لماذا تسمى الأفكار والتصورات التي نؤمن بها "عقيدة"؟

الأستاذ عمار يحيى

محرر لغوي بموقع الجزيرة الإلكتروني

لماذا تسمى الأفكار والتصورات التي نؤمن بها "عقيدة"، هل لأن الكلام عنها "معقّد"؟ وما العلاقة بين عِقد المرأة والنفاثات في العُقد؟

الجذر (ع ق د) يدل على معنى: الشد والإيثاق.

لذلك فإنك تعقد الحبل فتكوّن فيه "عُقدة"، وتعقد الأمل على شيء ما وتعلقه به. والمرأة تعقد حول عنقها الطوق أو القلادة وتسميه "العِقد".

ونحن نستعيذ بالله من شرّ "النفاثات في العُقَد"، وهنّ الساحرات اللاتي يعقدن سحرهن بالخيوط.

و"المعاقدة" هي: الميثاق والمعاهدة، لذلك يسمى توثيق الزواج والبيع والتوظيف وغيرها "العَقد"، ويدخل فيه ما يكون بين المؤسسات والدول من عهود وعقود، وقد أمر الله تعالى بالإيفاء بها جميعا، فقال: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود".

 و"عقد اليمين": توكيدها، وهي غير يمين اللغْو، فالله تعالى لا يؤاخذ باللغو في اليمين "ولكن يؤاخذكم بما عقّدّتم الأيمان".

والكلام "المعقّد" هو الذي يتكلف صاحبه في جعله غامضا، كأن لسانه "معقود"، فهو لا ينطق كلاما واضحا.

 وإذا آمن المرء بجملة من المبادئ والأفكار والتصورات صارت "عقيدة" له، كأن قلبه انعقد عليها ولزمها.

 و"العقيد" في أيامنا رتبة عسكرية، لكن العرب كانوا يسمون الحليف عقيدا (كأنه معاقد).

 وكما أن الحبال والخيوط تتشابك حتى تتكون فيها "العُقَد"، فإن النفوس أيضا تتكون فيها العُقَد، لكن عُقَد النفوس -نعوذ بالله منها- يصعب حلها.

 #جذرـوكلمات