السؤال :
هلا تشرحون لنا المزيد عن عطف البيان والفرق بينه وبين البدل وما حكمه؟
الجواب :
عطف البيان
عطف البيان في اصطلاح النحاة هو اسم جامد (غير مشتق) تابع يوضح الاسم المتبوع ويبين ما يقصده المتكلم به، ومن أمثلته قول الله تعالى تعالى "أو كفّارةٌ طَعامُ مَساكينَ"، وقول الراجز: أقسم بالله أبو حفص عمر.
الفرق بين البدل وعطف البيان
البدل وعطف البيان متشابهان من حيث الدلالة والتركيب، فكل ما يعرب عطف بيان يجوز إعرابه بدلا ما عدا صور قليلة يقول النحاة إن البدل لا يصحّ فيها، وهي صور افتراضية تقوم على الحذف والتقدير.
وقد اعترض بعض النحاة على التفريق بين البدل وعطف البيان واعتبرهما بابًا واحدًا، ولتوضيح ذلك نقدم إليك طرفًا ممّا ذكره الدكتور فاضل السامرائي عن هذه المسألة في كتابه "معاني النحو 3/ 213":
"عطف البيان عند النحاة تابع يوضح، أو يخصص مبتوعه، غير مقصود بالنسبة لا يكون مشقا، ولا مؤولا بالمشتق، نحو: أقبل أبو محمد خالد، و أقسم بالله أبو حفص عمر، ونحو: {ويُسقى من ماءٍ صديدٍ} [إبراهيم: 16]، وقوله: {أو كفارةٌ طعامُ مساكين} [المائدة: 95].
فالغرض من عطف البيان توضيح المتبوع أو تخصيصه، فالمتبوع على هذا أهم لأنه إنما جيء بالبيان لقصد إيضاحه...
فهو شبيه بالبدل المطابق، غير أنهم يفرقون بينهما بأن المهم في البدل هو الثاني، وأما المهم في البيان فهو الأول، وإنما ذكر الثاني إيضاحا للأول وتفسيرا له، فإذا قلت: (أقبل أخوك محمد) وكان اهتمامك بالثاني أعرب بدلا، وإن كان اهتمامك بالإخوة أعرب الثاني عطف بيان.
وفرقوا بينهما فروقا أهمها:
أن عطف البيان لا يكون ضميرا، ولا تابعا لضمير بخلاف البدل.
وأن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره، ولا يختلف في جواز ذلك في البدل.
وأنه لا يكون جملة، ولا تابعا لجملة، بخلاف البدل.
وأنه لا يكون فعلا، ولا تابعا لفعل، بخلاف البدل
ثم إن البيان ليس على نية إحلاله محل الأول بخلاف البدل، ولهذا امتنع البدل وتعين البيان في نحو: (يا زيد الحارث) لأنك لا تقول: (يالحارث) وامتنع البدل وتعين البيان في نحو (يا سعيد كرز) بالرفع أو (كرزا) بالنصب بخلاف (يا سعيد كرز) بالضم فإنه بدل. وفي نحو (أنا الضارب الرجل زيد) لأنك لا تقول (أنا الضارب زيد) عند الجمهور، وفي نحو (زيد أفضل الناس الرجال والنساء) لأن اسم التفضيل إذا قصد به الزيادة على من أضيف إليه يشترط أن يكون منهم، فلا يصح أن تقول (زيد أفضل النساء) ففي كل ذلك يتعين البيان ويمتنع البدل...
ثم إن عطف البيان ليس في التقرير من جملة أخرى بخلاف البدل، ولهذا امتنع أيضا البدل وتعين البيان، في نحو قولك (هند قام عمرو أخوها) لأن البدل على تقدير (هند قام عمرو قام أخوها) فتكون جملة الخبر بلا رابط وهو لا يجوز.
وقد أجازوا إعراب عطف البيان، بدل كل من كل، إذا لم يكن ثمة مانع من الموانع المذكورة.
والحق فيما أرى أن هذا ضرب من التعسف، ولا أرى عطف البيان إلا البدل، ولا داعي لادعاء الفروق بينهما، ويمكن الاكتفاء بباب واحد هو البدل أو البيان، وكل ما قيل في البدل يمكن أن يقال في البيان وبالعكس، واصطلاح البدل أولى".