يعدّ الماء إكسير الحياة بالنسبة للإنسان، وينبغي إمداد الجسم به على نحو كافٍ باستمرار للبقاء على قيد الحياة، ولكن ما هي كمية الماء اللازمة يوميا؟ وما هي السوائل الأكثر نفعا للجسم؟
أوضحت الجمعية الألمانية للتغذية أن الماء يتميز بأهمية كبرى لجسم الإنسان، حيث يعتبر مكونا أساسيا للخلايا وسوائل الجسم، وهو يعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم ونقل المواد الغذائية، كما تحتاج الكلى إليه لإخراج السموم من الجسم.
وأضافت الجمعية الألمانية أنه ينبغي للشخص البالغ شرب لتر ونصف لتر من الماء يوميا، مشيرة إلى أن الجسم قد يحتاج إلى كمية أكبر من ذلك في حال ارتفاع درجات الحرارة أو اشتداد البرد، وكذلك عند الإصابة بالحُمَّى والقيْء والإسهال، وفي حال العمل البدني الشاق أو ممارسة الرياضة.
وقالت خبيرة التغذية الألمانية (زيلكه ريستماير) إن المشروبات التي تسد العطش بشكل جيد هي الماء وشاي الأعشاب أو الفواكه، غير المحلى بالسكر، والعصير المخفف بالماء، مع مراعاة توزيع هذه المشروبات على مدار اليوم لإمداد الجسم بالسوائل اللازمة.
أما المختصة في التغذية العلاجية (مونيكا بيشوف) فقد حذرت من الإكثار من عصائر الفواكه المحلاة بالسكر؛ لأنها تُمِدّ الجسم بكميات كبيرة من السكر، وهو ما يسبب زيادة الوزن والسّمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أن شرب المشروبات الغازية بشكل متكرر يرفع خطر الإصابة بتسوس الأسنان.
وأشارت خبيرة التغذية الألمانية (زيلكه شفارتاو) إلى أن المشروبات الخالية من السكر أو المحتوية على نسبة خفيفة منه لا تحتوي في الأغلب على سعرات حرارية لكنها تحتوي على مواد تحلية تؤثر سلبا على بكتيريا الأمعاء إذا أكثر الإنسان من شربها.
وأضافت شفارتاو أن الشاي الأخضر والشاي الأسود والقهوة تندرج ضمن المشروبات التي تمد الجسم بالماء إذا لم تحتو على السكر، لكنها لا يمكن أن تكون بديلًا عن الماء.
يُعَدُّ الْماءُ إِكْسِيرَ الحَياةِ بِالنِّسْبةِ لِلإنْسانِ، وَيَنْبَغِي إِمْدَادُ الجِسْمِ بِهِ عَلَى نَحْوٍ كَافٍ بِاسْتِمْرارٍ لِلْبَقَاءِ علَى قَيْدِ الحَياةِ، ولَكِنْ مَا هِيَ كَميَّةُ الماءِ اللَّازِمةُ يَوْمِيًّا؟ وما هِيَ السَّوائلُ الأكثرُ نَفْعًا لِلْجِسْمِ؟
أَوْضَحَتِ الْجَمْعيَّةُ الألمانيّةُ للتَّغْذيةِ أَنَّ المَاءَ يَتميَّزُ بِأهميّةٍ كُبْرَى لِجْسْمِ الإنْسَانِ، حيثُ يُعْتَبَرُ مُكوِّنًا أَساسيًّا لِلْخَلايا وسَوَائِلِ الجِسْمِ، وهُوَ يَعملُ عَلَى تَنْظيمِ دَرَجَةِ حَرارَةِ الجِسمِ وَنَقْلِ المَوادِّ الغِذائِيّةِ، كَما تَحْتاجُ الكُلَى إلَيْهِ لِإخْراجِ السُّمُومِ مِنَ الجِسْمِ.
