السؤال :
إذا أضيفت الصفة إلى الموصوف تحرّرت من قيد المطابقة: أعني: هل يجوز أن نقول: (صغيرة الذنوب) و(صغير الذنوب) و(صغائر الذنوب)؟
قال عليه الصلاة والسلام: ومن سيء الأسقام
الجواب :
إضافة الصفة إلى الموصوف جائزة في بعض الاستعمالات، ومنها قول الشاعر:
إنا مُحَيّوك يا سَلمى فَحَيِّينا * وإنْ سَقيتِ كرامَ النّاسِ فاسْقِينا
حيث أضاف الصفة "كرام" إلى الموصوف بها، والأصل الناس الكرام أو الكرام من الناس.
ويشترط بعض النحاة في جواز إضافة الصفة إلى الموصوف أن يمكن تقدير "من" بين المضاف والمضاف إليه، مثل دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي ذكرتم "اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ"، أي ومن السيّئ من الأسقام. ومثل قوله أيضا "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النِّفَاقِ وَالشِّقَاقِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَخْلَاقِ"، أي من السيّئ من الأخلاق.
ولا يلزم هنا أن تطابق الصفة الموصوف في العدد فيمكن أن يضاف المفرد إلى الجمع والجمع إلى الجمع كما في الأمثلة السابقة، لكن ينبغي مراعاة سلامة المعنى واستقامة التركيب.
أما المثال الذي ذكرتم فالصواب فيه هو صغائر الذنوب. وهذا هو الأسلوب الأكثر استعمالا في العربية، ومنه قولهم: مكارم الأخلاق، وعظائم الأمور، وشدائد الزمن.