لغة الإعلام | المتوسط الأعلى
رغم التحذيرات المتواصلة من مخاطر الذكاء الاصطناعي، يستمر العمل على تطوير هذه التقنية بشكل متسارع ودون النظر إلى تلك التحذيرات أو المخاوف.
تنقسم المخاوف من الذكاء الاصطناعي إلى قسمين، الأول يرى فيه تهديدا مباشرا لوظائف البشر بحيث يتسبب ببطالة كبيرة جدا في قطاعات عمل عديدة، والقسم الثاني يرى فيه تهديدا مباشرا لحياة البشر أنفسهم، حيث إنه قد يتفوق عليهم ذكاء ويتولى في النهاية السيطرة كما يحدث في أفلام الخيال العلمي.
وبالنسبة لمعظم الخبراء، فإن القسم الأول متوقع الحصول لكن القسم الثاني بعيد جدا وليس واقعيا، وذلك أن حلول الآلة مكان البشر بدأت بوادره بالظهور منذ سنوات في العديد من الصناعات والمهن، لكن المخاوف تدور بشأن انتقال الآلة لتولي مهام كان يعتقد منذ سنوات أنها حصرية على البشر مثل قيادة السيارات والمحاماة والصحافة ووظائف الوسطاء في قطاعات البنوك والضمان وغيرها.
رَغْمَ التَّحْذِيرَاتِ الْمُتَوَاصِلَةِ مِنْ مَخَاطِرِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، يَسْتَمِرُّ الْعَمَلُ عَلَى تَطْوِيرِ هَذِهِ التِّقْنِيَّةِ بِشَكْلٍ مُتَسَارِعٍ وَدُونَ النَّظَرِ إِلَى تِلْكَ التَّحْذِيرَاتِ أَوْ الْمَخَاوِفِ.
تَنْقَسِمُ الْمَخَاوِفُ مِنَ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ إِلَى قِسْمَيْنِ، الْأَوَّلُ يَرَى فِيهِ تَهْدِيدًا مُبَاشِرًا لِوَظَائِفِ الْبِشَرِ بِحَيْثُ يَتَسَبَّبُ فِي بِطَالَةٍ كَبِيرَةٍ جِدًّا فِي قِطَاعَاتِ عَمَلٍ عَدِيدَةٍ، وَالْقِسْمُ الثَّانِي يَرَى فِيهِ تَهْدِيدًا مُبَاشِرًا لِحَيَاةِ الْبِشَرِ أَنْفُسِهِمْ، حَيْثُ إِنَّهُ قَدْ يَتَفَوَّقُ عَلَيْهِمْ ذَكَاءً وَيَتَوَلَّى فِي النِّهَايَةِ السَّيْطَرَةَ كَمَا يَحْدُثُ فِي أَفْلَامِ الْخَيَالِ الْعِلْمِيِّ.
وَبِالنِّسْبَةِ لِمُعْظَمِ الْخُبَرَاءِ، فَإِنَّ الْقِسْمَ الْأَوَّلَ مُتَوَقَّعُ الْحُصُولِ لَكِنَّ الْقِسْمَ الثَّانِيَ بَعِيدٌ جِدًّا وَلَيْسَ وَاقِعِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ حُلُولَ الْآلَةِ مَكَانَ الْبِشَرِ بَدَأَتْ بَوَادِرُهُ فِي الظُّهُورِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ فِي الْعَدِيدِ مِنْ الصِّنَاعَاتِ وَالْمِهَنِ، لَكِنَّ الْمَخَاوِفَ تَدُورُ بِشَأْنِ انْتِقَالِ الْآلَةِ لِتَوَلِّي مَهَامَّ كَانَ يُعْتَقَدُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ أَنَّهَا حَصْرِيَّةٌ عَلَى الْبَشَرِ مِثْلَ قِيَادَةِ السَّيَّارَاتِ وَالْمُحَامَاةِ وَالصِّحَافَةِ وَوَظَائِفِ الْوُسَطَاءِ فِي قِطَاعَاتِ الْبُنُوكِ وَالضَّمَانِ وَغَيْرِهَا.