عدوٌّ غير مرئيّ نَشَر الهَلَعَ على امتداد الكرة الأرضية، الفيروس الزاحف بسرعة أذهلت الجميع شعوبًا ومسؤولين استنفر العالم أجمع.
124 بلدا هي ساحة انتشار الفيروس حتى الآن، وعشرات آلاف المصابين وآلاف الوفيات هي الصورة الماثلة أمام العالم حاليا.
أسوأ ما في الأمر أن الفيروس العابر للحدود يتمدّد بسرعة حاصدًا أروحًا ومُجْبِرًا دولًا على غلْق حدود وأجواء بشكل صارم في صورة ما كانت لِتحدثَ حتى في أسوإ النزاعات.
وبعد الصين التي تقول إنها تُحْرِز تقدما في احتواء الفيروس باتت القارة الأوروبية وعلى نحو سريع بؤرة لتفشي فيروس كورونا أو كوفيد-19.
إيطاليا المعزولة عن العالم صدمت بأعداد الوفيات المرتفعة التي سجلت في الساعات 24 الأخيرة.
وفي دول شمال القارة أغلقت الدنمارك حدودها أمام الأجانب، والنرويج تُرحِّل كل القادمين إليها لبلدانهم خوفًا من انتشار الفيروس، وترسل جنودا سابقين ومتطوعين إلى مطار أوسلو للمساهمة في منع انتشار العدوى.
سويسرا أيضا ستلجأ إلى نشر الجيش للتصدّي للفيروس. حدود كل من بولندا وقبرص وتشيكيا وسلوفاكيا أغلقت أيضا أمام الأجانب والمواطنين الراغبين في السفر، وأوكرانيا علقت كل الرحلات الجوية، فيما تستعد روسيا لخفض رحلاتها مع دول الاتحاد الأوروبي، كما قررت منع دخول الأجانب عبر حدودها البرية مع النرويج وبولندا. تركيا بدورها أوقفت الرحلات الجوية مع 9 دول أوروبية.
وبعد قرار ترامب وقف الرحلات الجوية معها، شهدت دول أوروبية إجراءات مماثلة تجاهها من بعض دول أمريكا اللاتينية.
إغلاق تامٌّ للمجال الجويّ تعيشه الكويت، والسعودية تعلِّق كلّ الرحلات الخارجية مع الخارج بدءًا من الأحد، وعلَّق المغرب وتونس الرحلات مع بعض الدول الأوروبية.
الحدود المفتوحة التي عملت دول على تحقيقها لعقود خلتْ، تثبت اليوم عجزها أمام فيروس عابر كل زمان ومكان حتى الآن. أما داخل الحدود فتصارع الحكومات لاحتواء تفشّي الفيروس قدر ما أمكن.
قد تنفع الصين في تصدير خبرتها في هذا المجال، ومزيدٌ من الدول يفرض قوانين طوارئ كبريطانيا لمنع التجمعات بكافة صورها.
في عشرات الدول تغلق المؤسسات التعليمية والثقافية والمطاعم والمتاجر باستثناء الغذائية والصيدلانية، وتُعَلَّق النشاطات الرياضية والاجتماعية والأحداث الكبرى.
كل هذا والأمر لم ينتهِ بعد، وكل المؤشرات تدل إذن على أن مواجهة الفيروس ما زالت في أوْجِها، والجهود العالمية مسخرة كلها الآن للتغلب على هذا الكائن القاتل.