مشاهدي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم في حلقة جديدة من المرصد، وفيها تتابعون:
عجائب كورونا السبع: الناس في الحجر، الحيوانات في الشوارع، والأرض تتنفس الصعداء!
أهلا بكم، الناس في بيوتهم والحيونات البرية في الشوارع، تبادل أدوار كان يمكن أن يحدث فقط في فيلم للخيال العلمي، لكن الصور المتداولة على الشاشات وفي مواقع التواصل تؤكد أن تغيرات مدهشة تحدث هذه الأيام على الكوكب الأزرق.
بالنسبة للقابعين في منازلهم هي فيديوهات طريفة للترويح عن النفس، أما بالنسبة إلى خبراء البيئة فهي نقطة ضوء وسط عتمة كورونا. تؤكد صور الأقمار الصناعية أن حالة المناخ على الأرض تستعيد توازنها بعد عقود من الاعتداء المنظم عليها، فهل الحياة على الأرض تصبح أفضل عندما يلزم الناس بيوتهم؟
قصتنا الأولى لهذا الأسبوع تعرض للمعلومات والصور وتحاول أن تجيب:
أسراب النورس والبجع تجتاح أحد شواطئ البيرو، لم يكن هذا المشهد يدور بخيال علماء البيئة قبل بضعة أشهر، فقط زمن الحجر والحظر جعله ممكنا.
أقفل الناس بيوتهم على أنفسهم؛ لتأخذ الحيوانات البرية راحتها في غزو المدن والأحياء والحدائق العامة.
الماعز البرّي يمرح بحرية في بعض مدن مُقَاطَعَةِ ويلز البريطانية. القردة الباحثة عن الطعام واللهو تَجْتَاحُ الشوارع في تايلند. الخنازير الوحشية تَجَولُ في شوارع باريس، والدِّبَبَة تقوم بِجَوْلَتِهَا في هدوءٍ بين السكان في كاليفورنيا. ظهرت حيوانات غريبة في الهند، وأخرى متوحشة في بعض المدن الأمريكية، وفَيْضُ الصُّورِ القادمة من مختلف أنحاء العالم لا يتوقف.
قبل كورونا هكذا كان إيقاع الحياة الطبيعية. في غُضُونِ أسابيع قليلة فقط تغير وجه العالم، وشُلّت حركته بالكامل تقريبا، خَمَدَتْ المدن وسكنت الشوارع وأغلقت الكثير من المصانع.
حَصَدَ وَبَاءُ كورونا أرواح عشرات الآلاف، وحبس ملايين السكان في المنازل والمستشفيات. لكن تلك المأساة ورغم جَسَامَة ضريبتها على حياة الإنسان، كان لها وجه مضيء أصبح واضحا لخبراء البيئة، وموضوعا يعود كثيرا على وسائل الإعلام.
حالات الإغلاق والتدابير الصارمة لمكافحة انتشار فيرس كوفيد-19 جعلت الطبيعة تلتقط أنفاسها، تحسنت جودة الهواء وانخفضت نِسَب التلوث بمعدلات غير مسبوقة في العديد من الدول وخصوصا نادي كبار المُلَوِّثين وفي مقدمتهم الصين والولايات المتحدة.
في الصين تحديدا كشفت صورُ وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية تَراجُعَ معدلات التلوّث، وأظهرت الخرائط انخفاضا واضحا في مستويات ثاني أكسيد النتروجين الذي ينبعِث من عَوادِم السيارات ومحطات توليد الطاقة والمنشآت الصناعية والمضرّ الأساسي بطَبَقَة الأوزون.
في القارة الأوروبية جاءت البيانات مؤكدة تحسن درجة نقاء الهواء في دول مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، إذ أدت سياسيات الإغلاق التام وما رافقها من تدنّ في النشاط الاقتصادي إلى هبوط كبير في انبعاث الغازات السامّة.
مدينة البندقية الإيطالية أو المدينة العائمة -كما تُعرَف أيضا- تَحقَّق لها ما لم يكن مُمْكِنًا على مدى تاريخها الطويل؛ فللمرة الأول أمكن رؤية القنوات المائية في المدينة، وقد أصبحت نقية بشكل غير مسبوق.
هل الحياة البيئية على الأرض أفضل بدون الإنسان؟ سؤال مُوارِب في زمن كورونا، حيث تكثر الأسئلة وتؤجل الإجابات.
لكن الأمر واضح بالنسبة إلى علماء البيئة، بقاء سكان العالم في الحَجْر المنزليّ لفترات أطول يُوَفِّر فرصة نادرة كي يستعيد الكوكب الأزرق تَوازُنَه المفقود.