذَنْبِهِ".

- الفاء، مثل قوله تعالى: "وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ".

-"في"، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "دخلت امرأة النار في هرّة حبستها"، أي بسببها. 

روابط الترافق الحالي أو الزمني 

وهي ظروف وعبارات تستعمل للإشارة إلى الحال أو الظرف الذي وقع أثناءه الحدث، ومنها:

- بينما/ بينا، مثل الحديث المشهور: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ  طلع علينا رجل شديد بياض الثياب...". 
والأصل في هذا التركيب تقديم الجملة التي تشير إلى الحالة وهي المبدوءة بالظرف "بينما"، وقد شاع في العربية الحديثة تأخير جملة الظرف (وأجاز ذلك مجمع اللغة العربية بالقاهرة) مثل: دخل الطالب بينما كان المدرس يلقي الدرس.

- على حين، مثل قوله تعالى: "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا". 

ويكثر في اللغة المعاصر استعمال "في حين" بدل على حين.

- واو الحال، مثل قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ".