نتحدث في هذا المقال عن تدريس الأصوات والحروف العربية[1]، حيث يعد تدريس الأصوات والحروف اللبنة الأولى في تدريس اللغات عامة ومنها العربية، وأول ما يجب على المعلمين معرفته المصطلحات الآتية:
1- ما الفرق بين الفونيم والمورفيم والمقطع؟
- الفونيم: أصغر وحدة صوتية ليس لها معنى، ويتغير معنى الكلمة بتغيرها، وقد تكون حرفا أو حركة.
مثال: كلمة (قلب)؛ فإن حرف (ق) يعد فونيما ليس له معنى في ذاته، وإذا استبدلنا الكاف بالقاف تغير معنى الكلمة إلى (كلب). مثال ثانٍ: كلمة (كَتَبَ)؛ فإنها مكونة من ستة فونيمات: (ك، فتحة، ت، فتحة، ب، فتحة). مثال ثالث: (بَر، بِر، بُر)؛ فإن كل كلمة يتغير معناها بتغير الحركة التي تعد فونيما.
- المورفيم: أصغر وحدة لغوية تحمل معنى أو وظيفة نحوية.
مثال: كلمة (كَتَبَــــتْ)، فإن (تاء التأنيث) تعد مورفيما؛ لأنها دلت على وقوع الحدث من المفردة المؤنثة الغائبة.
- المقطع: وحدة صوتية أكبر من الفونيم.
مثال: كلمة (كَتَبَ) تتكون من ثلاثة مقاطع؛ (ك+ فتحة)= مقطع1، (ت+ فتحة)= مقطع2، (ب+ فتحة)= مقطع3، وتعد قراءة الكلمة مقطعيا من أهم طرق تعليم أصوات العربية.
2- ما مكونات النظام الصوتي العربي (الفونولوجي)؟
يتكون النظام الصوتي من مكونات عديدة أهمها:
- الصوامت: هي كل الأصوات العربية فيما عدا (و، ي)، أي 26 صوتا ساكنا.
- الصوائت: عددها (6)؛ ثلاث حركات قصيرة: (فتحة، ضمة، كسرة). وثلاث حركات طويلة (المد بالألف، والمد بالواو، والمد بالياء).
- أشباه الصوائت (أنصاف العلل): عددها اثنان (ي، و)، أي أن اللغة العربية كلها تتضمن 34 صوتا.
- النبر(stress): ويقصد به الضغط على مقطع من مقاطع الكلمة لغرض ما.
مثال: كلمة (كرَّم): تجد أنك ضغطت على صوت (ر) لتعطي معنى التعدي والتكرار. أو الضغط على مقطع من كلمة في جملة، مثال: (اشترت الزوجة سيارة قبل شهرين): فضغطك على أحد المقاطع في هذه الجملة سيعطي دلالة مختلفة عن مقطع آخر، ففي المثال السابق نبرك على المقطع الثاني من كلمة (اشترت) يدل على أنها لم تحصل عليها كهدية، ونبرك على المقطع الثاني من كلمة (الزوجة) يدل على أن من قام بالفعل الزوجة وليس الابن، ونبرك على المقطع الثاني من كلمة (شهرين) يدل على أنه ليس أسبوعين أو يومين... وهكذا.
- التنغيم(Intonation): يقصد به إصدار نغمة خاصة على المقطع الذي نضغط عليه لدلالة ما. وهو قرين النبر.
مثال: جملة: (علي نجح في الامتحان)، هذه الجملة قد تقرؤها بطريقة الإخبار أو الاستفهام أو الإنكار أو التعجب، وفي كل سياق تعطي تنغيما خاصا يناسب المعنى المراد، ويقترن معه النبر على أحد المقاطع.
- الظواهر اللغوية: تتضمن الشدة والسكون واللام الشمسية والقمرية والتنوين والإدغام...إلخ.
3- ما مخارج الحروف وألقابها؟
- لا بد أن تتعرف –زميلي المعلم- على مخارج الأصوات في الفم؛ حتى تستطيع مساعدة طلابك على إخراج الأصوات من مخارجها الصحيحة؛ وبالطبع دون التعرض لتلك المصطلحات في التدريس، والرسم التالي يوضح ذلك:
ألقاب الحروف:
أولا: الحروف الحلقية، وهي ستة أحرف: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، وتعرف بحروف الحلق الستة لخروجها منه.
