تطورت اللغات عبر أجيال متعاقبة على نحو يصعب معه تحديد النقطة الفاصلة بين لغة وأخرى، مما يجعل الحسم في مسألة أقدم لغة عرفها الإنسان والجزم بنشأة لغة ما على أنقاض أخرى أمرا غاية في الصعوبة.
وفيما يلي قائمة تضم عشر لغات قديمة لا تزال مستخدمة حتى اليوم بين الناس:
اللغة العربية
تعود اللغة العربية الفصحى إلى نحو 1600 عام، وترجع أصولها إلى ما قبل ذلك بكثير، وهي أكثر اللغات السامية استعمالا، ومن أكثر اللغات انتشارا في العالم.
ويتحدث بالعربية اليوم أكثر من 467 مليون نسمة موزعين على الوطن العربي والمناطق المجاورة له مثل تركيا وتشاد ومالي والسنغال وإريتريا وإثيوبيا وإيران وجنوب السودان. وهي إحدى اللغات الرسمية لدى الأمم المتحدة.
وقد ارتفعت مكانة اللغة العربية إثر انتشار الإسلام، وكُتِب بها كثير من المؤلفات الدينية والفكرية والعلمية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب في الأراضي التي حكمها المسلمون، وظلت كذلك قرونًا عديدة.
والعربية من أكثر اللغات غزارة من حيث المادة اللغوية، ويحوي معجم لسان العرب لابن منظور الذي أُلِّف في القرن 13 الميلادي أكثر من ثمانين ألف مادة.
اليونانية
يرجع تاريخ اللغة اليونانية إلى عام 1500 قبل الميلاد ويستخدمها اليوم 13 مليون شخص يعيشون في اليونان وقبرص. ويزيد عمر أول دليل مكتوب بها على ثلاثة آلاف عام.
وتختلف اللغة اليونانية الحالية عن اللغة الإغريقية التي كانت معتمدة باليونان في القرن التاسع قبل الميلاد، حيث تطورت لتصل إلى ما يعرف بـ"يونانية العصور الوسطى" التي تمثل اليونانية الحديثة المتداولة اليوم.
واللغة اليونانية حاليا هي اللغة الرسمية في اليونان وقبرص، وإحدى اللغات المعتمدة في الاتحاد الأوروبي.
الفارسية
هي اللغة المُستخدمة في إيران وأفغانستان وطاجيكستان ومناطق أخرى، ويرجع تاريخها إلى عام 800 بعد الميلاد، ومما يُميِّزها عن غيرها من اللغات أنها لم تتغير منذ ظهورها إلا قليلا.
العبرية
يعود تاريخ اعتماد اللغة العبرية إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف عام، وفي القرن الثالث قبل الميلاد بدأت اللغات الآرامية الغربية تحل محلها إلى أن أصبحت في القرن الرابع الميلادي لغة ميتة رغم تواصل اعتمادها لغةً أدبية.
وقد انتشرت مرة أخرى خلال القرنين الماضيين بجهود الحركات اليهودية الصهيونية. ويتحدث بها حاليا أكثر من تسعة ملايين شخص.
اللاتينية
يرجع تاريخ اللغة اللاتينية إلى عهد الإمبراطورية الرومانية التي قامت سنة 75 قبل الميلاد، ولا تزال هي اللغة الرسمية في بولندا والفاتيكان، وهي من أعرق اللغات القديمة التي صمدت أمام الزمن وكانت مصدر إلهامٍ للعديد من اللغات.
الباسكية
وهي لغة يستخدمها بعض الباسكيين في فرنسا وإسبانيا وربما تكون اللغز اللغوي الأغرب؛ لأنها لا ترتبط بأيّ لغة في العالم.
وقد افترض العلماء نظريات عديدة عن أصولها لكن لم تثبت أيّ منها، لكنه من الثابت أنها وُجِدت في هذه المنطقة قبل وصول الرومان الذين طوروا اللاتينية إلى اللغات الفرنسية والإسبانية.
الصينية
ويتحدث بها ما يقرب من 1.2 مليار شخص باعتبارها لغتهم الأولى، ويرجع تاريخها إلى عام 1250 قبل الميلاد، وتُعتبر بذلك واحدة من أطول اللغات عمرا وأكثرها مواكبة للعصور.
التاميلية
ظهرت هذه اللغة قبل اللغة السنسكريتية، ولا تزال معتمدة على نطاق واسع، خاصة في جنوب شبه الجزيرة الهندية (تاميل نادو).
وهي لغة رسمية في العديد من البلدان الآسيوية مثل الهند وسنغفورة وسريلانكا.
الفنلندية
تنتمي إلى عائلة اللغات الفنلندية الأويغورية التي تتضمن عدة لغات قديمة جدًّا. وتستخدمها أقلية تسكن سيبيريا، وتتضمن كلمات عديدة مُستعارة من لغات أخرى وتحافظ عليها دون تغيير أكثر مما فعلت لغاتها الأصلية.
الأيسلندية
تنتمي هذه اللغة إلى عائلة اللغات الهندوأوروبية، وبالتحديد فرع اللغات الجرمانية.
وقد همَّشت العديد من اللغات الجرمانية نفسها ففقدت بعض الخواص التي تتميز بها اللغات الهندوأوروبية الأخرى، في حين تطوَّرت الأيسلندية وحافظت بحرص على تلك الخواص. وعلى الرغم من استمرار الحكم الدانماركي للبلاد من القرن الرابع عشر حتى القرن العشرين، فإنه لم يغير تلك اللغة؛ ولذلك بقيت كما أتى بها المستوطنون النرويجيون.