قد تكون أقرب إلى الخيال..
يُطلق عليها اسم أرض العجائب الجليدية، فعندما يحل برد الشتاء القارس وتنخفض درجات الحرارة إلى أكثر من عشرين درجة مئوية تحت الصفر، يتجمد نهر سونفا في مدينة خاربين إيذانا ببداية موسم جديد من مهرجان الجليد، عندها يقوم أكثر من سبعة آلاف عامل بجلب قطع الجليد منه، وتتجاوز كمّيته مائة وثمانين ألف متر مكعّب من الماء المتجمد.
أعمل هنا منذ ثلاث سنوات في تقطيع مكعّبات الجليد وصقلها وذلك مقابل 37 دولارا في اليوم ونقوم بتحضيرها للنحاتين لصنع تماثيلهم.
قد تبقى منحوتاتهم لثلاثة أشهر أو أكثر، لكن ذلك لا يمنع هؤلاء الفنانين الذين جاؤوا من مختلف دول العالم من عرض مهاراتهم وإبداعاتهم، بل يفضل بعضهم استخدام المياه المقطرة أو المنزوعة الأيونات لضمان مزيد من الشفافية للجليد.
تولي الحكومة اهتماما بمهرجان الثلوج والجليد، وقد شهد تطورا واضحا في العقد الأخير خاصة مع توظيف التكنولوجيا الحديثة، وقد غدا منصة للتفاعل بين النحاتين من مختلف البلدان حيث يستعرضون مهاراتهم الفنية. وتختلف المواضيع والأنشطة في كل دورة، فمنها الثقافية والرياضية والفنية. أما موضوع النحت هذه السنة فيدور حول دول الحزام..
عندما يحين موعد الغروب تضيء الأنوار المدينة الجليدية التي تمتد على مساحة ثمانمئة ألف متر مربع، وقد تجاوز عدد المنحوتات هذه السنة ألفي منحوتة مستقطبة ما يزيد عن ثمانية عشر مليون زائر.
منظر المنحوتات الجليدية "جميل ويعجز اللسان عن وصفه. لم أتوقع أن يكون البرد قارسًا إلى هذا الحد لكنّ روعة المشهد أنستني ذلك بل أعادت إليّ ذكريات الطفولة والقصص الخيالية".
رغم تنوع الأنشطة الترفيهية المتاحة بمدينة خاربين خلال فصل الشتاء فإن التماثيل الثلجية بدقة تفاصيلها وشفافية جليدها تعد بطاقة السحب الرئيسية لجذب السياح المحليين والأجانب على حد سواء.
بقلاعها الجليدية الضخمة ومنحوتاتها الثلجيّة التي تتلألأ من بعيد ليست المدينة الجليدية بخاربين عالم الأحلام والخيال بالنسبة للأطفال فقط، بل تُعد الوجهةَ الأولى لمئات السياح والنحاتين من مختلف أصقاع العالم.