تمهيد:
- تُعرَف إستراتيجيات التعلم* (Learning Strategy) بأنها: "أداءات خاصة يقوم بها المتعلم ليجعل عملية التعلم أسهل وأسرع وأكثر إمتاعا وأكثر ذاتية للتوجه، وأكثر فعالية وأكثر قابلية على أن تطبق في مواقف جديدة"[1]، أي أنها هي الإستراتيجيات التي يستخدمها الدارس أثناء تعلمه بهدف التحصيل والفهم.
- ولعلك زميلي المعلم تسأل: ما فائدة هذا المبحث بالنسبة للمعلم؟
- في الحقيقة هناك مثل شائع يقول: (الحقيبة ذات الأذنين يحملها اثنان)، والمقصود أن العملية التعليمية لها طرفان أساسيان؛ هما المعلم والطلاب، فأنت إن أديت دورك ولم يقم الطلاب بدورهم باءت جهودك بالفشل، ومن ثم يجب تعريفهم بإستراتيجيات التعلم، أي تعريفهم كيف يتعلمون، وكيف يحتفظون بالمفردات في ذاكرتهم، وكيف يتفاعلون مع المهارات اللغوية، ولذلك فإن هذا المبحث من الأهمية بمكان لأنه يتضمن العديد من إستراتيجيات التعلم التي يجب علينا -نحن المعلمين- أن نتعرّفها، حتى نستطيع أن نكسبها لطلابنا. ويمثل الشكل الآتي تلخيصا للفكرة السابقة:
- يتعرض دارسو اللغة لمجموعة من المدخلات اللغوية التي يحاول المعلم إكسابهم إياها من خلال أدوات المنهج (المحتوى التعليمي، طرق التدريس، الوسائل التعليمية)، وأثناء تفاعل الطالب مع هذه المدخلات يقومون بمجموعة من العمليات العقلية الشعورية واللاشعورية مثل: التذكر والانتباه والإدراك والتحليل والاستنتاج والتقويم... إلخ. وتأتي إستراتيجيات التعلم لتدرب الطلاب على كيفية تنظيم هذه العمليات، وكلما زادت قدرتهم على فهم وتطبيق هذه الإستراتيجيات انعكس ذلك إيجابيا على نمو قدراتهم اللغوية استقبالا وإنتاجا.
- "ومصطلح المدخلات (Input) قد يتضمن مجموعة من خصائص المتعلمين والمعلمين مثل الذكاء (Intelligence) والجنس (Sex) والشخصية (Personality) وأساليب التعلم (Learning Styles) "[2]، لكن ما يعنينا في هذا المبحث التركيز على الإستراتيجيات التي تساعد الطالب على تحسين تفاعله مع العناصر والمهارات اللغوية.
أولا: ما أقسام إستراتيجيات التعلم؟[3]
يتضمن هذا القسم تصنيفا لإستراتيجيات التعلم من العام إلى الخاص، ومن الكل إلى الجزء بتفاصيلها، وذلك حتى يتصور المعلم العناصر الرئيسة وما يندرج تحتها من عناصر فرعية.
الجدول الآتي يوضح أقسام إستراتيجيات التعلم الأساسية:
إستراتيجيات التعلم |
||||||
الإستراتيجيات المباشرة (35) |
|
الإستراتيجيات غير المباشرة (27) |
||||
التذكرية |
المعرفية |
التعويضية |
فوق المعرفية |
التأثيرية(الوجدانية) |
الاجتماعية |
|
4 ثانوية |
4 ثانوية |
2 ثانوية |
3 ثانوية |
3 ثانوية |
3 ثانوية |
|
10 فرعية |
15 فرعية |
10 فرعية |
11 فرعية |
10 فرعية |
6 فرعية |
نلاحظ من الشكل السابق أن هناك مجالين:(الإستراتيجيات المباشرة، وغير المباشرة)، وأن هناك 6 أقسام رئيسة، يندرج تحت كل قسم عدد من الإستراتيجيات الثانوية، وكل إستراتيجية ثانوية يندرج تحتها عدد من الإستراتيجيات الفرعية، مثال: القسم الأول (الإستراتيجيات التذكرية)، يندرج تحتها أربع إستراتيجيات ثانوية، ويندرج تحت هذه الإستراتيجيات الثانوية الأربع عدد من الإستراتيجيات الفرعية مجموعها 10 إستراتيجيات فرعية... وهكذا.
