السؤال :
في سورة الفتح الآية 10، قال الله تعالى: (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) لماذا تضم هاء الضمير في (عليه) مع أنه حقها أن تقرأ بالكسر لمجاورة الياء؟ كيف ترى دراسات اللغة العربية ونظرياتها في هذه المسألة؟
الجواب :
القاعدة العامّة هي كسر مثل هذا الضمير إذا وقع بعد كسرة أو ياء ساكنة، وبذلك قُرِئ القرآن الكريم ما عدا كلمتين قرأهما حفص عن عاصم بضمّ الهاء هما "أَنْسَانِيهُ" في قوله تعالى: "وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (الكهف: 63)"، و"عَلَيْهُ" في قوله تعالى: "وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" (سورة الفتح: 10).
وتذكر كتب اللغة أن ضمّ الهاء في هذه الحال كان سائدًا في لغة أهل الحجاز، وأنه هو الأصل باعتبار أن الضمير المتصل "هُ" مأخوذ من الضمير المنفصل "هُو" بعذ حذف واوه. ولا تزال بعض اللهجات العربية تنطق هاء الضمير مضمومة على هذا النحو كما هو معروف في اللهجة السودانية مثلا.