يواجه كثير من معلمي العربية لغة ثانية إشكالية حديث الطالب بلغته الأم أثناء الدرس وعدم بذل الجهد في الحديث بالعربية، ويزداد الأمر سوءا عندما يستعمل الطالب لغته الأم في الكلمات المعروفة لديه والشائعة المتداولة في أثناء الدرس. وهو ما يجب على المعلم أن يسعى سعيا حثيثا لمعالجته والحد منه.
وهناك تعابير إذا استمر الطالب في استعمالها بلغته الأم فهذا يعني أن هناك خللا قائما ينبغي معالجته من قبل المعلم.
ومن هذه التعابير الممهة:
ـ1ـ من فضلك
ـ2. هل يمكن أن
ـ3. مرّة أخرى
4ـ ما سمعتُ
5ـ نسيتُ
6ـ هناك شيء
ـ7. لا أعرف
ـ8ـ أريد أن أسأل
9ــ عذرا عن التأخير
10ـ ما معنى؟
إضافة إلى الجمل الشائعة (افتح الكتاب / ضع القلم / استمع إلى النّص / لا تتكلم الآن / بقي 10 دقائق / الأسبوع القادم...).
وذلك لأن هذه التعابير شائعة الاستخدام بكثرة أثناء الدرس، وإذا وجد المعلم أن الطالب يكثر استخدام ترجمة هذه الكلمات فعليه أن يعالج هذا الخلل في أسرع وقت حتى لا يتفاقم الأمر، ولا يستطيع الطالب أن يقاوم سيطرة لغته الأم؛ مما ينعكس سلبا على حديثه باللغة الجديدة المستهدفة.
ولذلك نجد كثيرا من المتعلمين يستعملون الترجمة لكلمات بسيطة مع معرفتهم لها بالعربية وذلك لأنهم يلجؤون إلى السهولة في الحديث من خلال استخدامهم الكلمات الأكثر حضورا في أذهانهم بلغتهم الأم.
ومن هنا فعلى المعلم ألا يتهاون في هذا الأمر، وأن يلجأ إلى لطرق التي تحد من حديثهم باللغة الأم قدر المستطاع.
وكثيرا ما أقول لطلابي تكلموا بالعربية ولو خطأ، ولا تستخدموا لغتكم إلا فيما لا تعرفونه من الكلمات العربية، وعندما يتحدث طالب بكلمة بلغته الأم وهو يعلم معناها فلا أقبل ذلك وأسأله عن معناها بالعربية وأطلب منه أن يكررها مرّات.
وأذكر أنني طلبت من أحد الطلاب أن يكرر كلمة ذكرها بلغته -مع معرفته إياها بالعربية- خمسين مرّة. وقلت لطالب آخر: إذا قلت لي كلمة (معلمي) بغير العربية، فعليك أن تكتبها مائة مرّة، وقد كان ذلك حتى تركها تماما.
ومن الأهمية بمكان كذلك أن يعتني المعلم بفهم طلابه لصيغة السؤال وأن لا ينتقل إلى الأسئلة والتدريبات مباشرة حتى يتأكد من معرفة طلابه صيغة السؤال وليس فهم شكل السؤال فقط، ويظهر أثر ذلك عند أدائهم للاختبارات فتجد كثيرا منهم يعلم الجواب لكنه لم يفهم السؤال بشكل صحيح، وكما يقال فهم السؤال نصف الإجابة.