العنقدة في تعليم العربية للناطقين بغيرها
Clustering
يجمع الباحثون على أن المكون المعجمي يمثل العمود الفقري في عملية اكتساب اللغة الثانية، لذلك تعددت مذاهب التعامل مع المفردات الجديدة في مناهج تعليم اللغات الأجنبية من أجل تحقيق أفضل عملية اكتساب لها.
ومن المذاهب المتداولة في الكتب التعليمية تقديم المفردات بحسب ورودها في النص القرائي أو المسموع، أو بحسب الترتيب الأبجدي لها، أو بحسب القوائم المتشابهة (المجموعات المحورية) أو الحقول الدلالية أو الموضوعية أو الجذور إلخ.
ومن التساؤلات المطروحة في مجال اكتساب اللغة الثانية، هل يتعلّم الدارسون الكلمات الجديدة حسب نظام العنقدة الدلالية (الموضوعية) على نحو أفضل من تعلمهم الكلمات غير المترابطة؟ وقد قام فولس بدراسة هذا الموضوع في كتابه القيم "مفاهيم خاطئة حول تعلّم وتعليم المفردات" الذي قام بترجمته إبراهيم القرني. يقول فولس: لقد أظهرت الدراسات أن تقديم المفردات وفق المجموعات الدلالية يعيق عملية تعلّم المفردات، ولا سيما في مراحل التعليم الأولى، وأن العنقدة أي التنظيم الموضوعي للمفردات أجدى وأنفع من التنظيم الدلالي.
ونقصد بالعنقدة أن تقدم الكلمات الجديدة التي تدعم السياق/ الموضوع المنوي تدريسه أو الحديث عنه أو قراءته، ومن أمثلة ذلك لو أردنا أن نجري درساً في المحادثة عن البيئة، فكيف ينبغي أن نقدم الكلمات الجديدة التي تساعد المتعلم على اكتسابها وتعلمها فهماً وإنتاجاً؟
هذا مثال عملي تطبيقي للمفردات التي نحتاج إليها للحديث عن موضوع البيئة، والفكرة الأساسية في الموضوع أنه لو وردت كلمة محيطات على سبيل المثال فإننا لا نحتاج إلى تقديم البحر والنهر والبحيرة والجدول كما جرت عليه العادة:
• البيئة
• التلوث
• الضوضاء
• المحميات
• نظيفة
• استهلاك
• الكائنات الحية
• فضلات
وهكذا دواليك.
وما ينبغي التأكيد عليه حول عملية تقديم المفردات وتنظيمها في كل درس من الدروس هو عدم تقديمها في مجموعات دلالية بل ينبغي تقديمها باستخدام طريقة العرض الموضوعي (المحوري) قدر الإمكان. ونقدم فيها الكلمات الشائعة على الأقل شيوعاً.
وهذا ما كان قد طرحه كاتب هذه السطور في ضرورة ربط الكلمات وتنظيمها بالوظائف اللغوية في بحث له بعنوان المفردات والتراكيب اللغوية عبر المستويات اللغوية في ضوء الإطار المرجعي الأوروبي المشترك" نشر ضمن أعمال المؤتمر الدولي الأول في مركز اللغات بالجامعة الأردنية تحت عنوان: أنساق اللغة والسياقات الثقافية في تعليم اللغة العربية، 2014، حيث أكد ضرورة تخير المفردات وتنظيمها في ضوء الوظائف اللغوية بحسب الإطار الأوربي المرجعي المشترك أو معايير المجلس الأمريكي (آكتفل). وهي صورة أدق وأنجع في تنظيم المفردات بحسب الموضوع المحوري والوظيفة اللغوية معاً.