ثانيا: اللهويان، وهما: القاف والكاف، وسميا بذلك نسبة إلى اللهاة، وهي لحمة مشتبكة بآخر اللسان.
ثالثا: الحروف الشجرية، وهي: الجيم والشين والياء، وسميت بالشجرية لخروجها من شجر الفم بسكون الجيم، وهو ما بين وسط اللسان وما يقابله من الحنك الأعلى.
رابعا: الحروف الأسلية، وهي: الصاد والسين والزاي، وتسمى هذه الأحرف الثلاثة أسلية لخروجها من أسلة اللسان، أي ما دق منه.
خامسا: الحروف النطعية، وهي: الطاء والدال والتاء، وقد سميت بالنطعية؛ لأنها تخرج من نطع الحنك، أي جلد غار الحنك الأعلى وهو سقفه.
سادسا: الحروف اللثوية، وهي: الظاء والذال والثاء، وتسمى هذه الثلاثة باللثوية؛ لخروجها من قرب اللثة.
سابعا: الحروف الذلقية بفتح اللام وسكونها، وهي ثلاثة أحرف فقط وهي: اللام والنون والراء، وتسمى هذه الأحرف الثلاثة ذلقية؛ لخروجها من ذلق اللسان أي طرفه.
ثامنا: الحروف الشفهية، وهي أربع: الفاء والواو والباء والميم، وتسمى الشفوية أو الشفهية؛ لخروجها من الشفة مع أن بعضها يشارك في أكثر من مخرج مع الشفة.
تاسعا: الحروف الجوفية، وهي حروف المد الثلاثة: الألف والياء والواو، وسميت الجوفية؛ لخروجها من جوف الفم والحلق.
عاشرا: الحروف الهوائية، وهي –أيضا- الحروف الجوفية، وسميت بالهوائية لاعتبار المد، وبالجوفية لمجيئها من الجوف.
أما أهداف تدريس الأصوات في مرحلة المستوى التمهيدي فقد حددها يونس فيما يأتي:[2]
- أن يتعرف الأصوات العربية استماعا. (مثل: ب، ت، ث...)
- أن يميز بين الحركات القصيرة والطويلة استماعا ونطقا. (بـَ، با/ بـِ، بي/ بـُ، بو)
- أن يميز بين الأصوات المتجاورة في النطق. (مثل: ذ، ز، ظ)
- أن يربط بين الأصوات ورموزها المكتوبة ربطا صحيحا، (كأن يسمع الطالب "بَ" فيكتب "بَ")
- أن يميز الأصوات المضعفة والمشددة. (مثل: شدّ/عدَّ/ سيَّارة)
- أن يتعرف التنوين في الكلمة. (مثل: كتابٍ، كتابٌ، كتابًا)
- أن ينطق الأصوات العربية نطقا صحيحا.
- أن يستطيع الكتابة من اليمين إلى الشمال.
- أن يكون الكلمات من الحروف. (مثل: ك- ت- ب/ كتب)
* وأضاف إليها طعيمة ما يأتي:[3]
- إدراك العلاقة بين الرموز الصوتية والمكتوبة.
- التمييز بين الأصوات المتجاورة في النطق والمتشابهة في الصوت.
- أن ينطق الأصوات العربية نطقا صحيحا.
- إدراك أوجه التشابه والفروق بين الأصوات العربية وما يوجد في لغة الطالب. (حرف "ض" ليس في لغته، أما حرف"ك" فيوجد في لغته)
- القراءة من اليمين إلى اليسار بشكل سهل مريح.
- تعرُّف الكلمات عن طريق تحليل الكلمة إلى أصواتها. (مثل: كتب: ك/ ت/ ب)
- تعرف طريقة كتابة الحروف الهجائية في مواضعها المختلفة. (بـ ، ــبـــ، ــــب)
- التمييز بين خصائص الكتابة العربية (المدة، الشدة، التنوين، أل الشمسية والقمرية...إلخ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] . هذا المقال مقتبس من كتاب الأساس في أساليب تدريس المهارات اللغوية لغير الناطقين بالعربية (أحمد حسن محمد علي. (2021). ط1. أنقرة، دار سون تشاك، ص ص18- 24).
[6] . يونس، فتحي؛ الشيخ، محمد عبدالرءوف.(2003). مرجع سابق. ص ص91-92.
[7] . طعيمة، رشدي؛ مدكور، علي، هريدي، إيمان.(2010). المرجع في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى. ط1. القاهرة: دار الفكر العربي. ص ص201-202.