- شبهت ربيكا أكسفورد الإستراتيجيات السابقة تشبيها رائعا، حيث تخيلت مسرحا، والإستراتيجيات المباشرة تشبه الممثلين الذين يؤدون مهامَّ محددة مع اللغة، وشبهت دور الإستراتيجيات غير المباشرة بدور المخرج المسرحي الذي يحفز الممثلين الذين يعملون في صورة تعاونية، والطلاب أنفسهم هم من سيحفزون ويدعمون ويقومون بدور المخرج.
- تختص الإستراتيجيات التذكرية باسترجاع المعلومات الجديدة، والإستراتيجيات المعرفية بفهم اللغة وإنتاجها، والإستراتيجيات التعويضية باستخدام اللغة برغم وجود فجوات فيما يعرفه الدارس (كالتخمين)، والإستراتيجيات فوق المعرفية تعمل على تنسيق عمليات التعلم، والإستراتيجيات التأثيرية لتنظيم الانفعالات، والإستراتيجيات الاجتماعية للتعلم مع الآخرين.
الإستراتيجيات المباشرة
تعرض الجداول الآتية الأقسام الرئيسة والفرعية لالإستراتيجيات المباشرة:
أقسام الإستراتيجيات التذكرية:
* الإستراتيجيات التذكرية (10) |
|||
أ- عمل روابط ذهنية
(3) |
ب- استخدام الأصوات والصور
(4) |
ج- المراجعة الجيدة (1) |
د- القيام بأداء حركي (2) |
1. تصنيف في مجموعات |
1. تصويرية |
المراجعة البنائية
|
1. تمثيل المعنى |
2. تداعٍ وتفصيل |
2. سيمانتية |
||
3. استخدام كلمات جديدة في نصوص |
3. استخدام كلمات مفتاحية |
2. استخدام أساليب ميكانيكية |
|
4. استغلال الأصوات الموجودة |
أقسام الإستراتيجيات المعرفية:
* الإستراتيجيات المعرفية (15 إستراتيجية) |
|||
أ- الممارسة (5) |
ب-استقبال وإرسال المعلومات (2) |
ج- التحليل والاستدلال (5) |
د- تنسيق المدخلات والمخرجات (3) |
1. التكرار
|
1. المعرفة الخاطفة للفكرة.
|
1. الاستنباطية
|
1. تدوين الملاحظات
|
2. التدريب الرسمي على النظام الصوتي والكتابي |
2. تحليل المصطلحات التعبيرية |
||
3. التعرف على الصيغ والتراكيب واستخدامها
|
2. استخدام المصادر لاستقبال وإرسال المعلومات
|
3. استخدام التحليل البيني
|
2. التلخيص
|
4. إعادة الربط |
4. الترجمة |
3. التركيز على الأجزاءالهامة |
|
5. الممارسة الطبيعية |
5. انتقال الأثر |
أقسام الإستراتيجيات التعويضية:
* الإستراتيجيات التعويضية (10 إستراتيجيات) |
|
أ- التخمين الذكي (2) |
ب- التغلب على القصور في التكلم والكتابة (8) |
1. استخدام تلميحات لغوية
|
1. الارتداد إلى اللغة الأم |
2. طلب المساعدة |
|
3. استخدام التمثيل الصامت أو الإشارات |
|
4. التجنب الكلي أو الجزئي للاتصال |
|
2. استخدام تلميحات غير لغوية
|
5. اختيار الموضوع |
6. تطويع أو تقريب الرسالة |
|
7. تخليق كلمات |
|
8. استخدام الوصف أو المرادفات |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
* هذا المقال مقتبس من كتاب الأساس في أساليب تدريس المهارات اللغوية لغير الناطقين بالعربية (أحمد حسن محمد علي. (2021). ط1. أنقرة، دار سون تشاك. ص: 115- 120. وفي أثناء جمع المراجع الخاصة بهذا المبحث لاحظ الكاتب أن أغلب البحوث العربية تعتمد على كتاب "إستراتيجيات تعلم اللغة" لربيكا أكسفورد، ولذا آثر الرجوع إلى المصدر مباشرة في معظم جوانب هذا المبحث.
1. أكسفورد، ربيكا.(1996). إستراتيجيات تعلم اللغة. ترجمة: السيد محمد دعدور، مكتبة الأنجلو المصرية. ص21.
2. المرجع السابق. ص: 17.
3. المرجع السابق. ص: 32-36.