كتابة (الاثنين) التي معناها اسم اليوم

ريحان شواري عدي سريانا

17/11/2021

السؤال :

لقد تبين لنا أن كلمتي (اثنان) و(اثنتان) من الأسماء العشرة التي هي من مواضع كتابة همزة الوصل. فكيف تكتب الاثنين التي معناها اسم اليوم؟ هل يكتب (يوم الاثنين) بهمزة الوصل أم (يوم الإثنين) بهمزة القطع؟

الجواب :

الهمزة في "الاثنين" المسمّى به أحد أيام الأسبوع تُكتَب همزة وصل كما كانت في الأصل؛ لأن هذه التسمية نقْلٌ للكلمة من اسم إلى اسم عَلَم وذلك لا يغيّر الهمزة.

وهذا هو مذهب جمهور النحاة واللغويّين وقد نصّ عليه سيبويه في الكتاب وابن مالك في شرح الكافية، وهو مبنيّ على قاعدة تقول إن الكلمة المبدوءة بهمزة وصل إذا نُقِلَت من معناها العام إلى الدلالة على اسم شيء معيّن (اسم عَلَم) لها حالتان:

1 - إذا كانت منقولة من فعل كُتِبَت همزتها همزة قطع فمثلا إذا سُمِّيَ شخص بـ"اعْلَمْ" كُتِب الاسم هكذا "إعْلَمْ".

2 - إذا كانت منقولة من اسم مبدوء بهمزة وصل كُتِبَت همزتها همزة وصل كما كانت في الأصل، فمثلا إذا سُمِّيَ شخص بـ"انتصار" كُتِب الاسم هكذا "انتصار".

وقد ذهب بعض المتأخّرين إلى كتابة الهمزة همزة قطع في أيّ كلمة تُنقَل إلى اسم علم.

والمذهب الأول أصحّ وأسهل؛ وبناءً عليه فإن كلمة "الاثنين" الدالة على اسم يوم تُكتَب بهمزة وصل، وكذلك المصادر التي شاعت التسمية بها في العربية الحديثة نحو: انتصار، وابتسام.

للتوسّع:

قال سيبويه في هذا باب أفعل من الكتاب (3/ 199):
"
وإذا سمَّيت رجلاً بإضرب أو أقتل أو إذهب لم تصرفه وقطعت الألفات حتَّى يصير بمنزلة الأسماء، لأنك قد غيِّرتها عن تلك الحال. ألا ترى أنك ترفعها وتنصبها وتقطع الألف؛ لأن الأسماء لا تكون بألف الوصل، ولا يحتج باسمٍ ولا ابن لقلّة هذا مع كثرة الأسماء...

وإذا جعلت إضرب أو أقتل اسماً لم يكن له بدٌّ من أن تجعله كالأسماء، لأنَّك نقلت فعلا إلى اسم. ولو سمَّيته انطلاقا لم تقطع الألف، لأنَّك نقلت اسما إلى اسم".

وقال ابن مالك في باب ما ينصرف وما لا ينصرف من شرح الكافية (3/ 1466):
"وإذا سُمّيَ بما أوله همزة وصل قطعت الهمزة إن كانت في منقول من فعل، وإلا استصحب وصلها. فيقال في "اعلم" إذا سُمّي به: "هذا إعلم" و"رأيت إعلم"، ويقال في "اخرج" إذا سُمّي به: "هذا أُخرج".

ويقال في المسمى بـ"اقتراب" و"اعتلاء": "هذا اقتراب"، و"رأيت اقترابا" و"هذا اعتلاء" و"رأيت اعتلاء"؛ لأنه منقول من اسمية إلى اسمية".