هذا الشارع الشعبي القديم في مدينة القيروان يرتبط عند السكان بنمط حياة مميز تفوح منه رائحة الأصالة والقدم، ومعها تنبعث رائحة الخبز القيرواني من هذا الفرن الذي يعد الأقدم في المدينة.
أهل القيروان يتباهون بخبزهم الأصيل الذي يقدمونه هدايا لضيوفهم وزائريهم؛ فهو مميز بأنواعه العديدة ونكهاته المختلفة التي يمتزج فيها زيت الزيتون بالسمن والحبة السوداء والقرفة.
الكوشة هي التسمية العامية القديمة للفرن في تونس، لا سيما تلك الفئة التي تحافظ على طابعها التقليدي.
ولعل صمود هذه الأفران القديمة في القيروان إلى اليوم هو ما يعطي تميزا خاصا لخبزها. فهنا يكتمل نضج الخبز في جوف هذا الفرن بفعل الحرارة التي تحفظها الحجارة الكلسية.
طريقة تسوية الخبز وتوقيته وتميز مذاق كل نوع عن الآخر، تفاصيل يحرص عليها عمال هذا المخبز التقليدي، استجابة لطلبات زبائنهم الكثيرة. ففي القيروان ما زال الخبز القديم يتفوق على نظيره العصري.
الخبز في القيروان إذن ليس مجرد مكمل غذائي على مائدة الطعام، بل هو إرث تقليدي أصيل يحرص الناس على الحفاظ عليه من خلال صمود طرق صناعته التقليدية في هذه الأفران القديمة.
لا يغادر الزائر مدينة القيروان إلا محملا بشيء من خبزها الذي لا مثيل له في بقية المدن التونسية.
الشكل والطعم والأفران التقليدية، ميزات جعلت هذا الخبز علامة مميزة للقيروان.
هَذَا الشَّارِعُ الشَّعْبِيُّ الْقَدِيمُ فِي مَدِينَةِ الْقَيْرَوَانِ يَرْتَبِطُ عِنْدَ السُّكَّانِ بِنَمَطِ حَيَاةٍ مُمَيَّزٍ تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْأَصَالَةِ وَالْقِدَمِ، وَمَعَهَا تَنْبَعِثُ رَائِحَةُ الْخُبْزِ الْقَيْرَوَانِيِّ مِنْ هَذَا الْفُرْنِ الَّذِي يُعَدُّ الْأَقْدَمَ فِي الْمَدِينَةِ.
أَهْلُ الْقَيْرَوَانِ يَتَبَاهَوْنَ بِخُبْزِهِم الْأَصِيلِ الَّذِي يُقَدِّمُونَهُ هَدَايَا لِضُيُوفِهِم وَزَائِرِيهِم؛ فَهُوَ مُمَيَّزٌ بِأَنْوَاعِهِ الْعَدِيدَةِ وَنَكَهَاتِهِ الْمُخْتَلِفَةِ الَّتِي يَمْتَزِجُ فِيهَا زَيْتُ الزَّيْتُونِ بِالسَّمْنِ وَالْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ وَالْقِرْفَةِ.
الْكُوشَةُ هِيَ التَّسْمِيَةُ الْعَامِّيَّةُ الْقَدِيمَةُ لِلْفُرْنِ فِي تُونِس، لَا سِيَّمَا تِلْكَ الْفِئَةُ الَّتِي تُحَافِظُ عَلَى طَابَعِهَا التَّقْلِيدِيِّ. وَلَعَلَّ صُمُودَ هَذِهِ الْأَفْرَانِ الْقَدِيمَةِ فِي الْقَيْرَوَانِ إلَى الْيَوْمِ هُوَ مَا يُعْطِي تَمَيُّزًا خَاصًّا لِخُبْزِهَا. فَهُنَا يَكْتَمِلُ نُضْجُ الْخُبْزِ فِي جَوْفِ هَذَا الْفُرْنِ بِفِعْلِ الْحَرَارَةِ الَّتِي تَحْفَظُهَا الْحِجَارَةُ الْكِلْسِيَّةُ.
طَرِيقَةُ تَسْوِيَةِ الْخُبْزِ وَتَوْقِيتِهِ وَتَمَيُّزُ مَذَاقِ كُلِّ نَوْعٍ عَنِ الْآخَرِ، تَفَاصِيلُ يَحْرِصُ عَلَيْهَا عُمَّالُ هَذَا الْمَخْبَزِ التَّقْلِيدِي، اسْتِجَابَةً لِطَلَبَاتِ زَبَائِنِهِم الْكَثِيرَةِ. فَفِي الْقَيْرَوَانِ، مَا زَالَ الْخُبْزُ الْقَدِيمُ يَتَفَوَّقُ عَلَى نَظِيرِهِ الْعَصْرِي.
الْخُبْزُ فِي الْقَيْرَوَانِ إِذَنْ لَيْسَ مُجَرَّدَ مُكَمِّلٍ غِذَائِيٍّ عَلَى مَائِدَةِ الطَّعَامِ، بَلْ هُوَ إرْثٌ تَقْلِيدِيٌّ أَصِيلٌ يَحْرِصُ النَّاسُ عَلَى الْحِفَاظِ عَلَيْهِ مِنْ خِلَالِ صُمُودِ طُرُقِ صِنَاعَتِهِ التَّقْلِيدِيَّةِ فِي هَذِهِ الْأَفْرَانِ الْقَدِيمَةِ.
لَا يُغَادِرُ الزَّائِرُ مَدِينَةَ الْقَيْرَوَانِ إلَّا مُحَمَّلًا بِشَيْءٍ مِنْ خُبْزِهَا الَّذِي لَا مَثِيلَ لَهُ فِي بَقِيَّةِ الْمُدُنِ الْتُونِسِيَّةِ. الشَّكْلُ وَالطَّعْمُ وَالْأَفْرَانُ التَّقْلِيدِيَّةُ، مِيزَاتٌ جَعَلَتْ هَذَا الْخُبْزَ عَلَامَةً مُمَيِّزَةً لِلْقَيْرَوَانِ.