لغة عامة | المتوسط الأدنى
قال الراوي:
زعموا أن أرنبا التقطت تمرة فخبأتها في حقيبة ملابسها، ثم ذهبت لبعض شأنها!
وكان بجوار الأرنب ثعلب فجاء في غيابها وعبث بملابسها واختلس التمرة!
ولما عادت الأرنب إلى بيتها ورأت ما أصاب حقيبتها، فهمت أن الثعلب هو من قام بذلك، فلطمته لطمة موجعة حتى خر مغشيا عليه!
ولما أفاق الثعلب ومسح التراب عن وجهه، صرخت به الأرنب: أيها الخائن السارق؛ أما تستحيي من قبيح ما تصنع؟ هيا بنا إلى قاضي الحيوانات!
فانطلقا إلى الضب، وكان نائما في جحره، فطرقت الأرنب الباب وقالت: عم صباحا أبا حسل! (أبو حسل كنية الضب).
فاستيقظ الضب منزعجا وقال: من بالباب؟
فأجابت الأرنب: أنا سيدة الأرانب جئت أشكو خيانة الجيران وغدر الزمان!
قال الضب: لقد شكوت ظلما ما أرى أحدا يسلم منه، وقد أتيت عادلا حكيما!
قالت: إني وجدت تمرا!
قال: هنيئا مريئا (أي لذيذا طيبا).
قالت: فاختلسه الثعلب!
فتدخل الثعلب: سيدي القاضي ما هي إلا تمرة واحدة!
فقالت الأرنب: ها هو يعترف أمامك، أيها العادل الحكيم، فخذ لي بحقي!
قال الثعلب: وإنها لطمتني لطمة موجعة!
قال القاضي: بحقها أخذت!
قالت الأرنب: فاقض بيننا!
قال الضب: قد قضيت!
قَالَ الرَّاوِي:
زَعَمُوا أَنَّ أَرْنَبًا الْتَقَطَتْ تَمْرَةً فَخَبَّأَتْهَا فِي حَقِيبَةِ مَلَابِسِهَا، ثُمَّ ذَهَبَتْ لِبَعْضِ شَأْنِهَا!
وَكَانَ بجِوَارِ الْأَرْنَبِ ثَعْلَبٌ فَجَاءَ فِي غِيَابِهَا وَعَبِثَ بِمَلَابِسِهَا وَاخْتَلَسَ التَّمْرَةَ!
وَلَمَّا عَادَتِ الأَرْنَبُ إِلَى بَيْتِهَا وَرَأَتْ مَا أَصَابَ حَقِيبَتَهَا، فَهِمَتْ أَنَّ الثَّعْلَبَ هُوَ مَنْ قَامَ بِذَلِكَ، فَلَطَمَتْهُ لَطْمَةً مُوجِعَةً حَتَّى خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ!
وَلَمَّا أَفَاقَ الثَّعْلَبُ ومَسَحَ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، صَرَخَتْ بِهِ الْأَرْنَبُ: أَيُّهَا الخَائِنُ السَّارِقُ؛ أَمَا تَسْتَحْيِي مِنْ قَبِيحِ مَا تَصْنَعُ؟ هَيَّا بِنَا إِلَى قَاضِي الحَيَوَانَاتِ!
فَانْطَلَقَا إِلَى الضَّبِّ، وَكَانَ نَائِمًا فِي جُحْرِهِ، فَطَرَقَتِ الأَرْنَبُ البَابَ وَقَالَتْ: عِمْ صَبَاحًا أَبَا حِسْلٍ! (أَبُو حِسْلٍ كُنْيَةُ الضَّبِّ).
فَاسْتَيْقَظَ الضَّبُّ مُنْزَعِجًا وَقَالَ: مَنْ بِالْبَابِ؟
فَأَجَابَتِ الأَرْنَبُ: أَنَا سَيِّدَةُ الأَرَانِبِ جِئْتُ أَشْكُو خِيَانَةَ الجِيرَانِ وَغَدْرَ الزَّمَان!
قَالَ الضَّبُّ: لَقَدْ شَكَوْتِ ظُلْمًا مَا أَرَى أَحَدًا يَسْلَمُ مِنْهُ، وَقَدْ أَتَيْتِ عَادِلًا حَكِيمًا!
قَالَتْ: إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرًا!
قَالَ: هَنِيئًا مَرِيئًا (أَيْ لَذِيذًا طَيِّبًا).
قَالَتْ: فَاخْتَلَسَهُ الثَّعْلَبُ!
فَتَدَخّلَ الثَّعْلَبُ: سَيِّدِي الْقَاضِي مَا هِيَ إِلَّا تَمْرَةٌ وَاحِدَةٌ!
فَقَالَتِ الْأَرْنَبُ: هَا هُوَ يَعْتَرِفُ أَمَامَكَ، أَيُّهَا العَادِلُ الحَكِيمُ، فَخُذْ لِي بِحَقِّي!
قَالَ الثَّعْلَبُ: وَإِنَّهَا لَطَمَتْنِي لَطْمَةً مُوجِعَةً!
قَالَ الْقَاضِي: بِحَقِّهَا أَخَذَتْ!
قَالَتِ الْأَرْنَبُ: فَاقْضِ بَيْنَنَا!
قَالَ الضَّبُّ: قَدْ قَضَيْتُ!