توظيف الأفلام الصامتة في فصول تعليم العربية للناطقين بغيرها
ساهم مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها في توظيف عدد كبير من الأفكار الإبداعية الفريدة في الفصول الدراسية، بهدف تحقيق المتعة في تعليم اللغة العربية، لأن اكتساب اللغة بشكل عام يعتريه نوع من الجمود.
وقد كان لنا حديث سابق عن توظيف الألعاب اللغوية المختلفة، والأغاني، والأفلام، والدراما، والتمثيل، وعقد الندوات والمؤتمرات، وغيرها من الأفكار الخلابة التي تجمع بين الإمتاع والإبداع في تعليم العربية للناطقين بغيرها.
وتختص هذه المقالة بالحديث عن الأفلام الصامتة في تعليم العربية للناطقين بغيرها. وهو أمر أحببت تطبيقه في فصولي الدراسية، لما له من طرافة تجعله كالملح على الطعام.
إن الأفلام الصامتة وسيلة عظيمة في دفع المتعلمين إلى إنتاج اللغة، فهي تجبرهم على إنتاجها، حيث إن أصعب أمر يعانيه معلمو العربية للناطقين بغيرها هو كيفية دفع الطلبة وتشجيعهم على الكلام وإنتاج اللغة، ولا وسيلة أفضل من الأفلام الصامتة في حثهم على الإنتاج والحديث ليعبروا عمّا شاهدوه وأحسوا به.
إن المهمة الأساسية للمعلمين هي أن يمكنوا الدارسين من التواصل باللغة العربية، والأفلام الصامتة ذروة سنام هذه الوسائل كلها.
وسائل توظيف الأفلام الصامتة في الفصول الدراسية
قد يبدو للوهلة الأولى أن كل المطلوب هو: شاهدوا الفيديو الصامت وحاولوا أن تتنبؤوا بالحوار الذي دار فيه بناء على ما شاهدتموه من أحداث، صحيح أن ذلك هو أحد الأهداف لكنه ليس كل شيء، بل ما زال بإمكاننا أن نجعل من الفيديوهات الصامتة فرصا أكبر وأعظم في تعزيز المهارات اللغوية كلها وليس فقط المحادثة، وإليكم هذه الأفكار التي يمكن أن تبدؤوا في تطبيقها في فصولكم.
- المفردات: مراجعة وتعزيز المفردات، بحسب موضوع الفيلم فقد يكون حول الأفعال أو الصفات أو أي موضوع آخر، بحيث يمكنهم رصد مجموعة كبيرة من المفردات المناسبة من أجل القيام بمهمة مرتبطة بالفيلم وأحداثه. إنها فرصة لاستدعاء المفردات وإعادة إنتاجها.
- التنبؤ والكلام: بعد مشاهدة مقطع قصير من الفيلم الصامت، يمكن أن يسأل المدر س طلبته، ماذا تتوقعون أن يحدث فيما بعد؟
- الحوار: يقوم الدارسون بمشاهدة الفيلم وإعادة تمثيله في حوار يدور حول أحداث الفيلم الصامت، ولا بد أن يرتبط الفيم بالمهام والموضوعات التي درسها الطالب من قبل.
- الكتابة: يمكن أن يوجه المعلم طلبته إلى كتابة سيناريو للفيلم الصامت، مع نهاية مختلفة أو مع بعض النكهات الأخرى التي يستطيع الأستاذ تطبيقها، كتغيير موضوع الفيلم أو جنس البطل فيه أو وقته... ومشاركة ذلك مع باقي الزملاء في الفصل وإجراء مزيد من النشاطات عليه.
- الأسئلة والأجوبة: يمكن أن يكون الفيلم الصامت الذي لا يستغرق سوى بضع دقائق مصدرا لدرس محادثة متكامل، بحيث يقوم الأستاذ بوضع مجموعة من الأسئلة للفصل في عمل ثنائي أو جماعي، أو بأي طريقة يراها المعلم مناسبة، ليتمكن الطلبة من الإجابة عن:
* مَن؟
* ماذا؟
* وأين؟
* ولماذا؟
* وكيف؟
* وكيف ترون؟
* وكيف تفسرون؟
* إلخ
- الثقافة: الأفلام الصامتة مصدر غني ووسيلة فعّالة لتقديم الثقافة العربية، وإجراء مزيد من الحوار والحديث عنها، كفيلم البرنامج اليومي لصائم في رمضان.
- التفكير: ومما لا شك فيه أن الأفلام الصامتة تدفع المتعلمين إلى التفكير باللغة العربية، لتخير الكلمات والتراكيب المناسبة للمواقف التي يشاهدونها في الأفلام، وهي فرصة كبيرة للمعلم كي يتوقف عند بعض المحطات ويناقشهم في أنسب الكلمات وأدق التعبيرات المعبرة عن تلك المواقف.
ولا شك في أن استخدام الأفلام الصامتة سوف يخلق لك مزيدا من الفرص لمساعدة الدارسين على الإنتاج والتواصل باللغة العربية، فهي وسيلة تجلب المتعة إلى الفصول الدراسة، فضلا عن الفوائد اللغوية الجمة. ولا ريب في أن استخدام أفلام صامتة من ثقافة الدارسين سوف يساعد على التركيز على اللغة أكثر من الموضوع، فهي قد تكون مناسبة في بدايات الاستخدام، خاصة أن بينها وبينهم ألفة تجعلها جسرا نحو الأفلام الأخرى.
ونظرا لقلة هذا النوع من الأفلام وصعوبة إيجاده في اللغة العربية وثقافتها، يمكن استخدام أفلام حقيقة أو مقاطع منها باستخدام خاصية كتم الصوت، وقد وجدتها مفيدة وممتعة وتمنحنا فرصة إضافية لمقارنة سيناريوهات الدارسين بالسيناريو الحقيقي للفيلم.