أقامت جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في جاكرتا وجامعة تنجي الإسلامية الحكومية في بوكت وجامعة سلطان مولانا حسن الدين الإسلامية الحكومية في بانتين بالتعاون مع اتحاد مدرسي اللغة العربية في إندونيسيا، ندوة محوسبة حول تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة (High Order Thinking Skills) في تعليم اللغة العربية يوم الأربعاء 10 يونيو 2020م الموافق 18 شوال 1441هـ.
وشارك في هذه الندوة تسعة باحثين من جامعات مختلفة في إندونيسيا هم الدكتور محبب عبد الوهاب من جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في جاكرتا، والأستاذ الدكتور يايان نور بيان من الجامعة الحكومية في باندونج، والدكتورة سيتي صالحة من جامعة سلطان مولانا حسن الدين الإسلامية الحكومية في بانتين، والدكتورة زكية عارفة من جامعة مولانا ملك إبراهيم الإسلامية في مالنق، والدكتورة حفني بسطامي من جامعة غونونج جاتي الإسلامية الحكومية في باندونج، والدكتور هنيء محلية الصحة من الجامعة الحكومية في مالنق، والدكتور أمي برارة من جامعة سونان كاليجاغا الإسلامية الحكومية في جوكجاكرتا، والدكتور نصر الدين من جامعة سونان أمبيل الإسلامية الحكومية في سورابايا، والأستاذة زبيدة من الجامعة الإسلامية الحكومية في بوكت تنجي.
تحدثت في الجزء الأول من جلسة الندوة الدكتورة سيتي صالحة عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في تعليم المفردات. وقالت إن هذه المهارات التفكيرية يمكن تطويرها في تعليم المفردات من خلال عدة إستراتيجيات أهمها: اختيار المواد التعليمية من المفردات الشائعة، وشرح معنى المفردات من خلال سياق استخدامها، وتعليم المفردات من خلال ثلاث مراحل هي عرضها وشرحها للطلاب، ثم تدريبهم على استخدامها، ثم تقويم صحة استخدامها في آدائهم اللغوية.
وتحدث في الجزء الثاني من جلسة الندوة الأستاذ الدكتور يايان نور بايان عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في تعليم البلاغة. وقال إن هذه المهارات يمكن تطويرها من خلال تعليم البلاغة المتعدد الأبعاد الذي يشمل البعد المعرفي والبعد الوجداني والبعد النفسي الحركي. أما البعد المعرفي فيتمثل في شرح جوانب الفنون البلاغية المدروسة وفوائدها، وأما البعد الوجداني فيتمثل في تدريب الطلاب على الاستمتاع والتذوق بتلك الفنون، وأما البعد النفسي الحركي فيتمثل في عملية تدريب الطلاب على تطبيقها في أدائهم اللغوي الشفهي والكتابي. وذلك إلى جانب حسن اختيار المواد البلاغية وطريقة تعليمها ووسائل تعليمها ونظام تقويمها.
وتحدثت في الجزء الثالث من جلسة الندوة الدكتورة حفني بسطامي عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في التدريبات اللغوية. وقالت إن من إستراتيجيات تطبيق هذه المهارات في التدريبات اللغوية إعداد أسئلة التدريبات على ثلاثة أنواع هي الأسئلة التحليلية والأسئلة التقويمة والأسئلة الإبداعية. أما الأسئلة التحليلية فتهدف إلى تدريب الطلاب على وصف المواد وتنظيمها وإدراك معانيها الضمنية، وأما الأسئلة التقويمية فتهدف إلى تدريب الطلاب على تقييم المعاني والمعلومات اللغوية، وأما الأسئلة الإبداعية فتركز على تدريب الطلاب على الإنتاج اللغوي في صوره المتخلفة.
وتحدثت في الجزء الرابع من جلسة الندوة الدكتورة زكية عارفة عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في تعليم الإنشاء التحريري أو مهارة الكتابة. وقالت إن أهم خطوة في تطوير هذه المهارات في تعليم مهارة الكتابة هي تصميمها وتقديمها من خلال عملية تعليمية تستوعب جميع جوانب مهارة الكتابة وهي التفكير والإبداع وتحويل المعاني من ذهن الكاتب إلى صور التعبير المؤثرة. وبهذا التعليم المتعدد الجوانب يتدرب الطلاب على التفكير وتنظيم الأفكار ثم التعبير عنها بطريقة مبدعة، وكل هذا من سمات مهارات التفكير العالية الرتبة.