وَأَضَافَتِ الجمعيَّةُ أنّه يَنبغي لِلشَّخْصِ البَالِغِ شُرْبُ لِتْرٍ وَنِصْفِ لِتْرٍ مِن الماءِ يَوميًّا، مُشِيرةً إلَى أنَّ الجِسْمَ قدْ يَحْتَاجُ إلَى كَميَّةٍ أكبرَ مِنْ ذَلك فِي حَالِ ارْتِفاعِ دَرَجاتِ الحَرارَةِ أَوِ اشْتِدادِ البَرْدِ، وكَذَلِكَ عِنْدَ الإصَابةِ بِالْحُمَّى والإسْهَالِ، وفِي حَالِ العَمَلِ البَدَنِيِّ الشَّاقِّ أوْ مُمارَسةِ الرِّيَاضَةِ.
وقالَتْ خَبيرَةُ التَّغْذِيةِ الأَلمَانيَّةُ (زيلكه ريستماير) إنّ المُشْرُوبَاتِ الّتِي تَسُدُّ العَطَشَ بِشَكْلٍ جَيِّدٍ هي المَاءُ وشايُ الأعْشَابِ أَوِ الفَواكِهِ، غَيْرُ المُحَلَّى بِالسُّكَّرِ، والعَصِيرُ المُخَفَّفُ بِالماءِ، مَعَ مُراعاةِ تَوْزِيعِ هَذِهِ المُشْرُوبَاتِ عَلَى مَدارِ اليَوْمِ، لِإمدادِ الجسمِ بالسَّوَائِلِ اللَّازِمَةِ.
أمَّا المُخْتَصَّةُ في التَّغْذِيَةِ العِلاجِيّةِ (مونيكا بيشوف) فَقَدْ حَذَّرَتْ مِنَ الإكْثارِ مِنْ عَصائِرِ الفَواكِهِ المُحَلَّاةِ بِالسُّكَّرِ؛ لِأنّها تُمِدُّ الجِسْمَ ِبكَمِّيَّاتٍ كبيرةٍ مِن السُّكَّرِ؛ وهُوَ ما يُسَبِّبُ زيادةَ الوَزْنِ والسُّمْنَةَ، والأمْراضَ المُرْتَبِطَةَ بِها، كَمَرَضِ السُّكَّرِيِّ مِنَ النَّوْعِ الثّانِي، وأمْراضِ القَلْبِ، والأوْعِيَةِ الدَّمَوِيَّةِ، كَما أنَّ شُرْبَ المُشْرُوبَاتِ الغازيَّةِ بِشَكْلٍ مُتكرِّرٍ يَزِيدُ احْتِمالَ الإصابةِ بِتَسَوُّسِ الأسْنانِ.
وأشارَتْ خَبِيرَةُ التَّغذيةِ الألمانِيَّةُ (زيلكه شفارتاو) إلَى أنّ المُشْرُوبَاتِ الخالِيةَ مِن السُّكَّرِ أو المُحْتَوِيَّةَ عَلَى نِسْبَةٍ قَلِيلَةٍ مِنْهُ لا تَحْتَوِي في الأغْلَبِ علَى سُعْراتٍ حَرارِيَّةٍ، لَكِنّها تَحْتَوِي علَى مَوادِّ تَحْلِيَةٍ تُؤَثِّرُ سَلْبًا علَى بكتيريا الأمْعاءِ إذَا أَكْثَرَ الإِنْسانُ مِنْ شُرْبِها.
وأضافَتْ أنَّ الشّايَ الأخْضَرَ والشّايَ الأَسْوَدَ والقَهْوَةَ تَنْدَرِجُ ضِمْنَ المَشْرُوباتِ الَّتِي تُمِدُّ الجِسْمَ بِالماءِ، إذَا لَمْ تَحْتَوِ عَلَى السُّكَّرِ، لَكِنَّها لا يُمْكِنُ أنْ تَكُونَ بَدِيلًا عَنِ الماءِ.