سالبورون، أو عيد الرياضات البدوية في سفوح جبال قرغيزستان. هذه الجمهورية التي تقع في وسط آسيا ينتمي معظم سكانها إلى القومية التركية. ولا يزال هؤلاء يحافظون على موروثهم التراثي الذي يعود إلى آلاف السنين يوم كان الصيد مورد الرزق الوحيد لسكان هذه القفار الجميلة. يحتفلون في مثل هذه الأيام من كل عام بتقاليدهم العريقة، ومنها الرمي بالقوس والنبل. وتقام من أجل ذلك مباريات يخوضها الذكور والإنات، والكبار والصغار.
-"منذ عامين وأنا أنمي موهبتي على يد مدرب محترف. وهذه أول مرة أشارك في مهرجان سالبورون".
أما الرياضة الأكثر غرابة في المهرجان على الإطلاق فهي صيد النسور، التي يسعى الصياد خلالها إلى الإمساك بنسر حي بيديه. ويفاخر الصيادون بإظهار شجاعتهم في إنجاز هذه المهمة الصعبة، إذ يمسك كل واحد منهم بالطعم بيده ويلوح به للنسر الذي ينقض على ما يظنه فريسة سهلة.
-"جئت من تركيا خصيصا لمشاهدة هذه الاحتفالات. مهرجان سالبورون مذهل للغاية".
إحدى الرياضات التي تخاض منافسات فيها تسمَّى كوك بورو وتعني الذئب الرمادي. تعود إلى زمن كان فيه البدو يصطادون الذئاب التي تغير على مواشيهم وينكلون بها". يقول منظمو المهرجان إن هذه الألعاب هي مصدر فخر وطني. وقد حظرت في الحقبة السوفيتية، والهدف من إعادة إحيائها بزخم كبير هو إبراز حضارة الشعب القرغيزي، الذي ينتهج الحياة البدوية، والحفاظ على الهوية وحمايتهما من تأثير الحداثة العصرية.
سَالْبُورُون، أوْ عِيدُ الرِّيَاضَاتِ الْبَدَوِيَّةِ فِي سُفُوحِ جِبَالِ قَرْغِيزِسْتَان. هَذِهِ الْجُمْهُورِيَّةُ الَّتِي تَقَعُ فِي وَسَطِ آسْيَا يَنْتَمِي مُعْظَمُ سُكَّانِهَا إلَى الْقَوْمِيَّةِ التُّرْكِيَّةِ. وَلَا يَزَالُ هَؤُلَاءِ يُحَافِظُونَ عَلَى مَوْرُوثِهِم التُّرَاثِي الَّذِي يَعُودُ إلَى آلَافِ السِّنِينِ، يَوْمَ كَانَ الصَّيْدُ مَوْرِدَ الرِّزْقِ الْوَحِيدِ لِسُكَّانِ هَذِهِ الْقِفَارِ الْجَمِيلَةِ. يَحْتَفِلُونَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَيَّامِ مِنْ كُلِّ عَامٍ بِتَقَالِيدِهِمْ الْعَرِيقَةِ، وَمِنْهَا الرَّمْيُ بِالْقَوْسِ وَالنَّبْلِ. وَتُقَامُ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ مُبَارَيَاتٌ يَخُوضُهَا الذُّكُورُ وَالْإنَاتُ، وَالْكِبَارُ وَالصِّغَار.
-"مُنْذُ عَامَيْنِ وَأَنَا أُنَمِّي مَوْهِبَتِي عَلَى يَدِ مُدَرِّبٍ مُحْتَرِف، وَهَذِهِ أوَّلُ مَرَّةٍ أُشَارِكُ فِي مِهْرَجَانِ سَالْبُورُون".
أمَّا الرِّيَاضَةُ الْأَكْثَرُ غَرَابَةً فِي الْمِهْرَجَانِ عَلَى الْإطْلَاقِ فَهِيَ صَيْدُ النُّسُورِ، الَّتِي يَسْعَى الصَّيَّادُ خِلَالَهَا إلَى الْإمْسَاكِ بِنَسْرٍ حَيٍّ بِيَدَيْهِ. وَيُفَاخِرُ الصَّيَّادُونَ بِإظْهَارِ شَجَاعَتِهِم فِي إنْجَازِ هَذِهِ الْمُهِمَّةِ الصَّعْبَةِ، إذْ يُمْسِكُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم بِالطُّعْمِ بِيَدِهِ وَيُلَوِّحُ بِهِ لِلنَّسْرِ الَّذِي يَنْقَضُّ عَلَى مَا يَظُنُّهُ فَرِيسَةً سَهْلَة.
-"جِئْتُ مِنْ تُرْكِيَا خِصِّيصًا لِمُشَاهَدَةِ هَذِه الاحْتِفَالَاتِ. مِهْرَجَانُ سَالْبُورُون مُذْهِلٌ لِلْغَايَةِ".
إحْدَى الرِّيَاضَاتِ الَّتِي تُخَاضُ مُنَافَسَاتٌ فِيهَا تُسَمَّى كُوك بُورُو، وَتَعْنِي الذِّئْبَ الرَّمَادِيَّ. تَعُودُ إلَى زَمَنٍ كَانَ فِيهِ الْبَدْوُ يَصْطَادُونَ الذِّئَابَ الَّتِي تُغِيرُ عَلَى مَوَاشِيهِم وَيُنَكِّلُونَ بِهَا. يَقُولُ مُنَظِّمُو الْمِهْرَجَانِ إنَّ هَذِهِ الْأَلْعَابَ هِيَ مَصْدَرُ فَخْرٍ وَطَنِيٍّ. وَقَدْ حُظِرَتْ فِي الْحِقْبَةِ السُّوفْيِتِيَّة، وَالْهَدَفُ مِنْ إعَادَةِ إحْيَائِهَا بِزَخَمٍ كَبِيرٍ هُوَ إبْرَازُ حَضَارَةِ الشَّعْبِ الْقِرْغِيزِيِّ الَّذِي يَنْتَهِجُ الْحَيَاةَ الْبَدَوِيَّةَ، وَالْحِفَاظُ عَلَى الْهُوِيَّةِ وَحِمَايَتُهُمَا مِنْ تَأْثِيرِ الْحَدَاثَةِ الْعَصْرِيَّةِ.