الإضافة تركيب من التراكيب الكثيرة الاستخدام، حيث يلجأ المتكلم إلى هذا التركيب لتعريف الاسم المضاف أو تخصيصه وإخراجه من دائرة التنكير والعموم إلى دائرة التعريف والتحديد.
ومن أهم أحكام الإضافة في اللغة العربية:
- تجريد المضاف من التنوين ومن نونَي المثنى والجمع، فالكلمات "مدرسٌ، مدرسان، مدرسون" عند إضافتها إلى "النحو" مثلا تصبح: "مدرسُ النحو، مدرسَا النحو، مدرسُو النحو".
- تجريده من أداة التعريف في أغلب الحالات، فعند إضافة "الكتاب" إلى اللغة العربية مثلا نقول: كتاب اللغة العربية.
- أن المضاف يعرب بحسب موقعه ووظيفته في الجملة، أما المضاف إليه فيكون مجرورا دائما، مثل: هذا كتابُ النحوِ، قرأت كتابَ النحوِ، استفدت من كتابِ النحوِ.
وإذا كانت هذه الأحكام متداولة معلومة من النحو بالضرورة، فإن في التركيب الإضافي أحكامًا ومسائلَ تشكل على كثير من المتعلمين والكتاب منها مثلا دخول "أل" على المضاف.
متى يجوز دخول أداة التعريف على المضاف؟
الأغلب في التركيب الإضافي أن تحذف أداة التعريف من المضاف كما تقدم، لكن يستثنى من ذلك أن يكون المضاف وصفا (اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة) مضافا إلى فاعله أو مفعوله مثل: الطاهر القلب، الليّن الجانب. ومنه قول عنترة بن شداد:
ولقد خشِيتُ بأنْ أموتَ ولَمْ تَدُرْ * لِلْحَرْبِ دائِرَةٌ عَلَى ابْنَيْ ضَمْضَمِ
الشاتِمِيْ عِرْضِي ولمْ أشْتُمْهُما * والنَّاذِرَيْنِ -إذَا لَمْ أَلْقَهُمَا- دَمِي
ومن التراكيب الشائعة المخالفة لهذه القاعدة في العربية المعاصرة (لغة الإعلام) قولهم: القوات متعددة الجنسيات، الأطفال متوسطي الذكاء، التصوير ثلاثي الأبعاد.
والصواب أن تدخل أداة التعريف على المضاف في هذه التراكيب فتصبح: القوات المتعددة الجنسيات، الأطفال المتوسطي الذكاء، التصوير الثلاثي الأبعاد؛ وذلك لأن المضاف هنا نعت لمعرفة والنعت يطابق المنعوت في التعريف والتنكير، ولأنه وصف من النوع الذي يغتفر تعريفه بالأداة إذا كان المضاف إليه معرفا بها أو مضافا إلى معرف بها كما يقول ابن مالك في ألفيته:
وَوَصْلُ أَلْ بِذَا الْمُضافِ مُغْتَفَرْ * إنْ وُصِلَتْ بِالثَّانِي كَالْجَعْدِ الشَّعَرْ
أَوْ بِالَّذِي لَهُ أُضِيفَ الثَّانِي * كَزَيْد الضَّارِب رَأْسِ الْجانِي