اختبار الكفاءة الشفوية للغة العربية للناطقين بغيرها

الدكتور خالد أبو عمشة

باحث وخبير لغوي/معهد قاصد بالأردن

تمثل المقابلة الشفوية المعروفة اختصاراً بـ OPI الاختبار المقنن لمعايير المجلس الأميركي لتعليم اللغات الأجنبية وتوصيفاتها لمستويات الكفاءة لمهارة المحادثة في اللغات الأم والأجنبية على حدٍّ سواء، ولعلها من الاختبارات المقننة القليلة التي لاقت رواجاً في العالمين الغربي والعربي.

وهي مقابلة تروم قياس كفاءة المتعلم في اللغة الثانية أو الأجنبية على وجه الخصوص عبر مجموعة من الأسئلة التي تصعُب تدريجياً وتمثل وظائف اللغة التي تمثل مستوياتها.

وتكون في الغالب ما بين ربع ساعة إلى نصف ساعة، وتجري وجهاً لوجه أو عبر الهاتف أو السكايب أو أي وسيلة اتصال مناسبة أخرى.

يتوصل الممتحِن في نهايتها إلى إصدار حكم على كفاءة المتعلّم اللغوية ضمن مستويات "آكتفل" العشرة المعتمدة: مبتدئ أدنى، مبتدئ أوسط، مبتدئ أعلى، متوسط أدنى، متوسط أوسط، متوسط أعلى، متقدم أدنى، متقدم أوسط، متقدم أعلى، متميز.


وتتكون المقابلة من خمسة مراحل:                

-          الإحماء

-          التحقق

-          السبر

-          لعب الدور

-          الإنهاء

وتهدف مرحلة الإحماء إلى جمع المعلومات وبناء حصيلة من البيانات التي تساعد في بناء المقابلة، فضلاً عن إشعار الممتَحَن بالراحة، وبناء تصور مبدئي عن مستوى كفاءة الممتَحَن اللغوية، وطريقة نطقه ومخارج حروفه.

أمّا مرحلة التحقق فتهدف إلى تأسيس الأرضية للمتحَن، ومنح الممتَحَن الفرصة لإظهار مقدرته اللغوية بالتعامل مع المهام اللغوية التي تنتمي إلى المستوى الذي هو فيه أي تحقيق الأرضية. وينبغي أن تتنوع الموضوعات بشكل واسع قدر الإمكان حتى يبدو الأداء اللغوي فيها جميعاً ثابتاً غير متهدّل.

أمّا مرحلة السّبر فهي تبدأ حين يشعر الممتحِن بالرضا عن أداء الممتَحَن، بحيث يحاول أن يكتشف السقف الذي يمكن أن يبلغه الممتَحَن عبر تعريضه لأسئلة ومواقف تنتمي للمستوى الأعلى من مستواه. ويجب أن تستهدف هذه الأسئلة مستوى واحداً أعلى لا أكثر.

وتهدف أسئلة السبر إلى اكتشاف مواطن الضعف والخلل في الأنماط اللغوية التي تنتمي للمستوى الأعلى، عكس أسئلة التحقق التي تهدف إلى إبراز مكامن القوة والرصانة في لغة الممتَحَن على مستوى الأرضية.

وينبغي المراوحة في الموضوعات بين التي كان ثابتاً فيها في المستوى الأدنى وبين موضوعات أخرى متنوعة تنتمي للمستوى الأعلى، أي السقف.

أمّا مرحلة لعب الأدوار فهي تخدم بوصفها وسيلة إضافية للتحقق في مساعدة الممتَحِن في تأكيد مستوى الممتَحَن. وغالباً ما يكون ضرورياً أن يعقدها الممتحِن من المستوى المبتدئ الأعلى إلى المتقدم الأعلى.

أمّا مرحلة الإنهاء في اختبار المقابلة الشفوية، فهي تروم أن تعيد الممتَحَن إلى منطقة الراحة بعد التحقق من أرضيته وسبر مستواه الأعلى لكي تنتهي المقابلة بمشاعر إيجابية وراحة، فضلاً عن الشعور بالرضى عمّا استطاع إنجازه من كفاءة لغوية.

ومن المسائل المهمة التي ينبغي التنبه إليها في المقابلة مسألة التعطل اللغوي في الإجابة عن أسئلة التحقق والسّبر الذي تبرز ملامحه إذا اضطربت دقته اللغوية، أي تزايدت أخطاؤه وقلّت طلاقته، أي تراجع حديثه وقلّ، وتخلل الإجابة فترات من الصمت التي تشير إلى البحث عن المفردات والتراكيب ولربما الفكرة أيضاً، فضلاً عن استخدام بعض المفردات من لغته الأم أو أي لغة أجنبية أخرى يتحدثها، وتغيّر في حركات الجسم، وفشل في الالتزام بمعايير المستوى وتوصيفاته ومهامه اللغوية.

ويقوم الممتَحِن بالتحقق من الوظائف اللغوية وسبرها عبر المستويات الرئيسية الأربعة المعروفة في معايير المجلس الأميركي لتعليم اللغات الأجنبية: المبتدئ والمتوسط والمتقدم والمتميز. علماً بأن كل مستوى ينقسم إلى ثلاثة مستويات فرعية هي: أدنى وأوسط وأعلى إلاّ المستوى الأخير فيبقى واحداً كما هو، كما ذكرت آنفاً.


 

 

ووظائف المستويات الرئيسية بحسب معايير المجلس الأميركي هي:

-          المستوى المبتدئ

o      التعداد

o      استذكار المواد

o      العبارات المحفوظة

o      قوائم المفردات

o      أدنى مراحل التواصل

-          المستوى المتوسط

o      الخلق اللغوي

o      لعب الأدوار البسيطة

o      طرح الأسئلة والإجابة عنها

o      التعامل مع الحاجات اليومية

o      وصف البرنامج اليومي

o      وصف المحيط

-          المستوى المتقدم

o      السرد والوصف في الماضي والحاضر والمستقبل

o      المقارنة والمقابلة

o      الشرح والتفسير

o      إعطاء التعليمات

o      لعب بعض الأدوار المعقدة

-          المستوى المتميز

o      التجريد