يعدّ النمل من الكائنات المعدودة التي تستخدم في تحركاتها الطرق ذات الاتجاهين المتعاكسين، وقد أظهرت دراسات سابقة أن النمل يستخدم الطرق بسلاسة، ويتدفق بتجانس وبسرعات كبيرة.
وقد نشرت حديثا في مجلة (إي لايف) دراسة أجراها فريق بحثي من جامعات عدة في فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا، كانت هي الأولى التي تثبت أن النمل يستطيع أن يتجنّب تماما المعاناة من اختناقات المرور في أكثر الأوقات ازدحاما.
وقد قام فريق البحث بتجربة فصل فيها بين عشّ جماعة من نمل الأرجنتين وبين مكان طعامه بجسور لها عروض مختلفة (5 ملليمترات، و10 ملليمترات، و20 ملليمترا) حملت أعدادا مختلفة من النمل تراوحت بين 400 و25600 نملة. وأعاد الفريق التجربة 170 مرة مع تغيير ظروفها، بمراقبة الكاميرات التي أثبتت في النهاية هذه المناعة المذهلة لدى نمل الأرجنتين.
وقال فريق البحث إنّ الوسائل التي يلجأ إليها النمل لتجنب الاختناقات المرورية لا تزال مجهولة، لكن النمل كان يتجاوب على الفور في مواضع زيادة الكثافة بتعديل سرعته بصورة جماعية.
وقد قارن باحثو الدراسة بين سلوك النمل والسلوك البشري، فأشاروا إلى أن الاختناق المروري في مدن البشر أمر لا مفرّ منه، في مجتمع يسعى كل فرد فيه إلى مصالحه الشخصية وحدها بمعزل عن المنفعة العامة، أمّا مجتمع النمل فلا يسيطر عليه سوى دافع واحد جماعي هو بقاء الجماعة، ويتشارك الأفراد كلهم في العمل من أجل توفير أفضل الحلول وتأمين العودة إلى العش بأكثر كمية ممكنة من الطعام.
لا يأمل فريق البحث تغيير سلوك البشر، لكنهم يأملون الاستفادة من دراستهم في تحسين أداء السيارات الذاتية القيادة التي ستملأ الطرق في مستقبل قريب.
يُعَدُّ النَّمْلُ مِنَ الْكَائِنَاتِ المَعْدُودَةِ الَّتِي تَسْتَخْدِمُ فِي تَحَرُّكَاتِهَا الطُّرُقَ ذَاتَ الِاتِّجَاهَيْنِ المُتَعاكِسَيْنِ، وَقَدْ أَظْهَرَتْ دِراساتٌ سابِقَةٌ أَنَّ النَّمْلَ يَسْتَخْدِمُ الطُّرُقَ بِسَلاسَةٍ، وَيَتَدَفَّقُ بِتَجَانُسٍ وَبِسُرْعاتٍ كَبِيرَةٍ.
وَقَدْ نُشِرَتْ حَدِيثًا فِي مَجَلَّةِ (إِي لايف) دِراسَةٌ أَجْرَاهَا فَريقٌ بَحْثيٌّ مِنْ جامِعاتٍ عِدَّةٍ فِي فَرَنْسَا والْوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ وَأُسْتُراليا. هَذِهِ الدِّراسَةُ كَانَتْ هِيَ الأُولَى الَّتِي تُثْبِتُ أَنَّ النَّمْلَ يَسْتَطيعُ أَنْ يَتَجَنَّبَ تَمَامًا اخْتِناقاتِ المُرُورِ فِي أَكْثَرِ الأَوْقَاتِ ازْدِحامًا.
وَقَدْ قَامَ فَريقُ البَحْثِ بِتَجْرِبَةٍ فَصَلَ فِيهَا بَيْنَ عُشِّ جَماعَةٍ مِنْ نَمْلِ الأَرْجَنْتِينِ وَبَيْنَ مَكانِ طَعامِهِ بِجُسورٍ لَهَا عُرُوضٌ مُخْتَلِفَةٌ (5 ملليمترات، و10 ملليمترات، و20 ملليمترا) حَمَلَتْ أَعْدَادًا مُخْتَلِفَةً مِنَ النَّمْلِ تَرَاوَحَتْ بَيْنَ 400 وَ25600 نَمْلَةٍ، وقَدْ أَعَادَ الفَريقُ التَّجْرِبَةَ 170 مَرَّةً مَعَ تَغْيِيرِ ظُرُوفِها، بِمُرَاقَبَةِ الْكَامِيرَاتِ الَّتي أَثْبَتَتْ فِي النِّهَايَةِ هَذِهِ الْمَناعَةَ المُذْهِلَةَ لَدَى نَمْلِ الأَرْجَنْتِينِ.
وقالَ فَريقُ البَحْثِ إِنَّ الآلِيَّاتِ الَّتِي يَلْجَأُ إِلَيْهَا النَّمْلُ لِتَجَنُّبِ الِاخْتِناقاتِ المُرُورِيَّةِ لَا تَزَالُ مَجْهُولَةً، لَكِنَّ النَّمْلَ كَانَ يَتَجاوَبُ عَلَى الفَوْرِ فِي مَواضِعِ زيادَةِ الكَثافَةِ بِتَعْدِيلِ سُرْعَتِهِ بِصُورَةٍ جَماعيَّةٍ.
وَقَدْ قارَنَ بَاحِثُو الدِّراسَةِ بَيْنَ سُلُوكِ النَّمْلِ وَالسُّلُوكِ البَشَرِيِّ، فَأَشَارُوا إِلَى أَنَّ الِاخْتِنَاقَ الْمُرُورِيَّ فِي مُدُنِ البَشَرِ أَمْرٌ لَا مَفَرَّ مِنْهُ، فِي مُجْتَمَعٍ يَسْعَى كُلُّ فَرْدٍ فِيهِ إِلَى مَصالِحِهِ الشَّخْصِيَّةِ وَحْدَهَا بَعِيدًا عَنِ الْمَنْفَعَةِ العامَّةِ، أَمَّا مُجْتَمَعُ النَّمْلِ فَلَا يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ سِوَى دافَعٍ واحِدٍ جَماعِيٍّ هوَ بَقاءُ الجَماعَةِ، وَيَتَشارَكُ الأَفْرادُ كُلُّهُمْ فِي العَمَلِ مِنْ أَجْلِ تَوْفيرِ أَفْضَلِ الحُلُولِ وَتَأْمِينِ العَوْدَةِ إِلَى العُشِّ بِأَوْفَرِ كَمِّيَّةٍ مُمْكِنَةٍ مِنَ الطَّعامِ.
لَا يَأْمُلُ فَرِيقُ البَحْثِ بِالطَّبْعِ تَغْيِيرَ سُلُوكِ الْبَشَرِ، لَكِنَّهُمْ يَأْمُلُونَ الِاسْتِفَادَةَ مِنْ دِراسَتِهِمْ فِي تَحْسِينِ أَداءِ السَّيَّارَاتِ الذَّاتِيَّةِ القِيادَةِ الَّتِي سَتَمْلَأُ الطُّرُقَ فِي مُسْتَقْبَلٍ قَرِيبٍ.