أقيم في العاصمة الإيرانية طهران، في الفترة ما بين 18-26 إبريل الجاري، مهرجان "فجر الدولي للفيلم"، وهو الحدث الدوليّ الأهمُّ لصناعة السينما في إيران.
وقد تضمّنت الدورة السابعة والثلاثون للمهرجان ثلاثة أقسام رئيسية، هي: المسابقة الدولية، ومسابقة أفلام آسيا والعالم الإسلامي، ومهرجان المهرجانات، فضلا عن عدد من الفعاليات الأخرى.
ووصل مجموع ما عُرض في مختلف الأقسام إلى أكثر من 160 فيلما من 64 بلدا.
وشارك في المسابقة الدولية 15 فيلما روائيا طويلا من بينها ثلاثة أفلام إيرانية تعرض للمرة الأولى، وأفلام من دول مختلفة معظمها من إنتاج 2019.
وقد لوحظ غياب السينما العربية عن معظم الأقسام، وكذلك السينما الغربية، ولا سيما الفرنسية منها، مع حضور واسع للسينما الآسيوية وبلدان العالم الإسلامي.
وخرج الفيلم الروسي "شاب روسي"، للمخرج ألكساندر زولوتوخين، بأكثر جوائز المهرجان؛ فقد نال جائزة "العنقاء الذهبية" وجائزة العمل الأول وجائزة النُّقّاد الإيرانيين.
ويسرد الفيلم قصة شاب روسي بسيط يذهب بحماس للجبهة أيام الحرب العالمية الأولى بحثا عن البطولات والتضحيات، فيفقد بصره في هجوم بالغاز للجيش الألماني.
وفي المسابقة نفسها حاز الفيلم الإيراني "ارقص معي أيها العالم"! للمخرج سروش صحت، على جائزة أفضل إخراج.
وهو فيلم ذو طابع هوليودي يتحدث عن أصدقاء يجتمعون في منزل ريفي قريب من البحر، ويقع بينهم ما يقع في مثل هذه الاجتماعات من خلافات ونقاشات ومشاكسات.
وفي الفيلم رجل ينتظر الموت، لكن المخرج يتجنّب الوقوع المباشر في المأساة ويحاول التخفيف منها بالكوميديا وأجواء السخرية والضحك.
يجد البطل المريض نفسه فجأة محاطا في مزرعته بأصدقائه المقربين للاحتفال بعيد ميلاده الأخير ربما.
وينسى الجميع خلافاتهم السابقة وينسجمون في جو من التسامح واللهو، ويقتربون من الطبيعة والحيوانات والموسيقى والرقص.
ولعل السر في الإعجاب بالفيلم، وحصوله على الجائزة الفِضّيّة، يكمن في كونه من الأفلام الإيرانية الكوميدية القليلة التي تمتلك حدّا أدنى من المقومات الفنية.
في المسابقة نفسها نال الفيلم الأفغاني "رونا أمُّ عظيم"، للمخرج جمشيد محمودي، تنويها خاصا من لجنة التحكيم. وهو يتحدث عن مشاكل اللجوء ومعاناة اللاجئين، من خلال أسرة أفغانية تعيش لاجئةً في طهران.