وفي الجزء الخامس من جلسة الندوة تحدثت الدكتورة هنيء محلية الصحة عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في تعليم الأدب العربي. وقالت إن هذه المهارات يمكن تطويرها من خلال أسلوب تعليم التذوّق الأدبي بالمناهج التحليلية والمناهج الإبداعية. أما المناهج التحليلية فتحتوي على المنهج النسوي والمنهج السيميائي والمنهج البنيوي والمنهج اللغوي والمنهج النفسي والمنهج الاجتماعي، وأما المناهج الإبداعية فتحتوي على الإبداعي التعبيري والإبداعي الإنتاجي والإبداعي الابتكاري والإبداع التجديدي والإبداعي التخيلي.
وتحدثت في الجزء السادس من جلسة الندوة الدكتورة أمي برارة عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في توظيف الألعاب اللغوية. وأشارت إلى بعض الخطوات لأجل تطوير هذه المهارات وهي: التخطيط و يقوم فيه المعلم بوضع الأهداف التعليمية واختيار الألعاب اللغوية المناسبة لها وإعداد الوسائل المعينة لتعليمها، ثم التنفيذ ويقوم فيه المعلم بتشكيل المجموعات وبيان نظام الألعاب وتقديم الألعاب النموذجية، ثم التقويم و يقوم فيه المعلم بإعلان نتائج الألعاب والمجموعة الفائزة، ثم الاختتام ويقوم فيه المعلم بتكريم الفائزين وتقديرهم وفتح باب الملاحظة والتغذية الراجعة من قبل الطلاب المشاركين.
تحدث في الجزء السابع من جلسة الندوة الدكتور نصر الدين عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في الاختبارات اللغوية. وقال إن هناك خطوات إجرائية يمكن أن يسير عيلها المعلم في تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في الاختبارات اللغوية، ومن أهمها حصر أسئلة الاختبار في ما يقيس مهارات الطلاب في التحليل والتقويم والإبداع سواء في اختبار الاختيار المتعدد أم اختبار المقال، وتجاوز الأسئلة التي تقيس مهاراتهم في الحفظ والمعرفة والاستيعاب. وذلك إلى جانب تقديم كل بنود أسئلة الاختبار من خلال المثير الواقعي على شكل نص يتناول الحياة الواقعية.
وتحدث في الجزء الثامن من جلسة الندوة الدكتور محبب عبد الوهاب عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في تعليم الترجمة. وقال إن تطويرها يمكن أن يتم من خلال عدة خطوات هي: تحديد أهداف واضحة من دروس الترجمة، واختيار مواد الترجمة المراد التدريب عليها، وتقسيم الطلاب إلى مجموعات يجري بينها درس الترجمة بأسلوب المناقشة، واستخدام الأساليب التعليمية التي تشجع جميع الطلاب على المشاركة، وعملية الممارسة والتدريب، وتقديم ترجمة نموذجية من قبل المعلم يقوم من خلالها بتقويم ترجمة الطلاب.
وتحدثت في الجزء التاسع من جلسة الندوة الدكتورة زبيدة عن تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في تقديم المحفوظات. وقالت إن تطوير هذه المهارات يمكن أن يتم من خلال عدة خطوات هي: التمهيد ويقوم فيه المعلم بذكر صاحب المحفوظة ومناسبتها وعناصر التشويق فيها من خلال الأسئلة، ثم عرض المحفوظة من خلال الكتاب أو الأوراق أو السبورة أو الشاشة، ثم قراءتها قراءة نموذجية تظهر معانيها من خلال التنغيم والنبر، ثم إعطاء فرصة لقراءة الطلبة فرديا وجماعيا مع تصحيح المعلم، ثم شرح المحفوظة ومناقشتها من حيث معانيها السطحية والضمنية.
وهذه هي الندوة الثانية من سلسلة ندوات حول تطوير مهارات التفكير العالية الرتبة في تعليم اللغة العربية، وقد شهدت مشاركة كبيرة من قبل العاملين في مجال تعليم اللغة العربية في إندونيسيا؛ حيث شارك فيها أكثر من 1200 مشارك.