من أبرز عوامل نجاح العملية التعليمية وجود المعلم المتمرس في التعليم، ولعل أهم عامل في نقص توافر هؤلاء المعلمين المتميزين هو قلّة الدّعم الذي يحصلون عليه، وقد أشارت دراسات عديدة إلى أنّ فعالية المعلم في التدريس تتضاعف حين يحظى بدعم الإدارة والزملاء من حوله. لذلك فإن العمل في بيئة يحظى المعلم فيها بمكانة رفيعة، واحترام كبير، ودعم متواصل، من الزملاء والطاقم الإداري، سوف يوفر لك المعلم المتميز في التدريس، وعليه فإنك لا تتوقع في هذه المؤسسة إلا النجاح بل التميز نفسه إن شاء الله. ويبقى السؤال كيف يمكن أن نسرّع عملية التمرّس هذه في تدريس العربية للناطقين بغيرها.
1. سجّل
لكي تكون معلّماً متمرساً في أسرع وقت وأقصره فإنك بحاجة إلى تقييم قدراتك التدريسية، وإنّ تسجيل درس حقيقي لك بالصوت والصورة أو بالصوت على أقل تقدير سيوفر لك فرصة تقييم قدراتك التدريسية بنفسك، فما عليك إلا أن تعيد مشاهدة الدرس المصوَّر لتجد أنك نفسك سوف تعيد النظر في مجموعة كبيرة من إستراتيجياتك التدريسية، كما يمكنك أن تطلب من زميلك أن يقوم بمشاهدة الفيديو ومناقشته في محتواه، وفي التغييرات التي تفكر في إجرائها في ضوء تقييمك الذاتي، ومن المهم في هذه الحالة تكرار هذه العملية التي سوف تسرّع بلا شك عملية تطوير مهاراتك التدريسية وتجعلك معلماً متمرساً في أسرع وقت ممكن، وإنّ مشاهدة فيديوهات الزملاء كذلك سوف تساهم بشكل فعال في وصولك إلى مبتغاك في أقصر وقت ممكن.
2. تأمّل
يعتقد جون ديوي أحد أبرز رجالات التربية والتعليم المعاصرين أن التأمل نفسه بوصفه عملية تفكيرية يعد من أهم الوسائل في تطوير الذات خصوصاً والتعليم عموماً، فلا بد للمعلم الذي يسعى نحو التميز من أن يتفكر ويتأمل فيما يُقْدِمُ عليه، وكذلك يفكر فيه ويتأمله في أثناء قيامه به، بله بعد الانتهاء منه، وإنّ التأمل في الفيديو الذي يسجله المعلم لنفسه سيكون أفضل طريقة، وأسرع وسيلة لبلوغ مرحلة التمرّس في تدريس العربية للناطقين بغيرها، فكما سبق القول ابدأ بملاحظة نفسك فيما قمت به من خطوات وإجراءات ويمكن أن توسع الدائرة بحسب الراحة النفسية التي تشعر بها مع مرور الوقت.
3. شارك
إنّ التأمل الذاتي خطوة قوية وفعالة في تطوير المعلم لقدراته ومهاراته، وإن مشاركة ما قمت به، ويقوم به زملاؤك من أجل الحصول على تغذية راجعة بنَّاءة هو أمر في غاية الأهمية من أجل تطوير القدرات وبناء المهارات وبلوغ مرحلة التميز في تعليم العربية للناطقين بغيرها، ويعد التسجيل وتشكيل مكتبة فيديوية من الدروس العملية في المؤسسة التي تعمل فيها فرصة لتشكيل مكتبة يتم مراجعتها للحصول على نماذج رائعة من التدريس، والاستفادة منها في استبعاد النماذج التي لا تتمتع بجودة عالية بحيث لا تقع في مثلها.
4. ادعم
إنّ دعم الزميل والمنسق والمدير لمعلم العربية أمر ملح وحيوي وضروري في عملية التعليم، فكيف يقوم كل هؤلاء الأطراف بهذا الدعم. يقوم دعم الزميل عبر مشاركته الخبرات والتجارب وتوجيه الملاحظات ومناقشة المشكلات ووضع الحلول لها بطريقة أخوية وبناءة، أمّا المنسق أو المشرف فيكون عبر تقديم النصائح والتوجيهات القبلية والبعدية، أي قبل بداية التدريس وفي أثنائه وبعده بحكم خبرته ومعرفته فيما يدرسه المعلم، أمّا الإدارة فيكون دعمها عبر مناقشة التقييمات والتغذية الراجعة التي تحصل عليها من الطلبة حيث يمكن أن تكون هذه الملاحظات ثرة في إعادة توجيه دفة التدريس، ومن ملامح الدعم الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات.
5. كرّر
من أجل إبقاء عجلة التطور مستمرة لا بد من الاستمرار في عملية التسجيل والسير في خطواتها السابقة والاستفادة منها، فالتكرار يساعد في تعزيز وتشكيل المقدرة التي يسعى خلفها المدرس. إنّ عملية التمرس في التعليم تتحق حين يكون المعلمون أنفسهم متعلمين مدى الحياة.